اتصلنا برئيس نجم مقرة عز الدين بن ناصر، الذي تحدث لنا بإسهاب عن الوضعية المالية للأندية والحلول التي يجب انتهاجها من أجل إعادة بناء قاعدة صلبة لكل أندية النخبة، في هذا الحوار :
- الشعب : غالبية أندية المحترف الأول والثاني تعاني من أزمة مالية خانقة، أولا كيف تقيم لنا الوضعية المادية لفريقك ؟
عز الدين بن ناصر : الوضعية المالية لنجم مقرة صعبة على غرار الكثير من فرق الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية، أنا من بداية الموسم ليومنا هذا أسير الفريق بما قيمته أربعة ملايير ونصف، كيف لي أن أنافس فرقا تملك في خزائنها أزيد من 100 مليار للموسم الوحيد، في الجزائر لا يوجد عدل في توزيع الإعانات هناك فرق تملك مؤسسات راعية وتجد أربعة أو خمسة ممولين يقومون بضخ أموال جديدة لنفس الفريق في موسم رياضي وحيد ولا يتجاوز عددها الست فرق، وأندية أخرى على غرار نجم مقرة وأمل عين مليلة لا تستفيد من هذه الأموال، ما دمت أنشط في المحترف الأول يجب أن تكون الإعانات التي يتلقاها نجم مقرة مكافئة للتي يتحصل عليها مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة وشباب بلوزداد وشبيبة القبائل، لا أطالب أن تكون إعاناتنا مماثلة لهم ولو أن الدولة هي التي تقدمها، أطلب فقط 10 في المائة مما تتحصل عليه الفرق المذكورة، وأعتقد أن ما أقوله مطلب شرعي، هذه هي الحقيقة وهذه هي المعاناة التي نواجهها، لا يمكن وضع كل الفرق في نفس الصف بما أن الاحتراف في الجزائر لا زال يعتمد على إعانات الدولة، أنا مسير في فريق نجم مقرة منذ 22 سنة وصعدت معه من الولائي إلى غاية المحترف الأول وطيلة هذه المدة صرفت ما قيمته 70 مليارا، كيف أقارن مع فريق يخسر أزيد من 100 مليار سنتيم في السنة ولا يتحصل حتى على لقب نهاية الموسم.
- هل تبحث عن التوزيع العادل للإعانات أو للمؤسسات الراعية ؟
نبدأ من منطلق بأن كل فرق النخبة الممولة من المؤسسات الراعية أو التي تقم لها إعانات كبيرة لا تقدم أي لاعب للمنتخب الوطني، ومنه يجب أن يكون الجميع في كفة واحدة، المؤسسات الراعية هناك ثلاث أو أربع شركات ترافق الأندية، نجد سونطراك تمول ثلاثة فرق وهذا أمر ممنوع في قانون الاحتراف، بالإضافة إلى مجمع مدار ومجمع سيربو، الفكرة التي يجب أن تجسد على أرض الواقع هي أن أموال هذه المؤسسات الراعية التي ذكرناها مع كل المؤسسات التي تمول فرق النخبة على غرار موبيليس وأوريدو، بالإضافة إلى الأموال التي تقدمها البلديات والولايات يجب أن توضع في صندوق وتوزع على كل أندية النخبة بالعدل، وهو نفس ما أكده لنا الأمين العام لوزارة الشباب والرياضة الذي التقينا به مؤخرا وأكد لنا نفس الأمر.
