طوت الرابطة المحترفة الأولى مرحلة الذهاب في وقت قياسي، وبدون تأجيلات كثيرة للمقابلات، حيث سارت الأمور بشكل عادي فيما يخص التنظيم بحكم أنّ المواعيد الدولية للأندية وكذا الفريق الوطني لم تكن كثيرة، خاصة بالنسبة للأندية التي لم تكن معنية بالمنافسات القارية ماعدا المشاركة في كأس الأندية العربية التي خاضها كل من اتحاد العاصمة وش ــ بلوزداد.
وعرفت الرابطة الوطنية المحترفة كيفية تسيير تلك المواعيد بذكاء، واستطاعت الأندية إجراء مقابلاتها بكل ارتياح، حتى أنّ المرحلة الأولى انتهت في موعدها، بالإضافة إلى إجراء دورين لكأس الجمهورية قبل بداية السنة المقبلة، وهو اختيار جديد يسمح للأندية تحضير المرحلة الثانية بشكل موفّق، خاصة وأنّ هذه المرة كذلك سوف تلعب الأندية بشكل عادي في الوقت الذي يشارك فيه المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم 2013، للسماح للرزنامة مواصلة سيرها العادي والإنتهاء في الوقت المحدد، كما يتم ذلك في البطولات المختلفة في العالم، وسيكون ذلك في صالح كرة القدم الجزائرية التي دخلت موسمها الاحترافي الثالث.
التنظيم...نقطة إيجابية
وبهذا فإنّ التنظيم هو أساس نجاح تجربة ما، أين تعطى كل الإمكانيات للأندية وكذا اللاعبين لتقديم مستواهم، هذه النقطة التي ما فتئت تطرح في كل موسم، أين تكون الخيبة كبيرة عند ملاحظة مستوى أداء أنديتنا الذي لم يعد كما تعوّد عليه الجمهور في الثمانينات.
وبالنسبة للمرحلة الأولى لهذا الموسم، فإن فريق وفاق سطيف، حامل ثنائية الموسم الماضي مازال هنا موجودا في الريادة وبكل جدارة، حيث تمكّن من فرض وجوده بإحكام، رغم التغييرات الكبيرة التي حصلت على تشكيلته وتغيير طاقمه الفني الذي أصبح برئاسة فيلود خلفا لغيغر...لكن الصرامة الكبيرة مازالت عنوان الوفاق، الذي عمل على الحفاظ على مستواه من خلال استقدامات نوعية ساهمت في الحفاظ على مستوى الفريق، الذي فاز بأغلب مقابلاته بنتائج مستقرة...رغم المنافسة الشديدة من طرف اتحاد الحراش الذي تقاسم معه الريادة لعدة جولات، قبل أن يخطف الوفاق لقب البطولة الشتوية.
كما أنّ عشّاق الكرة الجميلة سوف لن ينسوا المسيرة الذهبية لاتحاد الحراش، الذي بسياسة مغايرة لأغلب أندية النخبة وبإمكانيات بسيطة استطاع أن ينافس الكبار، وبطريقة فنية عالية بقيادة المدرب شارف، الذي أعطى الفرصة للاعبين ماهرين، على غرار المالي، طواهري وبونجاح...الذين أمتعوا الجمهور وفازوا بمقابلات عديدة تجعلهم مرشّحين لنيل اللقب الموسم، في حالة الاستمرار على هذا الدرب.
الامكانيات الكبيرة لاتحاد العاصمة
في حين أنّ اتحاد العاصمة الذي وظّف امكانيات ضخمة في الاستقدامات وجلب النجوم لم يبدأ المشوار بشكل جيد، ووجد صعوبات لفرض نفسه أمام حيرة أنصاره، وهذا بقيادة المدرب غاموندي، الذي لم يجد الوصفة المناسبة لزملاء دهام...لكن إدارة الفريق لم تنتظر طويلا لإجراء التغيير المناسب في الطاقم الفني، أين أوكلت المهمة للفرنسي رولان كوربيس، الذي قلب الأوضاع رأسا على عقب واكتشفنا اتحاد العاصمة الجديد، الذي أصبح يفوز ويمتّع في نفس الوقت، أين أصبح في موقع المطاردة بقوة، وقد يقول كلمته في مرحلة العودة، خاصة وأنّه يتوفر على تعداد ثري يمكّن المدرب من استخدامه على طول الموسم وفي منافسات كثيرة....وهذا هو الفرق بين الاتحاد والأندية الطموحة الأخرى للعب الأدوار الأولى هذا الموسم.
العميد يعود من بعيد
بينما يواصل فريق مولودية الجزائر مسيرته نحو الأحسن بقيادة المدرب جمال مناد تحت ضغط كبير من الأنصار، الذين يريدون الأحسن مهما كانت الوضعية، وهذا ما لمسناه مباشرة بعد التعثر الأول للمدرب الحالي، الذي بفضل خبرته أعاد القطار إلى السكة.
ويعدّ العميد حاليا ضمن الأندية المرشّحة للعب الأدوار الأولى والاعتماد على تعداد مؤهل لذلك، فرغم الصعوبات التنظيمية إلاّ أنّ الفريق بقي في ديناميكية حقيقية خاصة بعد أن اشترت شركة سوناطراك أغلبية أسهم الفريق، وأحسّ اللاعبون بالاستقرار من الناحية المالية، ممّا سيعطيهم طموحات كبيرة لتجسيد الأهداف التي تمّ تسطيرها هذا الموسم من طرف الإدارة.
ش ـ بلوزداد في زوبعة
وعلى ذكر الامكانيات المالية، فإنّ بطولة هذا الموسم عرفت نقطة سوداء كبيرة، بعد الإضراب الذي شنّه لاعبو شباب بلوزداد بسبب عدم تحصلهم على مستحقاتهم، أين يعيش الفريق منذ عدة أشهر أزمة مالية خانقة أثّرت على مردود اللاعبين وهزّت الفريق بشكل كبير...ولحد الآن لم يتم إيجاد الحل المناسب للوضعية التي قد تعصف بالفريق إن لم يسرع القائمون على الفريق في هذه المرحلة أي “الميركاتو”، حيث قد يعرف النادي نزيفا حقيقيا لأحسن لاعبيه ويكون غير قادر على المنافسة في العودة...فقد دق محبو الشباب ناقوس الخطر عدة مرات من أجل إنقاذ هذا الفريق العريق والكبير بألقابه.
إ ـ بلعباس قد يعود إلى المستوى الثاني
ونفس الملاحظة يمكن إبداءها بالنسبة لمولودية وهران التي عاشت أزمة مالية في بداية الموسم أثّرت على نتائجها، قبل أن يتم تدارك الوضع في المرحلة الأخيرة أين تحسّنت الأمور بعض الشيء...لكن الفريق مازال ضمن مؤخرة الترتيب، إلى جانب اتحاد بلعباس الذي لم يتأقلم مع مستوى الرابطة الأولى ويعاني أكثر من الآخرين بغياب النتائج التي انتظرها جمهوره.
كما أنّ وداد تلمسان لم يعرف الانطلاقة الموفّقة بسبب هجرة أغلب عناصره المميّزة في الصائفة الماضية، ورغم التحسن النسبي في الجولات الأخيرة، إلاّ أنّ الوداد هذا الموسم يعاني كثيرا ضمن المنطقة الحمراء.