رغم نجاح ماضوي، خيار المدرب الأجنبي أصبح أولوية للعديد من أندية النّخبة

أرثـور جـورج وأوتـو بفيستر.. مـدرستـان بأهــداف مختلفـة

حامد حمور

كثرالحديث في السنوات الأخيرة عن المدرب الأجنبي ضمن الأندية الجزائرية، أين يسعى رؤساء الفرق اللجوء إلى التقني الأوروبي للاشراف على العارضة الفنية بحجة أنه يملك كل المواصفات التقنية والتكوينية التي تسمح له الوصول إلى النتائج المرجوة. وبالتالي، فإن عدد هؤلاء التقنيين في ارتفاع مستمر وكل الأندية التي تنتمي إلى الدرجة الاحترافية الأولى قامت بهذه التجربة التي كانت نتائجها مختلفة من فريق لآخر ومن مدرب لآخر.
واختيار المدرب الأجنبي لا يكون بالضرورة الطريق الأمثل لتحقيق نتائج كبيرة حسب ما لمسنا من خلال مسيرة البعض، كون قدوم أي مدرب لابد عليه أن يتأقلم مع ظروف معينة متعلقة بطابع البطولة الجزائرية ووضعية النادي وطموحاته في المنافسة.
وهناك آراء أخرى تصب في منحى أن المدرب المحلي هو الذي يعرف جيدا كل الأمور المتعلقة بالبطولة ولو أنه لا يملك كل الخبرات والتكوين، وخير دليل على ذلك أن المدرب ماضوي وصل إلى التتويج مع ناديه وفاق سطيف برابطة الأبطال الافريقية التي فشل العديد من المدربين الأجانب الوصول اليها.
ماضوي وعمراني ..الاستثناء
 بالتمعن في سير الأمور التقنية في أندية النخبة، يظهر أن نتائج المدربين المحليين جديرة بالاشارة على غرار مدرب مولودية بجاية التي احتكرت المقدمة بفضل العمل الجدي للمدرب عمراني، الذي استطاع أن يقدم فريقا تنافسيا، ولو بعدم وجود نجوم معروفين في التشكيلة. ويكمن سر ذلك إلى امكانيات هذا المدرب الذي “يعشق” العمل في الاستقرار، من خلال التجارب السابقة التي سمحت له المكوث 5 سنوات كاملة في أولمبي الشلف أين توّج معه بأول بطولة احترافية.
كما أن النتائج الكبيرة التي يحققها الصاعد فريق جمعية وهران ليست غريبة بوجود المدرب بن شادلي، الذي أعطى قوة تكتيكية للامكانيات التقنية للاعبين الذي تمكنوا من السير بخطى متوازنة هذا الموسم.
وبخلاف السنوات الماضية اختارت بعض الفرق كذلك المدرب المحلي أمثال مولودية العلمة مع أيت جودي، نصر حسين داي مع إيغيل. هذا الأخير الذي عاد الى “المنزل” بعد تجربة النصرية غير المجدية مع المدرب البلجيكي بروس الذي لم يتأقلم مع الظروف التي يعيشها الفريق.
ومن بين الفرق التي لم تفكر بتاتا في المدرب الأجنبي وتعتمد إلا على الخيار المحلي، يمكن ذكر اتحاد الحراش الذي ربما لأسباب مالية أعطت الثقة للمدرب يعيش الذي رغم البداية المحترمة لم يتمكن من مواصلة الطريق، ليعود شارف الى العارضة الفنية حسب آخر الأصداء الواردة من فريق الضاحية الشرقية للعاصمة.
شبيبة القبائل..تجارب عديدة وإخفاقات
ونسجل أن فرقا أخرى لا تعتمد على الخيار المحلي، ولديها أهداف تقنية معينة على غرار شبيبة القبائل التي تعد من بين الفرق الأولى التي تعاقب على عارضتها الفنية مدربون من جنسيات مختلفة، أين كانت تجربة المدرب بروس غير مجدية، حيث أعلن هذا الأخير أنه لا يمكنه العمل في فريق يقوم رئيس النادي بالتدخل في الشؤون التقنية. هذه الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر. وفي مرحلة العودة قام حناشي بانتداب المدرب الفرنسي والام الذي يحاول إعادة القطار إلى السكة، رغم الانتقادات التي وجهت له تمكن من تحقيق بعض النتائج التي قد تجعل الفريق يعود إلى الواجهة لا سيما في منافسات الكأس، في حين أن اتحاد العاصمة وفي السنوات الأخيرة وضع مسألة تعيين مدرب أجنبي على رأس الاطار الفني كمبدأ بتجارب متفاوتة من حيث النتائج من خلال وجود رونار وأخيرا فيلود، الذي لم يتمكن من فرض طريقته هذا الموسم أين تم الاستغناء عن خدماته وتم جلب المدرب الألماني الشهير أوتو بفيستر الذي سيكتشف البطولة الوطنية تدريجيا. ويظهر جليا أن الغاية من استقدامه هي المنافسة القارية باعتبارها الرقم واحد للأندية، أي رابطة الأبطال التي يسعى الاتحاد إلى الفوز بها، ذلك أنه بالرغم من خبرة دزيري وعمله الجيد خلال المقابلات التي أشرف عليها مع الفريق إلا أنه لا يمكنه تسيير منافسة بمستوى رابطة الأبطال.
وتبقى تجربة عميد الأندية الجزائرية، مولودية الجزائر فريدة من نوعها، أين تم جلب المدرب المحلي بوعلام شارف بطموحات كبيرة وامكانيات ضخمة لتجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، أين توالت الانهزامات بشكل تاريخي، ليترك شارف الفريق الذي كان يبحث عن نفسه إلى غاية جلب المدرب البرتغالي الشهير أرثور جورج الذي فاز برابطة الأبطال الأوروبية مع بورتو، وبدأ أنصار المولودية يحلمون في رؤية الأمور تتحسن بشكل قوي، لكن الأمور مازالت صعبة والتعثرات تتوالى كون المدرب المعني حسب العديد من الاختصاصيين لا يعرف الشيء الكثير عن البطولة الوطنية، ولم يتأقلم بعد مع معطياتها، بالرغم من معرفته الجيدة لخبايا كرة القدم.
كافالي غيّر أشياء كثيرة في مولودية وهران
ويعتبر المثال الناجح عن المدرب الأجنبي هو جون ميشال كافالي، الذي حقق قفزة تاريخية مع مولودية وهران التي من غير العادة أصبحت تنافس على اللقب وتغير أسلوب لعبها في الوقت الذي كانت تشكيلة الحمراوة منذ أكثر من عشر سنوات تصارع من أجل السقوط.
وبالتالي، فإن التجارب متعددة بين الأندية والشيء الجديد الذي دخل في البطولة الوطنية هو وجود مدارس عديدة في كرة القدم من خلال وجود مدربين محليين وفرنسيين وألمان وبرتغاليين وبلجيكيين
وبرازيليين، ممّا يصعب من وجود رؤية واضحة حول الأهداف التقنية لفرقنا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024