بما أنّ جمعية وهران من بين الفرق القليلة في المحترف الثاني التي تعتمد على شباب مدرستها ولا تعول على لاعبين كبار على غرار كل الفرق الأخرى التي تلعب ورقة الصعود، اتّصلنا باللاعب السابق لمولودية الجزائر والمناجير العام ومستشار رئيس فريق جمعية وهران فضيل دوب، الذي أكّد لنا في هذا الحوار أنّ فكرة ترقية اللاعبين الآمال إلى الأكابر كانت للمدرب كمال مواسة، وأنّ تواجد الآمال في الفريق دائما يبعث روح المنافسة خاصة بين اللاعبين الأساسيين، مؤكّدا بأنّ تواجد الشبان بقوة في فترته هو الذي جعله لا يملك مكانا في القسم الأول وقتها، ويتوقّف في سن الـ 26 سنة.
❊ الشعب: فرق كثيرة في المحترف الأول تعتمد على الآمال على غرار اتحاد العاصمة، شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، ما رأيك؟
❊❊ فضيل دوب: شيء رائع ما تقوم به هذه الفرق، قبل هذا الموسم كان فريق شباب بلوزداد يعتمدعلى ترقية من فئة الآمال بعدما قرّر جل الأساسيين تغيير الأجواء إلى فرق أخرى بسبب الأزمة، واتحاد الحراش الذي يعتمد في كل موسم على شباب ينتقيهم من خلال التربص الذي يقام في كل صائفة بعين تيموشنت بالإضافة إلى مولودية وهران، لكن اعتماد فرق تلعب دائما الأدوار الأولى على غرار اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل ومولودية الجزائر على لاعبين آمال لا يملكون الخبرة، أمر رائع لأنّها فرصة كبيرة لهم كي يفرضوا أنفسهم في بطولتنا، ولنكتشف مواهب جديدة وجيل يسمح لنا برؤية الخلف مع اللاعبين الذين يمكنهم المواصلة في العطاء. اتحاد العاصمة هذا الموسم وقبله لعب بالآمال، ويبدو أنه فهم الدرس أكثر هذا الموسم حيث أصبحنا نشاهد أبناء الفريق تمنح لهم الفرصة أكثر وساهموا بشكل ملفت في جلب لقب البطولة لهذا الموسم وجلب الكؤوس الثلاثة للفريق الموسم الماضي. كما أنّ عملية التشبيب كانت ناجحة، حيث أبقوا على بعض العناصر أصحاب الخبرة والباقي كلهم شباب. وما نشاهده في مرحلة العودة مع فريق شبيبة القبائل عن طريق بروز كل من عيبود وإحجدان وفرغان والآخرين، وجعلهم يدخلون اهتمامات المنتخب الأولمبي لدليل أنّ الشباب دائما ما يقدم الإضافة المرجوة، أولا لأن طموحهم بالظهور كبير، وثانيا لأنهم أبناء الفريق ويناصرون الفريق الذين يلعبون له. أما مولودية الجزائر صحيح أنهم قاموا بترقية بعض الشباب، لكنهم لم يبرزوا بالشكل المطلوب لأنهم لم يمنحوا لهم الكثير من فرص اللعب. وهناك العديد من الشبان الذين برزوا هذا الموسم على غرار حارس أولمبي الشلف صالحي، وسامر في شباب قسنطينة، وجحنيط في وفاق سطيف.
❊ وما هي سياسة جمعية وهران في هذا المجال؟
❊❊ في جمعية وهران قام المدرب القدير كمال مواسة بجلب سياسته وفلسفته في العمل، حيث قرّر ترقية آمال الفريق وإدماجهم مع الأكابر، والآن لدينا 9 آمال من بينهم 5 أساسيين في الفريق، وهو رقم ليس بالسهل من أجل تحقيقه وتجسيده على أرض الواقع، خاصة أنّنا نلعب ورقة الصعود، وتجد شابا يبلغ من العمر 19 سنة يقوم بموسم رائع ويساهم في جلب العديد من النقاط للفريق، خاصة أنّ اللعب على الصعود يتطلب وجود لاعبين محنّكين، إلاّ أنّ مواسة لديه طريقة أخرى في التفكير، وفلسفته ناجحة لحد الآن ونتمنى أن نحقّق ورقة الصعود لأنّنا في مرتبة تسمح لنا بذلك.
❊ في نظرك كلاعب سابق، هل لا عبو الآمال الذين يتم ترقيتهم يجلبون الإضافة؟
❊❊ بطبيعة الحال، لولا تواجد اللاعبين الآمال في القسم الأول لما كنت توقفت عن اللعب في الدرجة الأولى في سن 26 سنة، في هذا السن لم يبقى لي مكانا في القسم الأول، ما يدل على أن الشباب يحجزون أماكنهم بسرعة، شاب في سن 19 سنة لديه مؤهلات أكثر من الذي يتجاوز سن 25، كما أنّ صاحب الخبرة أحيانا يختار المباريات التي يبرز فيها، ويكون لديه ماضيه واسمه في البطولة، لكن الشاب حتى لو يلعب مباراة مع صاحب المؤخرة، يلعب وكأنه يواجه صاحب الريادة أو يخوض مباراة داربي.
❊ عندما كنت شابا منحت لك فرصة للبروز؟
❊❊ بطبيعة الحال عندما كنت في فئة الأوساط تم ترقيتي من طرف المدرب إفتسان إلى الأكابر وكنت ألعب أساسيا. وما حييت لن أنساه لأنه فتح لي أبواب النجومية، وحقق لي حلم الطفولة باللعب أمام 90 ألف شنوي في ملعب 5 جويلية، ولما كنت أتحدث لك منذ قليل عن الشباب الذين يتم ترقيتهم إلى الأكابر وينجحون لأنهم أبناء الفريق ويناصرونه كنتُ أعي ما أقول.
