اتّصلنا بالمدرّب والمحلل الرياضي محمد ميهوبي، الذي تحدث لنا عن البطولة الوطنية في هذا الحوار.
- الشعب: أوّلا، ما رأيك في منافسة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بعد مضي تسع جولات؟
محمد ميهوبي: هذا الموسم لدينا فريقان في صدارة الترتيب وشرعوا في توسيع الفارق عن منافسيهم هما مولودية الجزائر وشباب بلوزداد لأنّهما الفريقان الوحيدان اللّذان يركّزان على عملهما ولا يملكان مشاكل، أما بقية الفرق التي تعاني مشاكل مادية أو داخلية هي تعاني وتسير البطولة بصعوبة في بدايتها، لهذا لا يمكنك أن تطلب من لاعبي هذه الفرق الشيء الكثير كونهم يعانون من مشاكل خارجة عن نطاق الرياضة.
- ناديا بلوزداد والمولودية منذ سنوات طويلة لم يتوّجا بلقب البطولة، بدأ حلم التّتويج في معاقل الفريقين، هل ترى بأنّهما مرشّحان للتتويج أم أن الأمر سابق لأوانه وأن فرقا أخرى يمكنها العودة بقوة في الجولات المقبلة؟
لا أبدا نحن في بداية المشوار والموسم الكروي ما زال طويلا، حسب التجربة التي نملكها من المواسم السابقة شاهدنا فرقا كبيرة ابتعدت بفارق 8 إلى 9 نقاط كاملة في مرحلة الذهاب، لكنها لم تتمكّن من الحفاظ على تلك الوتيرة من النتائج الإيجابية، وتمّ اللّحاق بها ولم تتوّج في الأخير، حتى بطل الموسم الماضي إتحاد العاصمة وسّع الفارق جيدا على منافسيه في مرحلة الذهاب من الموسم المنقضي وتوّج بصعوبة كبيرة في آخر جولة. الشباب والمولودية بإمكانهما التتويج بلقب البطولة، ولديها الفرصة ليكونا الأحسن هذا الموسم، كما يمكن أن تلتحق فرق أخرى بالمقدمة وتتوج في النهاية على غرار إتحاد العاصمة، الذي يضم مجموعة من اللاعبين ويملكون إمكانيات كبيرة ولا بأس بها، وإذا تمكّنوا من حل مشاكلهم في الأيام القليلة المقبلة سيقولون كلمتهم في بطولة الموسم الجاري، كما أن هناك فرق ننتظر منها أن تعود بقوة قبل نهاية مرحلة الذهاب، أما الفرق التي تلعب من أجل البقاء يمكنها أن تنتفض هي الأخرى، وخير دليل على ما أقول فريق شباب بلوزداد الموسم الماضي، الذي توقّع الجميع سقوطه إلى الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم، إلا أنه في مرحلة الذهاب لو تمّ إضافة له 3 جولات لكان بإمكانه إنهاء البطولة على الأقل في المرتبة الثانية أو الثالثة. كل الفرق بإمكانها أن تلعب الأدوار الأولى إذا توفر فيها الاستقرار والأموال، لأن لاعبي شباب بلوزداد الذين كانوا يلعبون من أجل ضمان البقاء الموسم الفارط في مرحلة الذهاب، هم نفسهم الذين عادوا بقوة في مرحلة العودة، وتمكنوا من التتويج بلقب كأس الجمهورية.
- بالمقابل هناك فريق يتواجد في ذيل التّرتيب اسمه نادي بارادو، الذي يؤدّي مشوارا طيّبا في كأس الكاف، لكن النّتائج في البطولة لا تتبع؟
نادي بارادو يملك مباريات متأخرة كثيرة ولم يلعب كل مواجهاته، صحيح أنه في بداية الموسم عانى بعض الشيء في البطولة لكنه في الجولات الأخيرة عاد وتمكن من تحقيق نتائج جيدة داخل وخارج الديار، ومع المباريات المتأخرة التي تنتظره يمكنه في أي وقت دخول المراتب الأولى في الترتيب العام مثلما فعل ذلك الموسم المنقضي، بارادو لديه مجموعة يلعبون جيدا كرة القدم ومدرب يحقق مطالب الإدارة، نادي بارادو لا خوف عليه رغم أنه يعتمد على لاعبين شباب عديمي الخبرة، لكني متأكد من عودته القوية وأنه سيتمكن من تسويق لاعبين جدد إلى الاحتراف الموسم المقبل مثلما فعله في المواسم الماضية، وهذا يعود بالمنفعة على الفريق والمنتخب الوطني.
