أنصار “المرينغي” يثقون في قدرة فريقهم على العودة بقوة رغم الاقصاء أمام “اليوفي”
تعدّ زيارة ملعب سانتياغو برنابيو الخاص بنادي ريال مدريد متعة في حد ذاتها، حيث تسمح للمتجول ملامسة تاريخ النادي الملكي الذي حفر اسمه بأحرف ذهبية في تاريخ الكرة العالمية نظرا للأساطير الذين ارتدوا القميص الأبيض، وساهموا في تتويجه بعدة ألقاب كان آخرها موندياليتو الأندية بالمغرب.
بداية الحلم بزيارة معقل النادي الملكي كانت بمراسلات متبادلة بيني وبين أحد المكلّفين بالتسويق على مستوى الفريق،
والذي تعرّفت عليه صدفة خلال آخر زيارة لي لإسبانيا، ووعدني بتسهيل مهمتي في التعرف على الريال من الداخل. وبالفعل أوفى بوعده حيث ساهم بشكل فعال في ربط خط الاتصال مع مديرية الاتصال
والتسويق على مستوى الفريق، والتي رحّبت بالفكرة.
وتقوم إدارة النادي الملكي بتنظيم رحلات خاصة لمحبي الفريق على مستوى العالم
والملقّبون “بالمدريستا”، حيث تمّ ضمّي لهذه المجموعة رغم أنّني لست من عشّاق الفريق لكن لم يكن من الصعب التظاهر بحبّي لريال مدريد من أجل غاية وحيدة هي دخول عالم ريال مدريد أو “مملكة النّجوم”.
زيارة “مملكة النّجوم”
بداية الزيارة صادفت مباراة عودة نصف نهائي رابطة ابطال اوروبا بين ريال مدريد وجوفنتوس، وأحسسنا أن مرافقنا مارك
والذي يعمل في مديرية الاتصال
والتسويق العلاقات المؤسساتية مرتبك نوعا ما، وهو يقودنا لداخل الملعب بما أنّ الزيارة كانت يوم المباراة وحينها يتم غلق الملعب بأكمله، وبادلته بالقول أنّ مواجهة اليوفي صعبة وردّ بابتسامة فيها نوع من الثقة الممزوجة بالتخوف من المستقبل قائلا “لكننا الريال.....”.
وبعد الدخول لقاعة الضيوف داخل الملعب، قام مارك بمنحنا شارات معينة عليها رمز ريال مدريد حتى يسهل عمال الملعب زيارتنا بما أن إدارة الملكي أغلقت الملعب نظرا لتزامن الزيارة مع مباراة العودة أمام جوفنتوس، الذي كان يرتقب وصوله للملعب بعد الزوال لإجراء التدريب الروتيني.
سقف الملعب..عندما تلامس السّماء وأنت على الأرض
برنامج زيارة الملعب بدأت عكس ما كنا نتوقعه، حيث اختار المنظّمون أن تكون البداية من فوق أي سقف الملعب، وهنا قادنا مرشدنا مارك إلى المصاعد من أجل الصعود إلى أعلى طابق وعند الخروج من المصعد كانت المفاجأة.
فعند الخروج من المصعد وجدنا أنفسنا في أعلى نقطة بملعب سانتياغو برنابيو، حيث تظهر لنا المباني الشاهقة وناطحات السحاب المجاورة للملعب على غرار قصر الحكومة، لكن تظهر أيضا المدرجات والارضية بشكل أكثر من رائع، تحس
وكانك تلامس السماء برأسك لكنك مازلت على الأرض.
وعندها انتاب الجميع شعور غريب وكان الجميع أراد القول إذا كانت هذه البداية فماذا سيكون القادم خاصة أن المنظر كان أكثر من رائع، وأضحى التواجد بهذا المكان تقليدا معروفا لدى إدارة الملكي بالنسبة للزوّار المهمّين.
وتقوم إدارة الفريق باصطحاب كل الفرق التي تأتي لمواجهة الريال خاصة في المنافسات الأوروبية لزيارة هذا الموقع،والتمتع بالمنظر الجميل الذي يعطي الانطباع أنك توشك على الطيران.
