تشكل النتائج المسجلة من طرف المنتخب الوطني لكرة اليد في البطولة الإفريقية الأخيرة التي احتضنتها تونس، منعرجا حاسما بالنسبة لهذه الرياضة في الجزائر، حيث ستكون بمثابة المحطة التي ستسمح بالعمل في ظروف معنوية أحسن لبلوغ مستويات أفضل بكثير، مقارنة مع ما رأيناه في السنوات الماضية.
فقد استطاع السباعي الجزائري أن يكسب التأهل الى المونديال القادم، المقرر بمصر، العام القادم، باحتلال المركز الثالث في المنافسة القارية… وهو ما الذي يؤهله لخوض غمار الدورة المؤهلة الى أولمبياد 2020… حيث لم تكن الأمور سهلة للعودة الى الواجهة، كون الفريق الوطني عاد من بعيد مقارنة بمشاركته في دورة الغابون القارية.
العمل المتواصل خلال 6 أشهر من الطاقم الفني الذي يقوده ألان بورت، أعطى ثماره في مدة قصيرة… ويقدم حاليا الظروف المعنوية المناسبة
لمواصلة هذا العمل بأهداف أخرى لإعادة الكرة الصغيرة الجزائرية الى مكانتها… خاصة وأن الاتحادية سطرت خارطة طريق مع المدرب الحالي التي تحمل محطات عديدة، على غرار الألعاب المتوسطية التي تحتضنها مدينة وهران في صيف 2021.
فالعمل على المديين المتوسط والطويل هو الطريق الذي سيؤدي الى تحقيق نتائج كبيرة، حيث كان رئيس الاتحادية حبيب لبان، قد أكد خلال استضافته بجريدة «الشعب»، أن «عودة كرة اليد الجزائرية الى مستواها يمر حتما بتحسين نتائج المنتخب الوطني».
ومسار «الخضر» في دورة تونس، أعطى هذه الصورة التي ستمكننا من انتظار أشياء إيجابية أكثر في المستقبل القريب، لاسيما وأن التشكيلة الوطنية تضم عديد اللاعبين الشبان الذين بإمكانهم تقديم الكثير، الى جانب تواجد بعض اللاعبين المخضرمين الذين يؤطرون المجموعة.
بدون أدنى شك، أن المهمة لن تكون سهلة، باعتبار أن منتخبي مصر وتونس يحوزان تقدما كبيرا من حيث المشاركات الدولية على أعلى مستوى وباستمرار… مما مكنهم من الحفاظ على «نسق» جيد… مقارنة مع المنتخب الوطني، ظهر ذلك خلال الموعد القاري الأخير أين انهزم زملاء بركوس في «جزئيات» يتم كسبها خلال الدورات العالمية الكبرى بصفة خاصة.
تأهل الفريق الوطني الى المونديال ومشاركته في الدورة المؤهلة الى الأولمبياد، ستكون بمثابة نوافذ لعودة أشبال لابورت الى الواجهة العالمية والاستفادة مستقبلا من دعوات لخوض غمار مقابلات دولية والاحتكاك مع أحسن المنتخبات العالمية وستكون «الفرصة المواتية « لكسب المزيد من «النقاط» المهمة التي تعيد لكرة اليد الجزائرية بريقها.
لذلك، فإن المركز الثالث للمنتخب الوطني يعد مكسبا ثريا والقادم سيكون أفضل، حيث سيخوض اللاعبون دورات في المستوى وفي ظروف معنوية جيدة وطاقم فني محترف، خاصة وان جل المتتبعين وقفوا على الأداء المميّز لمنتخبنا في دورة تونس.