يعدّ مولودية الجزائر النادي الأكثر شعبية في الجزائر، حيث يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة تتوزّع على مختلف مناطق الوطن نظرا للتاريخ الحافل للفريق الذي حقق إنجازات عديدة منذ تأسيسه زادت من شعبيته.
وساهم أنصار الفريق في هذه الانجازات من خلال دعمهم المتواصل له خلال خرجاته المتعددة سواء داخل الوطن أو خارجه ممّا يعطي دفعا كبيرا للاعبين بما أن هذا الأمر يحفزهم أكثر على بذل مجهودات إضافية لتحقيق الألقاب.
واشتهر الفريق بدعم أنصاره له وكثره عددهم خاصة أنهم موزعين على مختلف ربوع الوطن،
وهو الأمر الذي لاحظه الجميع خلال خرجات الفريق في مباريات البطولة أو الكأس.
ويتحول أحيانا حب الأنصار لفريقهم إلى حدوث تأثيرات عكسية في حال تدهور النتائج مما يسبب عدة مشاكل في الفريق من خلال عدم الاستقرار الذي يفرضه الأنصار بعد كل تعثر.
رؤساء “المولودية ” والأنصار..
علاقة تجاذب وتنافر
سعى معظم رؤساء الأندية الذي تعاقبوا على إدارة الفريق إلى استقطاب الأنصار نظرا لثقلهم الكبير ودرجة تأثيرهم، ويحاول كل رئيس إبرام عقد “معنوي” معهم من إجل الحفاظ على هدوء الفريق، كما أن حصوله على دعمهم يعطيه الفرصة للبقاء على رأس الفريق لفترة أطول مما يتوقعها.
ووصل الأمر ببعض رؤساء الفريق للتباهي بشعبيتهم من خلال دعم أنصار الفريق لهم، وهو الأمر الذي تكرّر مرارا لدرجة أنّ البعض منهم قام بمطالبة الأنصار بتنظيم مسيرات شعبية لتأكيد دعمهم له بعد أن أحس أن بعض أعضاء المجلس يريدون سحب الثقة منه بسبب تدني النتائج والمشاكل المالية التي عانى منها الفريق.
وتعيش حاليا العلاقة بين إدارة الفريق والأنصار أسوء حالاتها بسبب تدهور النتائج، إضافة إلى عدم وجود رابط بين الطرفين وهو الأمر الذي يفسر قيام الأنصار بالتوجه مباشرة للاعبين من أجل معاتبهم على سوء النتائج بعد أن كانوا من قبل يتوجّهون لمقر الفريق لتأكدهم من وجود من يستمع إليهم ويفسر الوضعية الحالية للفريق.
وبدا هذا الانقطاع جليا منذ الموسم الماضي بعدم الاستعانة ببعض رموز الفريق، الذين يملكون من الشعبية مما يسمح لهم بامتصاص غضب الأنصار عند حدوثه وإبعاد اللاعبين عن الضغط السلبي الذي يؤثر عليهم خلال المباريات.
وضعية الفرق العاصمية المريحة زادت من غضبهم
تحقيق نتائج سلبية لأي فريق يبقى أمرا واردا في البطولة، خاصة في ظل التباين في المستوى بين الأندية واختلاف وضعية كل فريق من حيث الاستقرار الفني والإداري، إضافة إلى التركيبة البشرية، كل هذه العوامل تؤدي للفصل بين نتائج الفرق.
لكن الأمر يختلف في وضعية عميد الأندية الجزائرية، خاصة في ظل الوضعية المريحة نسبيا لكل الأندية العاصمية الناشطة في القسم الأول، وهو الأمر الذي زاد من غصب أنصار المولودية.
ويقارن أنصار الفريق من حيث الإمكانيات المتوفرة لديهم مقارنة بالأندية العاصمية الأخرى التي تحتل مراكز متقدمة في الترتيب، رغم نقص الإمكانيات على غرار اتحاد الحراس، نصر حسين داي وشباب بلوزداد.
ولم يفهم أنصار الفريق السبب في تراجع النتائج رغم الدعم الكبير المقدم من طرف شركة “سوناطراك”، التي وفّرت كل الإمكانيات المالية من أجل الفوز بالألقاب لكن العكس هو الذي حدث وأصبح الفريق مهددا بالسقوط إلى الدرجة الثاني مما جعلهم يصبّون جام غضبهم على اللاعبين بعد المباريات ممّا قد يدفع بالبعض منهم إلى المغادرة لعدم تحمّل الضغط المفروض.
وأصبح من الضروري وضع حد للنتائج السلبية التي دخل فيها الفريق والعودة للانتصارات من أجل إعادة حبل الود مع أنصار الفريق، الذي يبقى دعمهم للفريق مستمرا رغم الوضعية الصعبة التي يمر بها، والدليل هو تواجدهم مع التّشكيلة في كل تنقّلاتها.