القاعة الملكية..تابع المباراة من شرفة قصرك
أدرجت إدارة الملكي ضمن برنامج الزيارة الدخول إلى القاعة الملكية هو مكان لا يفتح لأي أحد لأنه من يجلس هنا ببساطة ليس أي أحد.
أنسانا الدخول إلى القاعة الملكية المنظر الخلاب الذي شاهدناه خلال تواجدنا في سقف الملعب، لأن التواجد في هذا المكان يمنحك الاحساس أنك تطل على الملعب من شرفة أحد قصور مدريد.
وتنقسم القاعة الملكية إلى قسمين الأول هو عبارة عن مكان مجهّز لمتابعة المباراة، والتي يجلس فيها رئيس الفريق وضيوفه من كبار الشخصيات، أما المكان الثاني فهو مخصص لمن يدفع أكثر.
الجانب الداخلي للقاعة الملكية عبارة عن مطعم فاخر يتكون من 8 طاولات خاصة بعشر أشخاص، أي 80 فردا وهي طاقة استيعاب القاعة الملكية، حيث يجبر الزبون على تناول العشاء في مطعم القاعة الملكية، وبعملية حسابية تكلف متابعة مواجهة للريال من القاعة الملكية باحتساب العشاء إكثر من 6000 يورو للفرد الواحد خلال مواجهة خيتافي مثلا أو الميريا، فيما تكون التكلفة مضاعة إن تعلق الامر بمواجهة الغريم التقليدي برشلونة أو أحد الأندية الأوروبية الكبيرة في منافسة رابطة ابطال أوروبا.
الصّندوق الملكي..إنجازات تحقّقت وأخرى قادمة
تعد قاعة “الصندوق الملكي” كما يطلق عليها الأكبر في الملعب من حيث السعة والاهميةأيضا، لانها ترصد إنجازات الفريق على مر العصور في مختلف المنافسات المحلية أو الاوروبية.
تصادفك عبارة “إنجازات حدثت وأخرى قادمة “ باللغة الاسبانية عند مدخل القاعة، وهو ما يعكس طموح الفريق المستمر في البحث عن الألقاب التي أصبحت لا تتسع لها قاعة الصندوق الملكي.
أهم الالقاب التي تصادفك وأنت داخل الصندوق الملكي الكؤوس العشر لرابطة ابطال أوروبا، إضافة إلى الليغا الاسبانية وكأس الملك والموندياليتو.
أرضية الملعب..هنا لعب الكبار
الدخول إلى أرضية ملعب سانياغو برنابيو كان يستدعي المرور على النفق الذي كان مقسوما، حيث عمدت إدارة الفريق على وضع نفقين واحد مخصص للريال وآخر للفريق الضيف.
التواجد على أرضية ملعب سانتياغو برنتابيو يمنحك إحساسا لا يتاح كثيرا خاصة بعد أن تتذكر كبار اللاعبين الذي لعبوا على هذه الارضية بداية بالاسطورة دي ستيفانو وبوشكاش وصولا إلى جيل زيدان وفيغو وبيكهام وحاليا مع رونالدو وكاسياس.
وإلى جانب الارضية سمح لنا بالجلوس على مقاعد البدلاء، وكان من الضروري حينها انتهاز الفرصة لعيش تلك اللحظة التي يمر بها اللاعبون وهم يجلسون على هذه المقاعد.
غرف الملابس..نجوم الكرة العالمية
عدنا للدخول مرة أخرى للنفق المؤدي إلى غرف حفظ الملابس، والتي كنت متشوقا لدخولها بما أنها من الاماكن الهامة للغاية في الملعب نظرا لقيمتها الكبيرة بما ان عددا كبيرا من كبار كرة القدم مروا من هنا.
وعند الدخول لغرف حفظ الملابس صادفتنا العدد المعتبر من الفواكه والمشروبات التي وضعت لزملاء رونالدو، الذين كانوا معنيين في المساء بمواجهة جوفنتوس في نصف نهائي رابطة الابطال.
ولفت انتباهي وضع صورة كل لاعب على خزانته الخاصة التي يضع فيها كل متعلقاته قبل الدخول للملعب.
وفي الجهة المحاذية لغرف حفظ الملابس تتواجد قاعة خاصة بالعلاج الطبيعي بها عدة حمامات بخارية ومسبحين يستعملهم اللاعبون بعد المباراة اثناء عملية الاسترجاع.
