الشارع الوهراني: هذه الخطة انتظرناها بأقصى درجة التفاؤل
أجواء الفرحة والابتهاج، تعم شوارع عروس الجزائر، الباهية، وهران، منذ إعلان الفوز الثمين الذي حققته أمام صفاقس التونسية في انتخابات ألعاب البحر الأبيض المتوسط2021. وتبقى عاصمة الغرب الجزائري الرائدة إصلاحا وانفتاحا على الخارج، مرورا بما استجد من تطورات وما شهدته البلاد وتشهده من مد تنموي غيّر الكثير من معالم المدينة خلال عشريتين من الزمن “الشعب” رصدت هذه الاجواء بالباهية وتنقل تفاصيلها.
وهو فوز “مستحق” على حد تعبير السيّدة “أحلام زراري” التي حلّت من ولاية قالمة، وكان لها شرف حضور عملية التصويت وإعلان النتائج من مدينة “بيسكارا الإيطالية” عبر شاشة كبيرة، توسّطت الحديقة المتوسطية بوهران، تحت مظلة واحدة، رفقة جموع المواطنين ومشاركة واسعة للمجتمع المدني والجمعيات والفرق الرياضية.
وعبّر زوجها “شراف لشطر” عن انبهاره بالحديقة المتوسطية، الممتدة على الواجهة البحرية الشرقية لعاصمة غرب البلاد، تم تدشينها مؤخرا على مساحة 5 هكتارات بالقطاع الحضري المنزه، تحتوي على مختلف وسائل الراحة والترفيه للعائلات، كما تقدم هذه الحديقة العمومية نموذجا رفيعا، تم فيه مراعاة نسبة عالية من المساحات الخضراء المعشوشبة، علاوة على بحيرة اصطناعية، تشتغل بنظام الألعاب المائية، تتخللها معابر خشبية
وقال عادل دقيش، مهندس بمؤسسة سونطراك، :« نرحّب بكل ما يخدم الجزائر” مؤكدا أنّها مواقف مقننة، تمثل جهدا جماعيا مدروسا، مفتخرا، أن الأمن والسلام، سيجعل من الجزائر قبلة عالمية دون منازع.
وبدا الحماس جليا لدى الطالبة خديجة قورسمة، تحضر شهادة الماستر، تخصص هندسة مدنية بجامعة وهران، واعترفت في حديث ل«الشعب” أنها في البداية، داهمها شعور قوي بالإحباط من إعادة سيناريو إقصاء الجزائر من تنظيم ال”كان” ولكنّها تفاءلت، بمجرد أن تذكّرت إنجازات الجزائر وما حققته من مكاسب.
يواصل لخضر كريم ، صحفي ومدير تحرير جريدة البلاغ ، بكلمات سبقتها دموع الفرحة بتحقيق الهدف الرياضي النبيل:« كانت سعادتي كبيرة، وأنا أترقب نتائج استحقاقات متوسطية، رفقة زملائه من الأسرة الإعلامية وآلاف الشباب من الذين يثبتون يوما بعد يوم، مدى ترابطهم وتوحدهم والتفافهم حول القيادة” ويضيف كريم :« هو تأكيدا على استمرارية وطن، لا تغرب عن رماله شمس الانتماء والوفاء والإخلاص”
أكثر من 685 مرفق رياضي ورهانات تصنع الحدث العالم
ويجسّد هذا الاستطلاع رؤية ناضجة لدى الشارع الوهراني، أفرزها التفاؤل العريض بما تحقق حتى الآن من ايجابيات على صعيد التنمية الشاملة، وقد كان حلما وحققته الإرادة الجزائرية على مساحة تفوق 8 هكتارات: إنّه مركز المؤتمرات محمد بن أحمد، مجمع متعدد الاستخدامات، يتألف من قصر معارض، يتربع على مساحة 20.000 مترا وفندق5 نجوم بطاقة 245 غرفة و42 جناحا، ويعتبر حاليا الرابع من نوعه عالميا من حيث الجودة والنوعية.
منذ تدشينه سنة 2011، تم تنظيم تظاهرات اقتصادية كبرى ومواعيد مؤسساتية وصالونات محلية، أعطت بعدا دوليا لمدينة وهران ، لتوفره على مركز للمحاضرات، 23 قاعة اجتماع، ومدرج يتسع لـ3 آلاف شخص، وقد أسهم هذا الانجاز في تطوير سياحة الأعمال وإخضاعها لآلية اقتصادية متخصصة، وكان من أبرز انجازاته احتضان الندوة الدولية الـ 16 للغاز الطبيعي المميع، أفريل 2010.
