غطّى ملف تنظيم كأس إفريقيا عملية القرعة الخاصة بدورة 2017، كون الأنظار كانت مصوبة بتركيز أكثر إلى الحدث الأول، ومع ذلك يمكن القول أنّ الفريق الوطني سيلعب تصفيات قد لا تكون صعبة من خلال مواجهته لمنتخبات ليس لها مسيرة كبيرة في نهائيات كأس إفريقيا. ماعدا إثيوبيا، فإنّ الليزوتو والسيشل لم يسبق لهما المشاركة في الدّورات النّهائية للعرس القاري.
وبذلك فالفريق الجزائري يعدّ المرشّح الأول للتّأهل إلى دورة الغابون من خلال مستواه الذي تطوّر في السّنوات الأخيرة وامكانيات لاعبيه، بالرغم من أنّ النّاخب الوطني كريستيان غوركوف أكّد في تصريحه الأول بعد عملية القرعة أنّ الأمور لن تكون سهلة بحضور خاصة الفريق الاثيوبي.
حذر غوركوف...
وبالرغم من أنّ العديد من المتتبّعين أشاروا أنّهم لم يفهموا جيدا تصريح غوركوف، بأنّ المأمورية لن تكون سهلة حيث أن واقع كرة القدم يفرض أنّه لابد من الحذر وأخذ كل الاحتياطات من النّاحيتين المعنوية والتدريبية للمرور بشكل موفّق إلى الدورة النّهائية، لأنّ الميدان هو الفاصل وليس مراتب الفرق على الورق، خاصة وأنّ الظّروف في أدغال إفريقيا قد تكون صعبة في بعض الأحيان ولا تسهّل من مأمورية الفرق القوية من النّاحية الفنية.
وبالتّدقيق في مسيرة المنتخبات يمكن اعتبار الفريق الاثيوبي هو الذي سينافس “الخضر” على المركز الأول في هذه المجموعة، هذا المنتخب الذي واجهناه في التّصفيات الماضية وتمكّن زملاء بن طالب من الفوز عليه ذهايا وإيابا، بالطريقة والنتيجة الرّقمية، الأمر الذي يعطي الأفضلية المعنوية للفريق الوطني في مغامرته القارية.
والأمر الذي يميّز المنتخب الاثيوبي الذي يحتل المركز الـ 101 في ترتيب الفيفا، أنّه حافظ على مدرّبه ماريانو باريتو الذي فضّل الاستمرارية لمواصلة العمل الذي يقوم به لتحسين مردود الفريق، وعلى كل سيلتقي مرة أخرى مع غوركوف.
الليزوتو والسيشل..لم يسبق لهما المشاركة في «الكان”
في حين أنّ منتخب الليزوتو الذي لم يسبق له وأن شارك في أيّة دورة نهائية لكأس إفريقيا للأمم يحتل المركز 122 في ترتيب الفيفا، حيث أنّ “التّماسيح” الذين يدرّبهم سفيف ماتيتي، يقصون في غالب الأحيان في الدور التمهيدي من التّصفيات، الأمر الذي يؤكّد أنّ مستوى المنتخب لا يكون بمثابة عقبة صعبة بالنسبة لزملاء براهيمي.
من جهته منتخب السيشل الذي يحتل المركز الـ 189 في ترتيب الفيفا والملقّب بـ “القراصنة”، والذي يدربه حاليا أولريش ماتيوت، لم يسبق له وأن شارك في دورة نهائية لكأس إفريقيا ويقصى في الدور التمهيدي في كل مرة.
هذه المعطيات تؤكّد أنّ القرعة كانت فعلا “مريحة “ بالنسبة للمنتخب الوطني، الذي عليه تسيير الأمور بصفة موفّقة من خلال لعب التجربة الكبيرة للاعبين ومستواهم الحالي على السّاحة القارية.
فعملية القرعة التي أجريت يوم الأربعاء الماضي بالقاهرة أسفرت على مجموعات أخرى قوية، خاصة وأنّ هذه المرة سيتأهّل فريق واحد من كل مجموعة، بالاضافة إلى أحسن فريقين احتلا المركز الثاني في مجموعتهما، وأيّ تعثّر من منتخب قد يرهن حساباته في التأهل إلى الدورة النهائية.
إجراء تعديلات على التّشكيلة أمر ضروري
ومن جهة أخرى، فإنّ المقابلات التي يجريها «الخضر” ستكون فرصة للناخب الوطني من أجل ضبط خطّته التي وجدت بعض الصعوبات في المدة الأخيرة في دورة “الدوحة” الودية أين وجد بعض اللاّعبين مشاكل في تقديم الامكانيات الكبيرة التي نعرفها عنهم لاسيما براهيمي، وبالرغم من أنّ الوقت لن يكون كافيا بالنسبة لغوركوف تحضير الأمور إلى غاية جوان من خلال عدم وجود تواريخ “فيفا” إلى غاية إجراء المقابلة الأولى، إلاّ أنّ الظّروف ستكون لصالح المنتخب الوطني كونه ينطلق في المنافسة هنا بالجزائر باستقباله لمنتخب السيشل، وهو الأمر الذي يمكنه من الصّعود التدريجي في حجم التحضيرات لبقية المنافسة، ويكون الوقت كاف للنّاخب الوطني الذي حرص في المدة الأخيرة على إعطاء الفرصة للعديد من اللاعبين، خاصة المحليين الذين كان مردودهم متباينا في دورة قطر، الأمر الذي قد يدفع غوركوف إلى استدعاء لاعبين آخرين برزوا في المدة الأخيرة، لاسيما في مناصب لم يجد لها حلولا، ونعني بذلك مركزا في وسط الدفاع الذي قد يعود إلى العائد بلكالام، هذا الأخير الذي شفي من الاصابة التي تعرّض لها وقد يعطي الحلول إلى جانب حليش في حالة عودته إلى مستوى جيد.
والكل يعرف أنّ مشكل محور الدفاع أثّر كثيرا على مردود التشكيلة الوطنية، وعودة الاستقرار إلى هذا المنصب سيحرّر اللاعبين الآخرين، خاصة عناصر وسط الميدان (تايدار، بن طالب) اللذان كان لهما عمل اضافي لتأمين الوسط.
فالأمور التّقنية ستّتضح مع مرور الجولات بالنّسبة للمنتخب الوطني، الذي حسب منطق الأشياء سيكون حاضرا في نهائيات كاس إفريقيا، والهدف هذه المرة سيكون محاولة التّتويج باللّقب بعد سنتين.