تعرف معظم النوادي الجزائرية وجود تفاوت ملحوظ على مستوى الرواتب عند اللاعبين، أين سجلنا أنه هناك بعض العناصر لا يصل أجرها إلى نصف زملائهم في نفس الفريق، وهذه الظاهرة كانت محصورة عند بعض الفرق فقط في بداية الألفية والتي لها رؤساء يملكون أموال تسمح لهم بذلك.
وارتفعت هذه الظاهرة منذ ولوجنا إلى عالم الإحتراف خلال الثلاث السنوات الأخيرة، أين أصبح الأمر يتعلق بالجميع من خلال الإعتماد على شركات ذات أسهم بإمكانها أن تقدم المطالب المالية بمستوى مرتفع أكبر من السابق، ولكن يبقى هناك تفاوت في الأجور بين اللاعبين، حيث لا يصل أجر اللاعب نصف زميله في نفس النادي .
وهذه العقلية أصبحت تحدث المشاكل في الفرق، خاصة الكبيرة منها، أين سجلنا إضرابات عند اللاعبين في عدة مرات على غرار كل من وفاق سطيف في الموسم الماضي وشباب بلوزاداد في بداية الموسم الحالي، بما أنه هناك بعض العناصر تحصلوا على مستحاقاتهم وآخرين لم يتمكنوا من ذلك، بإستثناء إتحاد العاصمة النادي الوحيد الذي لم يجد مشاكل من هذا الجانب، بما أن الجميع تماشى مع الإتفاق الموقع في العقد قبل بداية المهمة من طرف إدارة حداد التي تملك المال الكافي لتحقيق ذلك.
وبالتالي، فإن هذه الظاهرة تجعل اللاعبين لا يقدمون كل ما لديهم فوق الميدان، سواء في التدريبات أو المباريات الرسمبية، وبالتالي تنعكس بشكل مباشر على النتائج بطريقة سلبية نتيجة العلاقات المتوترة داخل بيت النادي بالنظر إلى التفاوت الموجود بينهم والتي خلقت تكتلات بين اللاعبين.
حتى أغلى اللاعبين يعانون
في حين سجّلنا أنه حتى العناصر التي تتقاضى أجور مرتفعة لم تعد تقدم ما هو مطلوب من ناحية المستوى فوق الميدان بالنظر إلى الضغط الكبير الذي يعشيه هؤلاء اللاعبون على غرار عبد الرحمان حشود الذي كشف لـ لـ«الشعب” أنه غير مرتاح رغم أنه هو أغلى لاعب في البطولة الوطنية، وهذا ما أثر على مردوده ولم يصبح يلعب متحرر مثلما كان من قبل، وبالتالي هو ضد ظاهرة التفاوت في الأجور.
الأمور مدروسة ولكن ...
ومن جهة أخرى كشف لنا بعض اللاعبين أن الأمور تكون قد درست منذ بداية المفاوضات أي قبل التوقيع على العقد، أين تعرض إدارة النادي المعني شروط الإمضاء على اللاعب وقيمة العقد، وهذا الأخير يقوم بدراسة الموضوع رفقة المناجير جيدا قبل أن يوقع وإن كان يتماشى مع طموحاته ورغباته يمضي من خلال تراضي وفي حال حدث العكس يبحث كل طرف على ما يرضيه وهذا هو المنطق في كرة القدم، لأن اللاعبين من حقهم أن يؤمّنوا مستقبلهم قبل نهاية مشوارهم الكروي، بما أن أغلبهم ضحى بمستقبلهم الدراسي من أجل لعب الكرة، ولهذا فإنهم أصبحت مجالهم الوحيد في الحياة.
في حين وجدنا أنه هناك بعض الحالات لا يلتزم فيها رئيس النادي بالشروط الموقعة في العقد، أين يحاول الإنقاص من راتب اللاعب وهذا ما استنكره البعض على غرار “عراس هرادة” رئيس مولودية العلمة خلال حواره مع “الشعب”، لأن هذه العملية تعد خيانة ولا تتماشى مع مظمون الإحتراف، وبالتالي طالب بأن يكون هناك تسقيف للأجور عن طريق تدخل الإتحادية الوطنية لكرة القدم من أجل الحد من هذه الظاهرة التي تتزايد بشكل رهيب، ومن شأنها أن ترتفع أكثر في المستقبل.
الأموال أغرت حتى المغتربين
كما نجد بأن عملية منح أجور مرتفعة جدا في البطولة الوطنية أصبحت تستهوي عديد اللاعبين الأجانب سواء الأفارقة أو الجزائريين المغتربين في البطولات الأوروبية الذين أصبحوا يأتون للعب في البطولة الوطنية على غرار كل من شلالي، سلطاني، حيث أن الرواتب أصبحت تفوق ما كانوا يتحصلون عليه في في القسم الثاني من الدوري الفرنس .