بعد تنامي ظاهرة إقالة واستقالة المدربين والتي لم تستثن هذا الموسم أصحاب مقدمة الترتيب، اتصلنا بالمدرب «ليامين بوغرارة» المستقيل حديثا من نادي شبيبة الساورة، تحدثنا معه حول الموضوع وعن وجهته المستقبلية، في هذا الحوار:
«الشعب»: ككل سنة ظاهرة إقالة المدربين واستقالتهم تصنع الحدث في البطولة الوطنية، لكن عكس السنوات الماضية هذه المرة، تمت إقالة حتى مدربي ثلاثي المقدمة؟
ليامين بوغرارة: قبل الحديث عن إقالة أو استقالة المدربين من مناصبهم المشكل يكمن أيضا في تغيير الأندية لعدد كبير من لاعبيها في كل نهاية موسم، وأعتقد أن هذا المشكل اجتماعي وراجع أيضا إلى تدخل الأنصار في شؤون الأندية وكل هذه الأمور تصبّ في تغيير اللاعبين للأندية وبطبيعة الحال عند انطلاق الموسم أول من يضحى به منذ عدة سنوات هو المدرب لأنه أسهل أمر يقوم به المسؤول على أي ناد هو إقالته أو دفع مدرب بشتى الطرق من أجل الاستقالة ويكون ذلك في أي لحظة لتهدئة الأنصار، لذلك هذه الظاهرة تتفشى بشكل كبير وتطغى على الأخبار الرياضية في الجزائر، كما أن الحقيقة يجب أن تقال أنديتنا لسيت مهيكلة بشكل جيد، وبالإضافة إلى ذلك وكما يقال بالعامية «يا حليل» أحيانا يجب تفهم قرارات مسؤولي الأندية الذين يعانون ضغوطات كبيرة من قبل الأنصار وحتى إذا أرادوا الاحتفاظ بطاقمهم الفني، إلا أن ذلك لا يكون ممكنا حتى في حالة ما إذا كان الفريق يحتل المراتب الأولى في البطولة مثلما هو الحال عليه هذا الموسم مع مدرب شباب بلوزداد «عبد القادر عمراني» الذي قرّر الرحيل وهو في صدارة المحترف الأول، كما أن مدرب المولودية «كازوني» أقيل وهو في مركز الوصافة بفارق 4 نقاط عن الرائد.
بالمقابل المدربون الأجانب يقبعون في مناصبهم ويواصلون العمل ويرحلون بصعوبة، ما رأيكم في سياسة الكيل بمكيالين ؟
المدربون الأجانب لا يرحلون بصعوبة بل يرحلون بتعويض عدة أشهر من عقدهم على عكس المدربين الجزائريين.
أستوقفك، لماذا يعود هذا الأمر؟
هذا الأمر يعود نظرا لأن المدرب الجزائري يملك أخلاقا وكرامة لا تسمحان له من البقاء في منصبه عندما يهان ويشتم من قبل الأنصار فوق المدرجات أو من قبل بعض المقربين من النادي الذي يعمل به أو حتى من المسؤولين الذين يتعامل معهم، لكن بالمقابل المدرب الأجنبي يتقبل الضغط.
كما أن الضغط الذي نتعرض له نحن المدربون الجزائريون هو مختلف عن الضغط الذي يتعرض له المدربون الأجانب، بالإضافة إلى كل هذا المدرب الأجنبي هنا في الجزائر يتحصّل على أموال كبيرة وعندما يعود إلى بلده لن يدرب من جديد وإن درب فريقا هناك لا يمكنه أن يتقاضى الأموال التي يجنيها هنا في الجزائر، وهو ما يجعل هؤلاء المدربين يقبعون في مناصبهم لوقت طويل وبعدها يتم التفاوض معهم لمدة طويلة وإن غادروا العارضة الفنية لفرقهم بالجزائر يكون ذلك بتعويض على الأقل مدته 3 أشهر، أعطيني اسم مدرب أجنبي واحد تمكن من تحقيق لقب قاري مع أي ناد أو مع المنتخبات الوطنية لكرة القدم، ولا أحد تمكن من ذلك وكل انجازات الكرة الجزائرية كانت من صنع مدربين جزائريين سواء على مستوى الأندية أو على مستوى المنتخبات الوطنية.
أنت معني بهذه الظاهرة بعدما قرّرت الاستقالة من فريقك السابق شبيبة الساورة، إلى ماذا يعود ذلك؟
بالنسبة لي كانت استقالة عادية من منصبي كمسؤول أول على رأس العارضة الفنية لفريق شبيبة الساورة، والحمد لله لم يكن لدي أي مشكل لا مع رئيس الفريق «محمد زرواطي» ولا مع المسيرين ولا مع الأنصار، أعتقد بأن «زرواطي» من أشدّ الرؤساء المدافعين والحامين على المدربين الذين يعملون في فريقه، احترم شبيبة الساورة كثيرا وإدارتها، بدايتي مع النسور كانت جيدة بتحقيق سلسلة انتصارات متتالية بعدما خلفت المدرب المؤقت «مصطفى جاليت» على رأس الجهاز الفني، بعدها دخلنا في سلسلة النتائج السلبية في نهاية مرحلة الذهاب قمنا بحوصلة للمرحلة، وهو ما دفعني لتقديم استقالتي التي رفضها الرئيس «زرواطي» وطلب مني البقاء على رأس العارضة الفنية لمدة أطول إلى غاية تكوين فريق أقوى مثل الذي كان يملكه الموسم المنصرم، بداية من الميركاتو الشتوي الجاري بتدعيم الفريق بلاعبين جدد، لكن لم أتراجع عن قراري ورفضت البقاء خصوصا أنه كانت لدي ظروف عائلية، وحدث طلاق بالتراضي بيننا في مكتب «زرواطي» استقلت بطريقة حضارية وبموافقة مجلس إدارة الفريق، وهذا أمر قلما تشاهده في أنديتنا أمر يشرفني ويشرف فريق شبيبة الساروة الذي تعامل معي باحترافية كبيرة.
الظروف العائلية التي تحدثت عنها هي التي قد تقربّك من عائلتك بعين مليلة، أليس كذلك؟
منذ إعلاني استقالتي الرسمية من نادي شبيبة الساورة اتصلت بي عدة فرق وتلقيت عدة عروض من الرابطتين المحترفين الأولى والثانية، لحدّ الآن أتواجد في راحة مع أبنائي لدراسة كل عروض العمل بأريحية، وبعدها أقرر وجهتي المستقبلية.
هل تؤكد أن هناك اتصالات مع فريق عين مليلة بعد ذهاب «عز الدين آيت جودي» مؤخرا ؟
أؤكد الخبر أن إدارة عين مليلة اتصلت بي لتولي مهمة قيادة العارضة الفنية للفريق.
هل «ليامين بوغرارة» أقرب إلى تدريب الأمل؟
لم ألتق بعض مع مسؤولي الأمل ولم نجلس على الطاولة المفاوضات، لكن وضعية الفريق يمكن أن تجعلنا نفكر في مساعدته من أجل ضمان البقاء ومحاولة احتلال مركز مشرف في نهاية الموسم.