ويبقى “دور المواطن رئيسي وفعال في إنجاح هذا الحدث” يقول تويمي بوعلام، نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي ل«الشعب” وأضاف:« أن وهران، عازمة على تحقيق المزيد من النجاحات وفي مختلف المجالات”
وأشار في سياق متصل إلى مسجد عبد الحميد بن باديس في حي جمال الدين، والذي يعدّ أكبر صرح ديني بالجهة الغربية للوطن وأحد أروع المعالم الإسلامية، يشهد يوميا تدفق المئات من المواطنين القادمين من خارج الوطن وداخله منذ تدشينه 17 أفريل المنصرم، بمناسبة افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
وتقترب وهران حاليا من استكمال منشأة القرن، الورقة الرابحة في ملف فوز وهران بتنظيم الألعاب المتوسطية2021، إنها “القرية الرياضية” بالمدينة المتوسطية بلقايد، التابعة إداريا لبلدية بئر الجير بالناحية الشرقية لوهران، تجانب المركب الرياضي وتتسع ل 14 ألف رياضي، كلها مشاريع، سيكون لها أثر إيجابي بالتمثيل الدولي للرياضة الجزائرية.
إذ تعتبر حسب تصريحات براهيم مكلف بالمنشات الرياضية على مستوى مديرية الشباب من أضخم المشاريع التي اشتركت في انجازها 3 هيئات، وهي وزارتي السكن والعمران والشباب والرياضة و كذا اللجنة الأولمبية الجزائري.
مع العلم أن مجموع المشروعين القرية الأولمبية ومركب بلقايد، فاقت تركيبتهم المالية 1،5 مليون دولار، تندمج ضمن البرنامج الخماسي لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وحسب تصريحات براهيم، ينتهي مشروع المركب الرياضي، يتسع لـ 40 ألف متفرج بداية 2016 كاملا ، نذكر منها مركز اتفاقيات، تتسع لـ266 مقعدا، يقع تحت المدرجات، أين سيتم تشييد وحدة إقامة بطاقة 22 غرفة وغيرها من المرافق الهامة، على أن تكون القرية المتوسطية جاهزة في 2018.
وأضاف براهيم : تأهل وهران جاء عن جدارة واستحقاق، ليذكر من جديد بالمشاريع الحالية، المدرجة ضمن المخطط الخماسي الجاري وكذا الهياكل الرياضية المنجزة، مؤكدا أن عددها يفوق بوهران 685 مرفق: “ أمامنا مرحلة مهمة، تتطلب مزيد من العمل والجهد من الجميع، حتى يتحقق الهدف الهام، وهو إنجاح تظاهرة الألعاب المتوسطية في الجزائر” علق على الحدث.
مع العلم أنّ مهمة اللجنة منظمة التي تم استحداثها لترشح وهران، انتهت مهمتها، وسيتم حاليا خلق لجنة تنظيمي ألعاب البحر الأبيض المتوسط، تحمل اسم “صي. أو. جيان” دون الكشف عن الجهة المكلفة بتكوينها، فيما سيزيد عدد المتطوعين عن 2500 شخصا، حسب علم من مقر “الديجياس”.
القافلة الترويجية لملف الترشح .. رجل واحد وراء الباهية
بدوره شكر رئيس القافلة الترويجية لملف ترشح ولاية وهران، فتحي بوروايل، المدرب الوطني السابق لكرة اليد في تصر يحه لـ«الشعب” المشاركين في مختلف مواقعهم، مشيرا إلى أنهم قدموا نموذجا رائعا وقدوة للشباب الجزائري، وأنهم أصحاب الفضل في التعريف وتحسيس ساكنتها ومواطنيها بأهمية دعم ملف وهران.
وطالب منهم، أن يواصلوا المسيرة بروح الجماعة والفريق.مع العلم أن القافلة، جابت مختلف ولايات الغرب الجزائري وقفة رجل واحد وراء الباهية في سباقها لنيل شرف احتضان هذا الموعد المتوسطي، وصرح عبان ميمون، مدير المعهد الرياضي للتربية البدنية بعين الترك، أن فكرة احتضان وهران لألعاب المتوسّط وتحقيقها، افتخارا، يكشف عن تضامن الشعب الجزائري .
