في ظـل تقارب المستوى بين أندية الرّابطة المحترفـة الأولى

مجموعة كبيرة من الفرق معنية بهاجس السقوط

حامد حمور

الفنيـــّــون فــي حـيرة والضّغــط مستمــر

تتميّز بطولة الرابطة المحترفة الأولى لهذا الموسم بنقاط غريبة لم يألفها المتتبعون، وطرحت عدة تساؤلات عن وضعية الفرق فيها من خلال وجود عدد معتبر من الفرق المهددة بالسقوط إلى الرابطة الثانية من خلال تقارب عدد النقاط بين الفرق، الأمر الذي أفرز ندية كبيرة فوق الميدان من أجل النقاط التي تسمح للفريق من التنفس شيئا ما في انتظار بقية الجولات.
ومع اقتراب نهاية الموسم، فإن الاثارة ستكون العنوان الرئيسي لبقية الجولات، وكل خطأ سيكلف الفريق غاليا،
وبالتالي فإنّ مستوى المقابلات تدنّى بكثير من خلال البحث فقط على النتيجة دون المبالاة بالجانب الفني الذي لا يعني أشياء كثيرة مقارنة مع التقاط التي قد تسمح لفريق ما الابتعاد عن الخطر.
فما عدا فريقين أو ثلاث المعنيين بشكل مركز عن اللقب، فإنّ البقية دخلت في الحسابات بالنظر للوضعية “غير الواضحة” بالنسبة للسقوط، فالفريق الذي يتواجد في وسط الترتيب قد يجد نفسه معنيا بهاجس السقوط في حالة تعثره مرتين متتاليتين، وعكس ذلك في حالة فوزه في مقابلتين قد يلعب من أجل مكان مؤهل لبطولة قارية.
نهاية موسم مثيرة وحماسية
 ولهذا، فإنّ الجولات المتبقية لا بد أن يتم تسييرها بشكل موفّق ومحكم من طرف الرابطة لتجنب أي ضرر للروح الرياضية، وهذا ببرمجة كل المقابلات في الـ 5 جولات التي تفصلنا عن نهاية الموسم في يوم واحد وتوقيت موحد، كما جرت العادة خاصة في ظل ما حدث عن مزاعم وجود حكام تم الاتصال بهم لمساعدة فريق ضد منافسه في الأسبوع الماضي، وتم في آخر لحظة تعويض حكمي تماس لقطع الطريق أمام المحاولة.
كما أن التوقيت الموحد يترك الحسابات تجري في مسارها المنطقي ولا “تعاقب” فريق مقارنة مع آخر معني بهاجس السقوط، وتقدم للمنافسة طابعها التنافسي النزيه.
ويمكن القول أن فرقا كانت مرشحة للعب الأدوار الأولى وجدت نفسها تصارع من أجل البقاء، بالرغم من الوسائل
والامكانيات الكبيرة التي تملكها، مقارنة بفرق أقل امكانيات تتواجد حاليا في مراكز أكثر راحة، والفريق الأول الذي رشح الجميع للعب عن اللقب هو مولودية الجزائر الذي “احتكر “ المركز الأخير لعدة أشهر. و بالرغم من استفاقته إلا نه مازال معني بالسقوط، إلى جانب شبيبة القبائل، نصر حسين داي، جمعية الشلف، اتحاد بلعباس، شبيبة الساورة، مولودية العلمة..والقائمة قد تطول في حالة تقلص الفارق أكثر بين مجموع نقاط فرق أخرى.
المدرب بين المطرقة والسّندان
هذا الوضع لم يجد له الاختصاصيون حلولا فنية، أين يقوم المدرب بتحضير الفريق لتحقيق نتائج كبيرة، لكنه في آخر المطاف يكون في وضعية لا يحسد عليها، ونتيجة كل هذه النقاط ارتسمت على “الذهاب والاياب” للمدربين الذين يدفعون ثمن النتائج، أين رأينا أنّ أغلب الفرق قامت باجراء تغييرات على الطاقم الفني، والبعض من المدربين “مرشحين” لترك منصبهم في “الأمتار الأخيرة” للمنافسة في حالة تسجيل أي تعثر يرهن حسابات المسيرين في تحقيق البقاء.
فالمدرب يعيش “موسما استثنائيا” من كل الجوانب، فالضغط المركز في كل أيام الأسبوع من خلال التحضيرات التي لا تجري في ظروف مواتية من خلال ضغط المنافسة غير المنطقي، إلى جانب يوم المباراة التي لا يمكن الوصول الى
«إرضاء “ الأنصار بالفوز، كون الضغط سيصل إلى المسيّرين الذين يتّخذون قرار الاقالة “الأوتوماتيكية”، في الوقت أن الاحصائيات واضحة هي أنّ الفريقين المعنيين باللقب بصفة كبيرة وهما وفاق سطيف ومولودية بجاية احتفظا بالمدربين عمراني وماضوي طيلة الموسم وسارا في منوال موفق، بالرغم من بعض التعثرات إلا أنهما الأحسن هذا الموسم مقارنة بالفرق التي دخلت في دوامة الجري وراء النتائج الآنية.
وللاشارة، فإنّ مجلة ألمانية متخصصة في كرة القدم وضعت البطولة الجزائرية من أكثر البطولات إثارة وندية في العالم من خلال الترتيب الذي يميّز الفرق التي تتقارب فيها حصة النقاط  مقارنة بأغلب البطولات في العالم، أين نجد أن فريقين أو ثلاث لديها حصة كبيرة من النقاط وتتنافس على اللقب ومجموعة صغيرة أيضا معنية بالسقوط.
فنهاية البطولة قد يعرف مفاجآت هذا الموسم، من جراء وجود العديد من الفرق معنية باللعب الموسم القادم في الرابطة المحترفة الثانية، والذي لا يكون نهاية العالم، وإنما فرصة لإعادة ترتيب الأمور والعودة بامكانيات ورؤية أفضل في تمكين لاعبين مميّزين اللعب باستمرار، وإعطاء البطاقة البيضاء للطاقم الفني للعمل على المدى الطويل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024