غادرت الجزائر العرس القاري من الدور الأول، وغادر معها جلب ثاني لقب إفريقي في تاريخ الجزائر بعدما صنعت ضجيجا وهميا لشعب بأكمله إلى درجة أنّه رشّحها بعض التقنيين لتنشيط نهائي كأس الأمم الإفريقية الجارية وقائعها بجنوب إفريقيا، حيث انقسم أنصار المنتخب الوطني من شتى الشرائح بين مؤيّد ومعارض للناخب الوطني التقني البوسني وحيد هاليلوزيتش.
فلسفة غير مفهومة
أكّد جلّ الشباب الذين اقتربنا منهم لأخذ رأيهم حول إقصاء المنتخب الوطني مبكرا من العرس الإفريقي، أنّ رحيل التقني البوسني بات أمرا حتميا بالنظر إلى أنّ الناخب الوطني خيّب آمال شعب بأكمله كان ينتظر تألّق رفقاء العربي هلال سوداني، ويجب عليه الرحيل كما كان الأمر سابقا لمعظم التقنيين الذين مرّوا على الفريق.
«أنيس”، المتنقل مع المنتخب الوطني إلى أم درمان يوضّح: “لم نفهم هاليلوزيتش الذي أكّد لعدة مرات أنّه صارم في قراراته وليس لديه لاعب أساسي واحتياطي، وأنّ الذي لا يلعب في فريقه لن يحمل القميص الوطني، وإذا به يشرك فريقا متكونا من 11 لاعبا غائبا عن المنافسة لمدة طويلة وأغلبهم عائد من الإصابة على غرار: حليش، كادامورو، سليماني وسوداني”.
«ناصر”، شاب عاشق للخضر أوضح أنّ “زياني يملك مكانته في المنتخب الحالي رغم أنّه يلعب في إحدى أضعف البطولات في العالم، لأنّ اللاعبين الحاليين لم يقنعوني،
وإذا التقيتُ يوما بهاليلوزيتش سأطرح عليه سؤال واحدا: لمّا قمت باستدعاء سعد تجار وبوعزة، أنت الذي قلت في وقت مضى لا تحدّثوني عن جمال عبدون الذي لم يتمكن من ضمان مكانه في فريقه أولمبياكوس اليوناني”.
«جمال”، مهاجم سابق وعاشق لكرة القدم يقول: “هاليلوزيتش منذ قدومه وهو يتحايل معنا ويتناقض في كلامه، عندما كنّا في التصفيات كان يؤكّد أنّ الثنائي سوداني وسليماني من أحسن المهاجمين وسيكون لهما شأن عظيم، فبعد المباراة الأولى أمام المنتخب التونسي أكّد أنّ سليماني ليس بكريستيانو رونالدو لإلقاء اللوم عليه. وبعد المباراة الثانية أمام الطوغو والإقصاء أقرأ تصريحا له في الجرائد الوطنية يقول فيه: لا أملك مهاجما حقيقيا وإلاّ لتأهّلت الجزائر إلى الدور المقبل. وبالنسبة لي رغم أنّ جبور لم يقدّم الكثير مع المنتخب ولم يصل إلى مرمى المهاجمين كثيرا في خرجاته، إلاّ أنّه مهاجم قوي يملك بنية مورفولوجية كبيرة، ذكي أمام المرمى، الموسم الماضي عيّن هداف الدوري اليوناني وهذا الموسم يتصدّر قائمة هدافي الدوري اليوناني، ومنذ سنة 2006 وهو في المنتخب، خبرته في الملاعب الأوروبية والتي اكتسبها في ملاعب القارة السمراء، كانت تجلب ثمارها حتما أمام عمالقة كوت ديفوار وزملاء المساكني وآديبايور”.
مبولحي ..لماذا؟
من جهتهم الكهول لم يرحموا هاليلوزيتش في تصريحاتهم، وبعضهم راوده الحنين إلى فترة الشيخ رابح سعدان، حيث قال الطاهر: “بهذا المنتخب يجب أن نصبر ثلاثة أو أربعة سنوات حتى ننضج، فالمستوى العالي في إفريقيا لم نبلغه بعد والتكوين العالي الذي لقيه الأفارقة لم نصله بعد، والآن ليس هناك منتخب قوي وضعيف بعد أن رأينا زامبيا تحمل اللقب في الطبعة الماضية، وجزر الرأس الأخضر تتأهل إلى الدور الثاني، حتى النيجر وإثيوبيا أبهروا المتتبعين”.
عمي احمد يقول: “منتخبنا شاب يفتقر للخبرة وما زال بعيدا عن المستوى العالي في إفريقيا، لأن الذي يعجز عن الفوز ضد تونس ولا يصمد ضد الطوغو ولا يقوى على هزم احتياطيي كوت ديفوار، لا يمكن وصفه سوى بالمنتخب الصغير، ونترحّم على أيام المدرب سعدان الذي كان يتأهل بصعوبة ويقصي الفرق الكبرى في إفريقيا. لحد الآن ذكريات مباريات مصر، كوت ديفوار وإنجلترا لازالت تراودني”.
أما نور الدين فيجين بأنّه “صحيح أنّ المنتخب الحالي خيّب ظنّنا لكن الآن يجب علينا ترك هاليلوزيتش يعمل لأنّه يلعب بفريق جديد وشاب، ومع مرور المباريات
والتحاق العناصر التي ستدعّم المنتخب في القريب العاجل، متأكد من أنّ الخضر سيصبحون أقوى بكثير من الآن، ولا يجب علينا القيام بمثل ما كنّا نفعله سابقا بإقالة المدرب من أول خطأ يقوم به”.
عمي “عبد القادر”، حارس سابق يقول بأنّ “دوخة،
شاوشي وزماموش أفضل بكثير من مبولحي، تبين للمرة الألف أنّه حارس يتلقّى أهداف ساذجة من وراء خط الـ 18 متر، وخرجاته وجها لوجه ليست بالمقنعة، ومن الضروري البحث عن حارس أفضل منه للقضاء على هذا المشكل نهائيا”.
في حين فضّل الحاج “محمد” الاكتفاء بالقول: “إلى متى نبقى نحكي لأحفادنا عن جيل عصاد بلومي وماجر
ونتحدّث عن ملحمة أمّ درمان؟ وستبقى أعيننا متّجهة إلى ما وراء البحر عسى أن تنجب مدارس التكوين الفرنسية لاعبين موهوبين فتمنح لهم فرصة خوض منافسات دولية مع الخضر”.