فيلم “بوسكاس المجري”

مسيرة موهبة أبهرت العالم

حامد حمور

مسيرة، صور و ذكريات كانت حاضرة ليلة الخميس حول أحد أساطير الكرة العالمية .. إنه اللاعب المجري الشهير بوسكاس، من خلال الفيلم الذي عرض بقاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة من تنظيم سفارة المجر بالجزائر والذي عرف حضور كل من وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي .. إلى جانب نجم الكرة الجزائرية رابح ماجر وعدد معتبر من المدعوين الذين جاؤوا لمتابعة مسيرة العملاق المجري الذي سطح نجمه بالمنتخب المجري ونادي ريال مدريد الإسباني.
وبهذه المناسبة أكدت سفيرة المجر بالجزائر “برتس هلغا” بعد أن قدمت   تشكراتها لكل الذين حضروا عرض فيلم بوسكاس المجري وقالت: “للجزائر والمجر علاقات متينة، حيث إن المجر ساند الجزائر في الثورة التحريرية وسبق لفريق جبهة التحرير الوطني أن لعب أمام المنتخب المجري في عام 1961 .. كما أنه بعد الاستقلال فإن مكتب دراسات مجري هو الذي صمّم ملعب 5 جويلية والذي يتشابه مع أكبر ملعب في المجر والذي يحمل حاليا اسم بوسكاس”.
وفعلا، فإن بوسكاس وصل إلى القمة في كرة القدم العالمية بفضل فنياته الكبيرة، أين يتطرّق الفيلم إلى بداية مسيرته ودعم والده من الناحية المعنوية، والتي جعلته يتحدى ليصل إلى حلمه بلعب كرة القدم.
وتابع الجمهور الخطوات التي سار عليها بوسكاس الذي بالرغم من مهاراته الكبيرة مرّ بظروف صعبة للغاية، إلى غاية تلقيه اتصال من العملاق ريال مدريد الإسباني، والذي كان بمثابة بداية تجسيد الحلم.
ولعب بوسكاس لعد سنوات مع فريق “القلعة البيضاء” وسجل أحسن النتائج في تاريخ هذا النادي رفقة الأسطورة الأخرى دي ستيفانو.. حيث كان هذا الثنائي آلة حقيقية في تسجيل الأهداف.
ويظهر الفيلم من خلال صور الأرشيف المقابلات التي خاضها بوسكاس، بالإضافة إلى مرافقتها بتصريحات واعترافات كل الذين رافقوا درب هذه الموهبة سواء من عائلته أو أصدقائه أو اللاعبين الذين كانوا معه فوق الميدان .. ولكن لاعبين آخرين كانوا منافسين له لكنهم على غرار أحسن لاعب في العالم وفي كل الأوقات البرازيلي بيليه، إلى جانب الألماني فرانز بيكنباور.
وتوقّف المخرج تاماس ألماسي كثيرا عند دورة 1954 لكأس العالم التي أبهر فيها المنتخب المجري كل المتتبعين وفاز على أكبر المرشحين بفضل تشكيلة كبيرة تضم بوسكاس .. ووصل الفريق إلى النهائي أمام ألمانيا .. ففي الوقت الذي كان الفريق المجري متفوقا بنتيجة 2 – 0، قلب الألمان النتيجة في المرحلة الثانية لصالحهم 3 – 2 لتكون خيبة كبيرة للمجر التي ضيّعت أكبر فرصة لها لكي تصبح بطلة العالم .
وفي النادي الذي لعب له بسكاس، أي ريال مدريد مازال الكل يحتفظ بالصور التي صنعها والكؤوس العديدة التي فاز بها كونه أعطى كل شيء لكرة القدم، وفي عدة لقطات في تصريحه للصحفيين يردد بوسكاس “الأشياء التي تهمني هي الكرة والعائلة”.
وبعد مسيرة ذهبية بمدريد تحوّل بوسكاس إلى عالم التدريب الذي نجح فيه أيضا من بوابة نادي باناتينايكوس اليوناني، أين قدم معارفه لجيل من الشباب الذي عرف كيف يتألق أوروبيا.
كما أن نجومية بوسكاس قادته إلى أستراليا التي عمل بها لسنوات عديدة وكللت بالنجاح والاعتراف بمهارته في قيادة الفرق.
ويقدم المخرج صورا مؤثرة لعودة بوسكاس إلى بلده بعد فترة طويلة قضاها في الخارج، وكذا المباراة التاريخية التي لعبها رفقة زملائه القدامى في الملعب الرئيسي والدموع تملأ عيناه.
ومازال العديد ممن شاهدوا بوسكاس يلعب يتذكرون اللقطات التي عايشوها في ملعب سانتياغو بيرنابيو، والذين التقينا بهم في القاعة .. مؤكدين أنهم شاهدوا فعلا أحد أفضل اللاعبين في العالم .. مذكرين أن الجوهرة المجرية اعتزلت الكرة في عام 1969.
ورحل بوسكاس في عام 2006، ويعترف له كل الذين عاشوا معه فترات تواجده في المنتخب المجري أو ريال مدريد بأنه موهبة في كرة القدم  بقدم يسرى سحرية في المراوغات والقذفات وكذا شخصية تسعى لمساعدة الآخرين في كل الظروف.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024