بعد نهاية مرحلة الذهاب من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، إلتقينا بالتقني والمحلل الرياضي بالتلفزيون الجزائري والإذاعة الوطنية “مصطفى بسيكري”، وأدلى لنا بهذا الحوار:
- الشعب: إنتهت مرحلة الذهاب من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بتتويج وفاق سطيف بطلا شتويا، بصفتكم تابعتم مرحلة الذهاب كاملة، ما هو تحليلكم لهذه الفترة؟
مصطفى بسيكري: مرحلة الذهاب برزت فيها العديد من الفرق في المحترف الأول على غرار كل من “إتحاد الحراش ووفاق سطيف”، هذين الفريق اللذان كنت أنتظرهما في إنطلاق البطولة، لأمر واحد ووحيد كونهما عودتنا على تكوين فريق متكامل ومتين قادر على المجابهة على اللقب.
كما قام به أبناء عين الفوارة الموسم الماضي حين هاجر كل أعمدة التشكيلة غالبيتهم إلى “إتحاد العاصمة” وتمكنوا من جلب عناصر جلبت لقبين للفريق، و”إتحاد الحراش”، كل موسم يكتشف لنا زميلنا “بوعلام شارف” لاعبين شباب جدد يصنعون الكثير. وفي آخر الموسم يغيرون الوجهة كونهم مطلوبين من عديد الفرق.
أما فرق “إتحاد العاصمة شبيبة القبائل ومولودية الجزائر”، كان من المتوقع جدا أن تلعب على المراكز الأولى كما هو عليه الحال كل سنة، وهو ما نحن فيه الآن، حيث يحتل المركز الثالث الإتحاد مناصفة مع المولودية، غير أن الشبيبة قامت بانطلاقة سيئة وبعد قدوم المدرب “ناصر سنجاق” تحسنت أموره كثيرا في الجولات القليلة الماضية، رغم أنه يلزمه بعض العمل في مرحلة العطلة الشتوية نظرا لنقص الإنسجام بين اللاعبين، وسيكون للكناري شأن كبير في مرحلة العودة، رأينا كرة قدم جميلة من قبل فريق “شباب قسنطينة” الذي يملك مشروع العمل على تكوين فريق قوي مستقبلا، والمفاجأة هذا الموسم بالنسبة لي كانت فريق “شبيبة الساورة” الذي يقدم كرة قدم نظيفة وحديثة من قبل عناصر مجهولة في محيط كرة القدم الجزائرية، ومن صنع مدرب جزائري هذا أمر يشرفنا نحن المدربين، كما أن ما يحدث في بيت “شباب بلوزداد” أمر يبعث للحيرة، خاصة أن شباب بلوزداد المواسم الماضية عودنا على اللعب على الألقاب، وليس بالبعيد الموسم الماضي ضيع البطولة وإنهزم في نهائي الكأس، وقد يؤدي بأحد أكبر الفرق الجزائرية إلى الهاوية وهو ما لا نودّه. ويذكرنا قليلا بما حدث لبطل الطبعة الأولى من البطولة المحترفة “جمعية الشلف” والذي مع قدوم المدرب “نور بن زكري” على رأس العارضة الفنية عرف كيف يحرر اللاعبين ويعود إلى أجواء الإنتصارات، من جهتها “شبيبة بجاية” قامت ببداية موسم إستثنائية لكنها مع مرور الجولات تدحرجت إلى الوراء وتحتل حاليا المركز الخامس، وما يحدث لفريق “مولودية وهران وداد تلمسان وإتحاد بلعباس” محير كون أفضل اللاعبين في بطولتنا من الغرب الجزائري، لكن فرقهم غير قادرة على المجابهة على الألقاب كون المشاكل تتفاقم وتزيد كل مرة وفي مقدمتها المشاكل المادية، وعلى العموم رأينا مرحلة ذهاب شيقة، فاز بمرحلتها الأولى فريق وفاق سطيف في آخر جولة.
- بفعل خبرتكم الكبيرة في البطولة الوطنية كتقني كيف ترى مرحلة العودة، وفي نظرك من سيتوج باللقب الثالث من الرابطة المحترفة الأولى؟
❊❊ مرحلة العودة ستكون قوية بدون شك بين الفرق الباحثة على اللقب والمتصارعة على البقاء، كما أن الفرق التي تود المشاركة في المنافسات القارية لن تترك المراكز الأولى تفلت منها، بالإضافة إلى ذلك كل الفرق ستدخل في معسكرات إعدادية لمرحلة العودة ومنها من سيتربص خارج الوطن على غرار الفرق الكبرى التي تريد خطف اللقب أو إحتلال مركز مشرف، أظن أن الصراع في مرحلة العودة سيكون بين أربع أو خمس فرق على الأكثر، ويتعلق الأمر بكل من الوفاق الذي يريد الحفاظ على اللقب وإتحاد الحراش وإتحاد العاصمة ومولودية الجزائر التي ستستفيد من العودة إلى ملعب 5 جويلية وتدعيم الشركة البترولية سونطراك، وهو ما سيبعث الكل في الفريق للبحث عن اللقب في ظل زوال المشاكل المادية، ومن سيفوز بالبطولة لا يمكنني تحديده لأن مرحلة العودة فيها الكثير من المباريات الجميلة ويمكنني قول أن صاحب النفس الطويل هو الذي سيحمل لقب البطولة، والوحيد الذي يمكنه تحديد بطل هذا الموسم هو الميدان، كما أن العائد إلى الدرجة الثانية سيطون من الفرق التي تحل حاليا مؤخرة البطولة حتما.