موضوع إقالة المدربين في البطولة الوطنية أصبح في الواجهة من موسم لآخر لدرجة أن هناك من الفرق الناشطة في البطولة من أقالت بعد مرور 10 جولات ثلاثة مدربين أي بمعدل حوالي 3 مباريات لكل مدرب، ولهذا اتصلنا برئيس فريق نصر حسين داي “كمال سعودي” الذي كشف لنا أمورا كثيرة، في هذا الحوار :
الشعب : ما رأيكم في إقالة المدربين بعد تعثرين أو ثلاثة في البطولة ؟
كمال سعودي : صحيح، هذا أمر تعودنا عليه لكن ما يمكنني قوله هو أن بقاء المدرب مرهون بالنتائج الإيجابية والاستقرار لا يمكن أن يكون في العارضة الفنية في غياب الانتصارات.. أعطيك مثالا نحن انتدبنا مدربا وقدمنا له أجرة ستة أشهر مسبقا للعمل، آيت جودي مدرب كبير وغني عن كل تعريف لكن النتائج لم تأت معه، ورغم كل التعثرات والمرتبة الأخيرة التي كنا نعاني منها إلا أننا لم نفرط فيه وتمسكنا به.
لكن النتائج لم تتبع هذه الثقة التي وضعناها في المدرب، والإدارة كانت أمام حتمية التحرك لإنقاذ الفريق من هذا المشكل، وهو ما دفعنا بعد 10 جولات لجلب المدرب البلجيكي بروس ونتعاقد معه هو الذي باشر مهامه الثلاثاء، لأنه ليس من المعقول فسخ عقود 25 لاعبا وإبقاء المدرب.
نحن لدينا الإمكانيات هذا الموسم، وجلبنا الأموال ونيتنا كانت نزيهة منذ البداية لكن الأمور لم تسر كما كنا نود، وما أقوله ليس تقليلا من قيمة آيت جودي لكن هذا هو الواقع، وإبقائنا للمدرب كان من أجل إحداث الوثبة .. كنا نبحث عن مشروع رياضي لكننا لم نتمكن من فرضه مع المدرب السابق، لا أخفي عليك أنا ضد الفرق التي تقيل المدربين بعد هزيمة واحدة أو اثنين، هذا الموسم حطمنا الرقم القياسي من المدربين الذين أقيلوا وبعض الفرق غيرت مدربها الثالث رغم أن مرحلة الذهاب لم تنته، وأتساءل كيف يمكننا الحديث عن كرة القدم وعن الاستقرار في ظل هذه الفوضى .
لكن لماذا يحدث هذا الأمر ؟
لأنه بكل بساطة الفرق التونسية والمغربية والإفريقية دون الحديث عن الفرق الأوروبية الملاعب فيها تدخلها العائلات والأطفال رفقة آبائهم وتناصر فرقها معا، كرة القدم في أوروبا أصبحت الآن عرضا قبل كل شيء، ما نشاهده في القنوات الأجنبية من تصرف حضاري يؤلمني أحيانا عندما أقارنه بما نراه عندنا، لكن هنا عند نهاية المباريات المسير والمسؤول واللاعب في حالة الهزيمة مهدد ولا يمكنه الخروج أمام بيته، لأن الأنصار يتنقلون إليه، وهو ما يجعل المدرب يقال لأننا نبحث دائما عن النتائج ويجب تغيير الذهنيات لبناء فرق قوية.
في السنوات الأخيرة أصبحنا نسمع بأن اللاعبين يتلاعبون بنتائج المباريات لإقالة مدربهم، ما رأيك في الأمر ؟
في نصر حسين داي لا أثر لهذه الفئة من اللاعبين، وعندما تكون هناك إدارة قوية ومسيرين في المستوى ومدرب يقوم بعمله على أكمل وجه لا يمكن أن يتلاعب اللاعبون بنتائج المباريات لأن غياب الرجال الذين يقفون على فريقيهم هو الذي يدفع لهذه التصرفات، وأنا في هذه الحالة أطرد هؤلاء اللاعبين مهما كان اسمهم ووزنهم في الفريق.
لما دائما نذهب نحو حل جلب مدرب أجنبي ؟
لأنه بكل بساطة اللاعب الجزائري يحترم المدرب الأجنبي، والكل على علم بأن المدرب الأجنبي عندما يأتي للجزائر لا يتعامل بالعواطف ويتعامل مع اللاعبين بصرامة كبيرة.
كما أنه لا يضيع وقته في التفاهات ويأتي من أجل مشروع وقدومه من أجل جمع المال وصنع اسم له في بطولتنا مثل ما قام به آلان ميشال، وبروس وغيغر والآخرين، أما المدرب الجزائري يعرف عمله ربما أكثر من الفرنسي ويعمل بطريقة رائعة لكن لا يجب أن نكذب على أنفسنا نحن جزائريين ونعرف بعضنا البعض جيدا في الكثير من الأحيان حتى المدربين يأتون للتدريبات متأخرين أتحدث هنا عن الجزائريين، اللاعب يأتي متأخرا والمدرب يسمح له بالتدرب ولا يعلم الإدارة وكل هذا يدفع إلى غياب الصرامة في الفريق ويجعل الفوضى تنتشر.
من جهة أخرى اللاعب يود البروز مع الأجنبي لأنه يملك الاتصالات في أوروبا ويطمع في تحويله للعب هناك، كما أن هذا الأخير لا يمكن أن يتدخل أحد في شؤونه وإلا يستقيل لأن اسمه يتضرر، لذا فكل الأمور في صالح المدرب الأجنبي في بطولتنا.