4 مطاعم فاخرة توفّر أشهى الأطباق و40 نقطة بيع للأكل السريع
وحرصا منها على توفير كل المتطلبات الخاصة بالمتفرجين قامت ادارة الريال بوضع 40 نقطة بيع تحت تصرف المتفرجين خاصة بالاكل السريع، حيث بامكان المتفرج الحصول على طلبيته دون التنقل مع إضافة 5 يورو، وهذا فيما يخص الاكل السريع.أما فيما يخص المتفرجين المميزين فقد وضعت إدارة الملكي 4 مطاعم فاخرة تحت تصرفهم وهي مطعم “اسادور دي لا اسكينا “، “بويرتا 57”، “كافيه ريال” و «زين ماركت”، وهي مطاعم تنتمي لبعض الماركات المعروفة على المستوى الاوروبي، والتي لن تجد أفضل من ملعب سانتياغو برنابيو من اجل الترويج لخدماتها.
قاعة الصحافة تعكس أهمية العمل الاعلامي
يولي فريق ريال مدريد أهمية كبيرة لعمل وسائل الاعلام من خلال توفير وسائل الراحة التي تسمح لها للقيام بعملها بطريقة مثلى، والسماح لها بإيصال كل ما يتعلق من أخبار الفريق إلى أنصاره المنتشرين عبر العالم، وهو ما يعكس العلاقة التكاملية بين إدارة الريال والاعلام.
بداية الجولة الخاصة بجناح الصحافة بالملعب كانت بقاعة الندوات الصحفية التي تعد مفخرة للفريق نظرا للتجهيزات المتطورة الموجودة فيها، حيث حرصت إدارة الملكي على وضع المقاعد بطريقة تصاعدية للسماح للجميع بمشاهدة منشط الندوة الصحفية بكل راحة.
وتواجد على الأطراف قاعات مخصصة للمترجمين بما أن الفريق يشارك في المنافسات الأوروبية بشكل دوري.
أما القاعة المخصصة للصحافة في الملعب فهي تسمح للصحفي بمتابعة المباراة بكل راحة ومعاينة كل صغيرة وكبيرة تحدث، إضافة إلى غياب الضوضاء من خلال وضع زجاج يقلل الاصوات الخارجية للسماح للصحفيين بالتركيز خلال عملهم.
المتجر الرّسمي..مؤسسة ريال مدريد حاضرة
وضعت إدارة ريال مدريد متجرا خاصة بالمتفرجين الذين يأتون لمشاهدة المباريات من أجل اقتناء كل ما يرمز لفريقهم المفضل بداية بالبدلات الخاصة بالفريق، إضافة إلى الأشياء التذكارية وهي كلها أشياء تؤكّد رغبة مؤسسة ريال مدريد في زيادة الأرباح مقابل تقديم خدمة مميزة للزبائن.بمجرد دخولي للمتجر الخاص بنادي ريال مدريد انتابني إحساس بالحيرة عند اقتناء اشياء خاصة بالفريق، وزاد منح إدارة الفريق “للمدريستا” الذين انتميت اليهم خلال الزيارة فقط صك شراء بقيمة 50 يورو من حيرتي.ولكن خلال تلك اللحظة عرفت قيمة مؤسسة بحجم ريال مدريد تريد الحفاظ على اسم الفريق شامخا من خلال الخدمات الكثيرة المقدمة للزبائن دون نسيان التخفيضات، وهو الأمر الذي أكده لي زائر انجليزي من “المدريستا” عندما وصف الاسعار بالزهيدة مقارنة بالمتاجر الخاصة بالاندية الانجليزية على غرار تشيلسي و مانشستر يونايتد وغيرهم.
الاقصاء أمام “اليوفي” ..نهاية مرحلة وبداية أخرى
أجمع كل من كان حاضرا بملعب سانتياغو برنابيو خلال مواجهة جوفنتوس في نصف نهائي رابطة الابطال أن الاقصاء كان امرا منتظرا، ويؤكد أن الفريق أنهى مرحلة وسيبدأ أخرى.
والملاحظ أن أنصار الفريق يثقون كثيرا في إدارة الريال لتجاوز هذه الفترة الصعبة من خلال التعاقد مع لاعبين كبار كما تعوّدوا على ذلك.