- البرمجة هذا الموسم أسالت الكثير من الحبر خصوصا أن مباريات البطولة باتت تبرمج كل أربعاء، ما رأيك في هذه النقطة؟
ما تعيشه الجزائر من ظروف سياسية يحتم على الرابطة برمجة مباريات البطولة خلال أيام الأسبوع، وذلك راجع بالدرجة الأولى إلى أمور تنظيمية أمنية، في نظري تلعب البطولة الأحد أو الأربعاء فذلك يمثل نفس الشيء بالنسبة لي عندما تلعب كل المباريات في آن واحد،فهذا لا يؤثر على نتائج البطولة وترتيبها، لكن أن تبرمج مباراة فريق وآخر لا وبعدها تتراكم المباريات المتأخرة، هذا ما من شأنه أن يغير مسار البطولة ويقدم أمور سلبية، وهذا الأمر يؤثر خصوصا على فرق المقدمة والتي تلعب على البقاء، وبعدها يبدأ الحديث عن بيع وشراء المباريات.
- فرق ذيل الترتيب خدمتها البرمجة الحالية وتأخير المباريات، كما أن هناك فرق المقدمة تأثّرت لكبح زحفها نحو الأمام؟
بالطبع البرمجة باتت سلاحا ذو حدين بعد ثلاث أشهر راحة، تدخل المنافسة ببرمجة مواجهتين في 10 أيام بعدها تتوقف البطولة بسبب تواريخ الفيفا 15 يوما وتعود للمنافسة تدريجيا، وهناك مباريات تأخر بسبب مشاركة الأندية في المنافسات القارية والإقليمية، وهنا تدخل حنكة المدربين في اختيار البرنامج المناسب للاعبين، لكن الأمر صعب للبعض لأن هناك فرق تكون مواجهتها مبرمجة بعدها تأخر ولا يعي المدرب إذا يسرح لاعبيه أم يبرمج مباراة ودية أو تطبيقية، هذه كلها أمور تعرقل مسار الأندية في بطولتنا، لكن الأطقم الفنية التي تعمل بطرق علمية يمكنها تدارك هفوات البرمجة.
- المنتخب الوطني في الصّائفة الماضية توّج باللّقب القاري، هناك من يقول بأن التاج القاري لم يؤثّر على البطولة الوطنية، والبعض يقول بأن هناك ثلاث فرق جزائرية متأهّلة في منافسات كأس إفريقيا؟
تتويج المنتخب لم يكن لديه أثر على البطولة الجزائرية هذا أمر صائب، كل اللاعبين الذين يحملون القميص الوطني يلعبون خارج الوطن أفضل اللاعبين خرجوا من الجزائر نحو الاحتراف، وهذا من مصلحة الكرة الجزائرية، لكن لا يمكننا أن نكذب على أنفسنا الكرة الجزائرية تحتاج إلى منشآت رياضية وميادين تدريب ومنظومة تكوينية، وإمكانيات استرجاعية وخاصة موارد مالية لأن كل الفرق الجزائرية تعاني، ولا يمكنها القيام بالتكوين ولا دفع مستحقات لاعبي الفريق الأول إلا نادي بارادو الذي لا يملك ديونا، لأنه يعتمد على سياسة تكوينية مدروسة ويعتمدون على شبابهم، تدحرجوا كثيرا وبلغوا درجات دنيا، لكنهم عادوا أقوى واليوم أضحوا الفريق الأول الذي يمول البطولات الأوروبية، كما يعتبر نادي بارادو خزّان المنتخبات الوطنية وفرق البطولة، لهذا يجب على كل الفرق أن تسير على درب نادي بارادو.