بعدما عادت إلى أرض الوطن مرصّعة بالذهب، اتصلنا بالبطلة الإفريقية للكاراتي في اختصاص الكاتا، كاميليا حاج السعيد، مباشرة بعد عودتها إلى أرض الوطن من المغرب، وأجرينا معها هذا الحوار الذي فتحت فيه قلبها لـ «الشعب»:
«الشعب»: أولا، هنيئا لك العودة من المغرب بالذهب من البطولة الإفريقية للكاراتي، ما رأيك في مستوى المنافسة ورجوعك لمنصة التتويجات ؟
كاميليا حاج السعيد: شكرا لك، أولا أنا جد سعيدة لعودة تسيدي على عرش القارة الإفريقية في اختصاص الكاتا، المنافسة لم تكن سهلة بتاتا ضد منافسات قويات، خصوصا أنها المنافسة الأخيرة قبل فعاليات أولمبياد طوكيو المقبلة، وهو ما جعل ضغطا رهيبا على كل البلدان المشاركة وخاصة البلد المنظم المغرب الذي احتضن فعاليات الألعاب الإفريقية، وكذا البطولة الإفريقية للكاراتي وعمل على اعتلاء منصّات التتويج لكسب النقاط التي تسمح بالعبور إلى أولمبياد طوكيو، بالإضافة إلى كل البلدان القوية والتي تملك تقاليد في رياضة الكاراتي في القارة السمراء على غرار مصر، وهو ما جعل كل المنتخبات تكشف كل أوراقها وتضع ثقلها في هذه المنافسة، الحمد لله وقعت في نصف النهائي ضد المغربية وتفوقت عليها بالعمل الذي قدمته فوق البساط، وفي النهائي تغلبت على المصرية التي هي وصيفة بطلة العالم لسنة 2016 في اختصاص الكاتا، الحمد لله أنني تمكنت من العودة إلى مستواي بعد سنة 2018 التي توقفت فيها وانعكست علي سلبا، لأني في تلك الفترة تركت مكاني للمغربية والمصرية للبروز، الآن عدت من الأسفل وأشعر بأني أقوى.
- بعد غياب عن المنافسة الرسمية عُدتي بقوة في البطولة الإفريقية وتمكنت من حصد الذهب، لكن في الرانكينغ الدولي أعتقد بأنك بعيدة بعض الشيء لضمان التأهل لأولمبياد طوكيو ؟
كنت بعيدة وتقريبا من دون حظوظ للتأهل للأولمبياد، لكن حاليا بعدما تمكنت من حصد الميدالية الذهبية في البطولة الإفريقية ارتقيت من المركز 77 إلى المركز 29 دوليا، وفي نهاية كل المنافسات المؤهلة سيأخذون أفضل 10 مصارعات في العالم، وحاليا بين العشر أفضل مصارعات في العالم، نجد 5 مصارعات من اليابان، بمعنى أنهم في الخمس مصارعات يؤهلون مصارعة وحيدة، وبعدها نجد على سبيل المثال مصارعتين من إسبانيا يتم تأهيل مصارعة واحدة، يتم نزعهم من المسابقة كون البلدان الأوروبية والعريقة في الكاراتي تشارك بكل مصارعيها ويشاركون في مسابقات البريمرليغ والسيري «أ» وهذه المسابقات التي يكسب فيها المصارعون أكبر عدد من النقاط للتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية، وأنا كما يعلمه الجميع لم أشارك في أي مسابقة أحيانا بسبب عدم امتلاكي للتأشيرة، وأحيانا أخرى عندما تكون التأشيرة حقوق الانخراط تكون مكلفة، وهو السبب الذي جعلني أكون متأخرة في الترتيب العالمي لأفضل المصارعات، من 2018 إلى يومنا وأنا متأخرة في الترتيب العالمي بسبب عدم المشاركة في كبرى المسابقات الدولية، لكن الذهبية التي تحصلت عليها في المغرب أعادت لي الأمل في ضمان التأهل إلى أولمبياد طوكيو، كون هناك بعض المسابقات التأهيلية التي يمكن حصد فيها النقاط، على غرار دورة البريمرليغ بالرباط التي يجب أن أشارك فيها وهناك دورة سالزبورغ بالنمسا، نهاية شهر فيفري، لكن لدي مشكل التأشيرة ولذا لست متأكدة من المشاركة، كما أن هناك دورة مدريد، وهي دورات تجمع فيها النقاط، بالإضافة إلى الدورة التأهيلية بالعاصمة الفرنسية باريس شهر أفريل المقبل والتي في حالة ما صعد فيها مصارع على منصة التتويج يمكنه التأهل مباشرة، وهذه المسابقات سيغيب عنها الخمس الأوائل في الترتيب العالمي كونهم ضمنوا التأهل رسميا لطوكيو، وستتمكن 50 مصارعة بحسب التصنيف الدولي من التنافس على خمس بطاقات مؤهلة للأولمبياد، لدي حظوظ من أجل ضمان التأهل وأتمنى أن أبلغ ذلك بإذن الله.