وقال فيلالي الحاج ابراهيم العداء السابق، أنه انتصارا أولا، ثم دعا لأن تكون التغطية الإعلامية متواصلة إلى غاية سنة2021، وأن تحظى بدعم مختلف أطياف المجتمع
بلقايد يجذب السينمائي العالمي أرلوند شوارزنيغر
وقد لقت مدينة وهران دعما معنويا ونوعيا في ترشحها لاحتضان دورة ألعاب المتوسط النجم السينمائي العالمي الكبير، والحاكم السباق لولاية كاليفورنيا الأمريكية، أرلوند شوارزنيغر، الذي نشر تغريدة على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قال فيها : اثنين من هواياتي في واحدة.. الرياضة والبيئة.. حظ سعيد لوهران بالنسبة لألعاب البحر المتوسط 2021”.
كما أرفق شوارزنيغر تغريدته برابط مقطع فيديو يتضمن ترشيح مدينة وهران لألعاب البحر المتوسط 2021، وتبادله مع نحو 3.5 مليون متابع لحسابه الشخصي على “تويتر”، ما يشكل قيمة إضافية لوهران من النجم السينمائي الكبير الشهير بأفلام ‘« الأكشن”، وكان “أرلوند شوارزنيغر”، قد تمنى قبل حلوله بوهران، أن يكون مقر المكتب الإقليمي لمنظمته غير الحكومية “ ار20” بدوار بلقايد، شرق وهران، يهتم بمسألة تسيير النفايات وإعادة رسكلتها بمنطقة حوض المتوسط، وهو ما يؤكد أن وهران محل اهتمام النجم السينمائي الكبير الشهير بأفلام الأكشن”.
الممثلة الايطالية “كلوديا كاردينال” تنبهر بسوق المدينة الجديدة
ومباشرة بعد نزولها بالباهية، الفنانة الايطالية “كلوديا كاردينال”، الأكثر أهمية في شاشة السينما العالمية في مرحلة الستينيات، ضيفة الطبعة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي، عبّرت عن سعادة كبيرة بتواجدها في الجزائر لأول مرة.
وأصرت النجمة السنمائية على استغلال كل الوقت للتمتع بالشمس والبحر والمناظر الجميلة لوهران، وقد قادها اختيارها الشخصي إلى أشهر الأسواق الشعبية بالجزائر، سوق المدينة الجديدة، حيث يتوافد إليه يوميا آلاف السياح، وقد أكدت في حديث للشعب، أن أصحابها نصحوها بزيارة سوق المدينة الجديدة، ولا تزال إلى يومنا هذا قنوات فضائية عربية، تبث ريبورتاجات للمهرجان الدولي للفيلم العربي، وقد سجّلت المحافظة الثامنة أكثر من 34 موضوعا، نشرته قنوات عربية معروفة، حسب ما علم أول أمس الخميس عن المحافظة، مؤكدة أنّ هذه التظاهرة السينمائية، كان لها الأثر البارز في الترويج السياحي لوهران، وقالت ذات الجهة، أن صناع المهرجان، أكدوا أن تسويق المنتج السياحي من أهم الوظائف المستهدفة.
و الملاكم الأمريكي الشهير تايسون يحلم بسكن في وهران
ومن أهم المحطات الفنية في وهران، الملاكم الأمريكي الشهير، مايك تايسون الذي زار وهران سبتمبر 2013 رفقة زوجته، لأداء دور في فيلم”الجزائر للأبد”، وأكّد في ندوة صحفية، أنه لم يكن يتخيل أن يكون تجاوب الجمهور الجزائري بهذا الشكل، خلال فترة إقامته بولاية وهران. وقد أعرب البطل العالمي السابق عن أمله في أن يشتري مسكنا بوهران، قبل أن يرحل حاملا معه “حمامة”، أهداه إياها مواطنا من الحي الشعبي، “شوبو”، كان على دراية واسعة بهواية تايسون وحبه لتربية الحمام، وهو ما نقلته الشعب أول أمس الخميس على مستوى الحديقة المتوسطية، الموسومة بحديقة “المواطنة “عن صديقا ل«تايسون”.
وتتواصل بعاصمة الغرب الجزائري الاحتفاليات المخلّدة لهذا النصر العظيم في مسيرة ا تقودها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي على مستوى مسرح الهواء الطلق، حسني شقرون، تحت شعار” العودة إلى الأصل، الباهية في احتفال، ويبقى أمامها المزيد من التحديات في تحقيق الجودة في المشاريع وتسليمها قبل سنة 2021، موعد انطلاق الطبعة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، ستعرف مشاركة 24 دولة، أغلبها تقع في قارة أوربا.