أكد اللاعب الدولي السابق حسين ياحي في حوار خص به جريدة “الشعب” أن ظاهرة إقالة المدربين على مستوى أندية الرابطة الأولى هو وجه من أوجه المحيط المتعفن الذي تعيش فيه الكرة الجزائرية .
من جهة أخرى اعتبر ياحي تتويج الوفاق باللقب القاري وتألق المنتخب الوطني في الآونة الأخيرة هو بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة معتبرا الكرة الجزائرية مريضة وهذا بسبب تداخل الصلاحيات بين جميع الفاعلين .
وعن الحلول التي يجب القيام بها من أجل التقليل من هذه الظاهرة التي أساءت لكرة القدم الجزائرية جدد ياحي مطالبته بضرورة قيام كل طرف فاعل بمهمته الأساسية من خلال التحلي بثقافة التسيير الاحترافي .
«الشعب”: ماهو جديدك الآن بعد مغادرتك العارضة الفنية لشباب بلوزداد ؟
ياحي : أعيش حياتي بصفة عادية بعيدا عن الضغط كما أنني استمتع مع عائلتي من خلال قضاء أكبر وقت ممكن معها وتعويض الفترة السابقة التي كنت فيها منشغلا بعملي في الجهاز الفني لشباب بلوزداد .
هل تلقيت عروضا لتدريب أحد الفرق ؟
هناك عروض حاليا من بعض الفرق لكنني أفضل التريث قبل اختيار العرض المناسب من خلال دراسة كل الجوانب الخاصة بالعمل والأهداف المرجو تحقيقها ومعرفة الإمكانيات المتوفرة.
ماهي قراءتك لظاهرة إقالة المدربين التي انتشرت في أندية الرابطة المحترفة الأولى ؟
بالنسبة لي هذه الظاهرة ما هي إلا انعكاس للمحيط المتعفن الذي تعيش فيه الكرة الجزائرية ولا يجب رؤية فقط النتائج الجيدة التي حققها المنتخب الوطني
وفاق سطيف التي اعتبرها الشجرة التي تغطي الغابة فالمحيط الكروي الذي تعيش فيه الكرة الجزائرية متعفن لدرجة كبيرة وهو الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر .
*كيف ذلك ؟
لا يجب النظر لإقالة المدرب فهذا القرار قبل أن يتخذ هناك عدة عوامل تساهم في هذا على غرار الضغط المفروض على المدرب من طرف المحيط الذي يلعب دورا كبيرا في اتخاذ هذا القرار بغض النظر عن النتائج الفنية المحققة .
ماذا تقصد بالمحيط ؟
هناك أندية تسير من وراء الستار من طرف أشخاص لا يفقهون شيئا في أبجديات التسيير الاحترافي وهمهم الوحيد إرضاء مصالحهم الخاصة على حساب الفريق والأنصار الذي يتنقلون مع التشكيلة في كل أسبوع لمناصرة الفريق والوقوف إلى جانبه وهذا المحيط هو الذي ساهم في تدهور مستوى الأندية الجزائرية .
هل يلعب رؤساء الأندية دورا في هذا ؟
إلى حد كبير لكن المحيط لا يتكون من رؤساء الأندية بل جميع الفاعلين في المجال الرياضي، وفيما يخص رؤساء الأندية فعندما يقومون بتغيير المدرب الأمر يكون لعدة أسباب أهمها الخضوع للضغط المفروض من طرف الأنصار إضافة إلى إمكانية تمتع المدرب الموجود بشخصية قوية مما يدفعهم للتخلص منه والمجيء بمدرب يقبل التدخل في صلاحياته .
هل الأمر ينطبق على المدرب الأجنبي أيضا ؟
إلى حد بعيد فالفارق بين المدرب المحلي والأجنبي زال منذ فترة وأصبحنا نرى مدربين أجانب يقالون بعد مباراة أو اثنين وهذا الأمر زاد كثيرا خلال هذا الموسم .
من الذي يتدخل في تعيين وإقالة المدرب على مستوى الأندية برأيك ؟
هناك عدة أطراف تتدخل في هذا الأمر على غرار اللاعبين الذين يستطيعون الضغط بطريقتهم من أجل إقالة مدرب والإتيان بآخر ونفس الأمر ينطبق على الإعلام مثلا فهناك بعض العناوين الصحفية التي تضغط بطريقتها لإجراء تغيير على مستوى العارضة الفنية لنادي معين لغاية في نفسها كما لا يجب إغفال الدور السلبي الذي يلعبه أشباه وكلاء اللاعبين الذين يلهثون وراء مصلحتهم الخاصة فقط وكل هذا طبعا دون الأخذ في الاعتبار مصلحة الفريق والأنصار الأوفياء .
ماهو الحل برأيك ؟
الحل برأي هو التزام كل طرف بعمله وتفادي التداخل في الصلاحيات فرئيس الفريق يقوم بعمله فقط ونفس الأمر ينطبق على المدير الرياضي والمناجير واللاعب وحتى المدرب والإعلامي لهذا فإن السبب في حدوث هذه الفوضى في كرة القدم الجزائرية هو التداخل الحاصل في عمل كل طرف .