- بعدما عادت الحظوظ في التأهل، هل سطرت برنامجك التحضيري لمحاولة ضمان التأهل للأولمبياد ؟
بطبيعة الحال، رغم أن الحظوظ جاءت متأخرة، الميدالية الذهبية التي تحصلت عليها كما قلت لك منذ قليل فتحت لي الأبواب من جديد للتأهل لأكبر موعد رياضي في العالم، الآن سطرت برنامجي التحضيري من أجل محاولة ضمان التأهل للأولمبياد وأتمنى أن يوّفقني الله في ذلك.
- عندما أجريت حوارا مع الرئيس مسدوي، نهاية السنة الفارطة، أكد لي بأن مصارعي الكاتا بعيدون جدا في التصنيف الدولي، ولم يكن يتوقع عودتكم؟
صحيح، كنا بعيدين جدا في الرانكينغ، لأني كما قلت لك كنت بعيدة منذ سنة 2018 في الترتيب العام، وهو ما جعل الاتحادية تركز على اختصاص الكوميتي لمحاولة تأهيل مصارعينا إلى الأولمبياد، الآن حتى يمكنني ضمان التأهل علي المشاركة في كل المسابقات التأهيلية كي لا أتراجع مجددا في الترتيب العام وأقترب أكثر من العشر مراكز الأولى المؤهلة.
- هل ستتربصين داخل أم خارج الوطن تحضيرا للمسابقات التي تنتظرك ؟
هذه مشكلتنا، نتمنى أن نلقى الدعم من قبل وزارة الشباب والرياضة أو من اللّجنة الأولمبية من أجل القيام بتربصات نرفع بها مستوانا التحضيري من جهة، ومن جهة أخرى نتمكن من تغيير الأجواء والاحتكاك بمصارعين آخرين نتبادل معهم الأفكار من أجل القيام بتربصات فقط للاحتكاك بمستوى آخر مثلما تقوم به منتخبات مصر والمغرب، مشكلتنا في التحضير رئيس الاتحادية يقوم بما عليه، كنا نقوم بتربصات بالسفالتيس بالشراقة، لكن ذلك أمر غير كاف، الوضعية المالية للاتحادية الجزائرية للكاراتي ليست جيدة لكي تتمكن من توفير لنا تربصات بالخارج، لهذا الأمر نناشد الوزارة واللجنة الاولمبية لتوفير لنا ظروف ملائمة قبل الأولمبياد.
- ما هي أهداف كاميليا حاج السعيد؟
سأقوم بكل ما في وسعي من أجل محاولة ضمان التأهل لأولمبياد طوكيو، أمر رائع إذا تمكنت من المشاركة فيها، وإذا فشلت ستكون محطة تحضيرية جيدة بالنسبة لي قبل البطولة العالمية للكاراتي بدبي الإماراتية، بعد الأولمبياد تبقى البطولة العالمية للكاراتي هدفي، إن شاء الله.
- هل لديك رسالة توجهينها لأحد المسؤولين ؟
أطلب من وزير الشباب والرياضة أن يساعد كل الرياضيين الذين يملكون أملا في التأهل للألعاب الأولمبية بطوكيو من أجل نيل تأشيرة دخول الأراضي الأوروبية مدتها لا تقل عن 6 أشهر، مؤخرا منحوا لزملائي تأشيرات دخول الأراضي الفرنسية للمشاركة في الدورة المفتوحة لباريس، مدتها 15 يوما، شاركوا بها في دورة باريس وهم الآن لا يملكون تأشيرات للمشاركة في دورات النمسا ومدريد وباريس، وسيطلبون تأشيرات جديدة وقد لا يشاركون في المسابقات التأهيلية المقبلة في حالة تأخرها أو رفضها، هذا أهم مطلب بالنسبة لنا نحن الرياضيين إلى وزير الشباب والرياضة حتى يتم مساعدتنا لجمع النقاط والتأهل للأولمبياد.