- إذا التوزيع العادل للإعانات على كل فرق النخبة سيؤدي تلقائيا إلى عملية تسقيف الأجور، أليس كذلك ؟
عندما تقدم للجميع مبلغ 40 مليار سنويا، والمحترف الثاني يقدم له مبلغ 20 مليار وعند الهواة تقدم 10 ملايير للموسم، ستسقف الأجور تلقائيا ما يسمح لعدة أندية في الأقسام الدنيا بالبروز وسيبرز معها عدد من اللاعبين ونضمن وفرة اللاعبين، يجب تغيير المنظومة الكروية ككل، لأنه بهذا المنطق لا يمكن المواصلة في عالم الاحتراف ولا يمكن بناء مراكز تكوين ومستوى اللاعب والبطولة سيزداد تدهورا، أنا حاليا ليس لدي أي مدخول كيف يمكنني مجابهة أندية المحترف الأول، فريقي يملك سمعة وتقاليد ومعروف عليه أنه لا يملك مشاكل مع اللاعبين الذين يحملون ألوانه لأننا ندفع كل مستحقات اللاعبين، لكن إمكانياتي لا تسمح لي بجلب لاعب كان يحمل ألوان مولودية الجزائر أو وفاق سطيف أو شبيبة القبائل لا يمكنني تجاوز مبلغ 80 مليون سنتيم للشهر الواحد، أولا لشح الإمكانيات وثانيا لأنه لا يوجد أي لاعب في الجزائر يستحق أن يدفع له أجر 300 مليون شهريا، عندما تتدخل الدولة وتقنن الإعانات في صندوق ويتم توزيعها كما قلت تسقف الأجور ويصبح كل فريق ينفق على رواتب لاعبيه ما لا يتعدى 20 مليار في السنة ونصف المبلغ المتبقي يمكن استغلاله في مشاريع أخرى يمكن أن نبني بها مراكز تكوين للفرق وفنادق خاصة بالفريق واستثمارات كبيرة، كل ذلك سيمنح الفرق قاعدة متينة، وبعد مضي 10 سنوات تبدأ الفرق في استرجاع أموال الاستثمار الذي قامت به وتسير على درب فريق بارادو، وبعدها تصبح لديك مداخيل تسير بها فريقك، ولا تكون لديك مشاكل مع مستحقات اللاعبين وأمور الفريق تسير دون مشاكل، لكن أن تقول بأن لدينا احتراف ولديك سجل تجاري لا يمكنك أن تستغله فهذا أمر غير عادي.
- الوزير السابق برناوي، أكد أن كل فرق المحترف الأول والثاني ستتحصل على مؤسسات راعية، أين وصل هذا المشروع ؟
تم الحديث في هذا الأمر، وكل فريق تلقى معلومات عن المؤسسة التي ستكون راعية له، مثلا نحن نجم مقرة كانت ستخصص لنا الديوان الوطني للحليب، بعدها قيل لنا في المرة الثانية إن المشروع يسير في الطريق الصحيح، لكن مع قدوم الوزارة الجديدة قيل لنا بأنه مجرد مشروع فقط، وأنه سيتم تقديم إعانات من أجل إنهاء الموسم، بعدها الموسم المقبل سينطلق ربما هذا المشروع مع 18 ناديا والقسم الثاني سيصبح هاويا.
- ألا ترى بأن لجنة التسير المالي التي راقبت الوضعية المالية للأندية قامت بعملها تمهيدا للخطوة الجديدة ؟
الاحتراف انطلق منذ 10 سنوات والأندية التي تملك ديونا طائلة تكمن في أموال الضرائب والضمان الاجتماعي، الآن يلزمنا حل من الدولة الجزائرية إما أن تقوم بمسح الديون أو جدولتها أو إعادة النظر في عقود اللاعبين، من لديه مليار شهريا ممثلة في أجور اللاعبين تنزع منه حوالي 300 مليون أموال الضرائب والضمان الاجتماعي وهذه القيمة في مدة سنة كاملة تقدر بثلاثة ملايير و600 مليون، بارادو يسير بأربع ملايير في السنة لكن نهاية الموسم تدخل خزينته أموال طائلة بالعملة الصعبة، ولولا ما حدث لبارادو مع الاتحادية السابقة متأكد بأنه من أغنى الفرق الجزائرية حاليا.