يواصل المنتخب الوطني مساره الايجابي و أكد صعوده التدريجي في سلم المنتخبات القوية .. فبعد أن توّج باللقب القاري، تمكن من تأكيد مستواه على مستوى عال بفوز ساحق على منتخب كولومبيا الذي يعد من بين أحسن المنتخبات 10 على المستوى العالمي .
الشيء المميّز في مباراة يوم الثلاثاء الماضي هو الأداء و النتيجة في أن واحد حيث سيطر أشبال المدرب بلماضي بالطول والعرض على المباراة، مما يعني أن الفريق الوطني خطى خطوة أخرى في مخطط تطويره .. و هذا الأمر الذي يفتح أفاقا واسعة بالنسبة لأهداف « الخضر « المستقبلية و التي يتصدرها التأهل الى مونديال 2022 بقطر .
فبالرغم من أن الطريق سيكون طويلا و صعبا، إلا أن الظروف التي يسير بها الفريق الوطني تجعله في وضعية مناسبة لتحقيق الهدف .
بلماضي .. حرص على التطور باستمرار
تحدثت جلّ الصحف المختصة و المواقع الرياضية العالمية عن الانجاز الذي حققه زملاء محرز أمام كولومبيا، و هو مؤشر على « البراغماتية « التي تحدث عنها بلماضي قبل المباراة حيث أن « الخضر « يواجهون كل المنتخبات مهما كان ترتيبها عالميا بنفس العزيمة و الطموح .
وبالتالي، فان الناخب الوطني استطاع في وقت قياسي أن يجعل من التشكيلة الوطنية ، قوة حقيقية كونه ركّز على الأهم في خطته و أعطى لكل لاعب دور فوق الميدان حيث أن اختياراته أحدثت لحمة حقيقية داخل المنتخب الوطني من الناحية الفنية و التكتيكية .
فقد قام « الكوتش» بتحليل لعب التشكيلة الوطنية و توقف عند نقطة الضعف التي عرفتها في السنوات الأخيرة في وسط الدفاع حيث وقع اختياره على الثنائي بن العمري و ماندي اللذان أصبحا يشكلان قوة حقيقية ، و بالاعتماد على تغطية قديورة في منصب محوري دفاعي ، و ممرر نحو مختلف الخطوط في أن واحد .
ارتكز بلماضي على تقوية الدفاع بوجود الظهيرين عطال و بن سبعيني اللذان يقومان بمهام هجومية أيضا .. هذه الاستراتيجية قدمت « دعما « للاعبي الوسط الذين يسيرون أمورهم في « أريحية « لتقديم الكرات للمهاجمين .. في طريقة جد فعالة
التحضير النفسي و طريقةالعمل الموّفقة
من جهة أخرى ، فإن تصريحات اللاعبين تؤكد ان العمل البسيكولوجي في طريقة تسيير بلماضي أحدثت الفارق مقارنة بطريقة المدربين الذين سبقوه في المدة الأخيرة حيث أن الارتياح هو العنوان الذي نقرأه في تصريحات زملاء فغولي الذين وجدوا ضالتهم و يقدمون كل ما لديهم من إمكانيات.
ففترة «ما بعد كأس افريقيا « تم تسييرها بشكل موفق و لم يحدث « أي خلل» من الناحية النفسية مثل الغرور حيث بقي جل اللاعبين في « مبدأ المنافسة «، مما جعل الفريق الوطني يتطور بشكل معتبر ، و قادر على بلوغ مستويات أفضل في ظل الجو العملي الذي يمتاز به.
فكل العيون موجهة حاليا للمنتخب الوطني الذي حقق رقما مميّزا بلعبه لـ 16 مباراة دون انهزام ، و السلسلة ما زالت سارية، و التي ستساهم في ارتقاء « الخضر « في سلم الفيفا من جهة و من جهة أخرى « ستجلب « منتخبات قوية و عالمية لمواجهة الفريق الوطني .. والذي من خلال هذه الوضعية سوف يتطور أكثر بالاحتكاك مع هذه المنتخبات .
ويمكن القول أن بلماضي سيدعم التشكيلة تدريجيا في المراحل القادمة دون التأثير على الإستراتيجية التي يسير بها، و هذا للإبقاء على الديناميكية الموجودة حيث أن بعض العناصر التي برزت مؤخرا في أنديتها قد يكون لها مكان في المنتخب الوطني الذي تنتظره العديد من المحطات المهمة و لا سيما بداية التصفيات المؤهلة لكأس افريقيا للأمم 2021 ، وكذا تصفيات مونديال 2022