المقابلة رقم 15 لأشبال بلماضي دون هزيمة
تعادل المنتخب الوطني في مباراة ودية تحضيرية ضد منتخب جمهورية الكونغو الديموقراطية بهدف في كل شبكة في المباراة التي احتضنها ملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة، تحضيرا للتصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2021 المزمع إجراؤها بالكاميرون، وهو ثاني لقاء ودي يخوضه أشبال المدرب «جمال بلماضي» عقب نهائيات كأس أمم إفريقيا بعد الأول الذي واجه فيه رفقاء الحارس «رايس الوهاب مبولحي» منتخب البنين; شهر سبتمبر المنصرم.
واصل المنتخب الوطني الجزائري سلسلة مبارياته دون هزيمة التي بلغت 15 مباراة كاملة بعد تعادل الخضر بهدف لمثله، حيث اغتنم الناخب الوطني مباراة الكونغو من أجل تجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين المستدعين حديثا والذين يقبعون على دكة البدلاء منذ أمم إفريقيا، والذين كان يريد معاينتهم عن قرب لاتخاذ قراره بشأن المجموعة الجديدة التي سيكونها بداية من تاريخ الفيفا المقبل تحضيرا للجولتين الأولى والثانية ضد منتخبي زامبيا وبوتسوانا في الـ 14 والـ 18 نوفمبر على التوالي.
أقعد الناخب الوطني «جمال بلماضي» 8 لاعبين أساسيين كاملين شاركوا في بطولة كأس أمم إفريقيا خلال مباراة الكونغو الديموقراطية لتجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين، بعدما أكدها في أكثر من ندوة صحفية بأنه نظرا لضيق الوقت لم يتمكن من تجريب العدد الكافي من اللاعبين لضمان ازدواجية المناصب ولاعبي القائمة الاحتياطية، وأبقى خلال لقاء الكونغو على الثنائي (بن ناصر وقديورة) في مناصبهما فيما غير منصب «بن سبعيني» الذي حوله إلى محور الدفاع بجانب «مهدي تاهرات»، للبحث عن خليفة صخرة الدفاع الأسبق «رفيق حليش».
أقحم الكوتش «جمال» 11 لاعبا احتياطيا كاملا خلال مباراة الكونغو الديموقراطية، حيث جرب الحارسين الثاني والثالث (دوخة وأوكجدة) للوقوف على مستواهما الفني، أين لم يخيبا ولعبا شوطا دون خطأ، ولو أن «دوخة» تلقى هدفا في (د 26) بعد سوء تمركز ومراقبة من محور الدفاع الذي يتحمل مسؤولية الهدف، كما وقف على مستوى «حساني» كظهير أيمن وهو المنصب الذي يبحث فيه «بلماضي» عن خليفة «مهدي زفان» الذي يتواجد دون فريق، فبعد عدم رضاه عن مستوى «بن عيادة» في التربص الماضي منح الفرصة لـ «حساني» الذي لم يقنع هو الآخر في ذلك المنصب، في المقابل أدى العائد «أيوب عبد اللاوي» ما عليه في المباراة ومنح حلولا إضافية للناخب الوطني رفقة «براهيمي» الذي تخلص من اللعب الزائد وأصبح أكثر دقة في تمريراته، فيما خيب الثنائي (فرحات وبن رحمة) اللذان كانا ضلا لنفسيهما ما جعل الخضر يعانون من أجل إيجاد الحلول الهجومية، في حين أن (بوداوي وشتي) لم يلعبا وقتا كافيا للحكم عليهما، أما «سليماني» أكد علو كعبه بعدما سجل هدفا جديدا بألوان الخضر بالغا هدفه رقم 29 معادلا بذلك رقم الأسطورة «رابح ماجر» كثاني أفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني.
بلماضي: هناك من ضيّع فرصة فرض نفسه وأنا متأسف لذلك
الناخب الوطني خلال الندوة الصحفية أكد بأن أشباله كان ينقصهم الريتم في اللقاء الودي ضد الكونغو في التمريرات ونقل الخطورة إلى منطقة الخصم، أمام منتخب لعب بشكل منظم فوق أرضية الميدان وأبان عن بسالة كبيرة، كما أنه غلق كل المنافذ، وتابع حديثه «عندما تواجه منتخبا من هذا النوع يجب أن تلعب بسرعة كبيرة لمحاولة مباغتة الخصم وهو ما لم يحدث اليوم في أغلب فترات اللقاء»، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال «لعبنا المباراة دون محاولة الضغط لإيذاء خصمنا، ومع احترامي للجميع أنا متأسف بعض الشيء للمردود الذي قدمه بعض اللاعبين خصوصا من الناحية الهجومية، كانت لديهم فرصة من أجل فرض نفسهم وإبراز قدراته والتأكيد للجميع بأنهم يستحقون حمل قميص المنتخب الوطني، من الصعب التواجد في مجموعتنا وحتى تكون فيها يجب أن تستحق ذلك لأننا بكل بساطة أبطال إفريقيا».
هذا وعرج «بلماضي» للحديث عن خيبة أمل اللاعبين في غرف حفظ الملابس بعد نهاية المباراة، حيث أبدى سعادته الكبيرة برد فعل اللاعبين الذين لم يتجرعوا عدم فوزهم بمباراة الكونغو الديموقراطية، وهو ما اعتبره بالأمر الجد إيجابي، خصوصا بعد تعود اللاعبين على الانتصار، وقال «بعد بلوغنا 15 مباراة دون هزيمة بينها 10 انتصارات متتالية، ترسخت ثقافة الفوز عند لاعبينا وهو ما يعتبر بالأمر الرائع والذي سيخدمنا في باقي المباريات الهامة التي تنتظرنا بداية من الشهر المقبل».
عن اللاعبين الذين أقنعوا بمستواهم والذين مروا جانبا ولم يستغلوا فرصتهم، أوضح الناخب الوطني بأنه ليس من عاداته الحديث عن اللاعبين في ندوة صحفية بالأسماء، وقال بهذا الشأن «كنت أنتظر أكثر من بعض اللاعبين الذين خيبوني اليوم»، وفي إجابته على رأيه في مستوى «براهيمي» الذي لعب أساسيا أوضح بأنه كان مقنعا وسيمنح المنتخب حلولا إضافية.
«بلماضي» أكد بأن الجميع يعرف التشكيلة الأساسية التي يعتمد عليها خلال مباريات الرسمية، معتبرا بأنه من الصعب على أي لاعب أن يخترقها ويلعب مكان أبطال إفريقيا، نظرا لقوتهم الذهنية والتكتيكية وخبرتهم الواسعة في ميادين القارة السمراء، وأوضح بأنه منح الفرصة لبقية اللاعبين لمعاينتهم والبحث عن عناصر جديدة بنفس مستوى اللاعبين الأساسيين حتى لا يظهر الاختلاف في المستوى والفارق بغياب لاعب أو لاعبين سواء بسبب العقوبة أو الإصابة، وقال أيضا «انتقدت كثيرا اللاعبين في هذه الندوة الصحفية، لكن لا يجب أن ننزع حق منتخب الكونغو الذي أدى مباراة في المستوى وكان قويا هو الذي يملك لاعبين ينشطون في بطولات قوية، حتى عندما نعود لإحصائيات الكونغو تملك إحصائيات كبيرة وفي المستوى في كل المباريات وعلى مستوى كل الخطوط، وهذا ما دفعني لاختيارهم لكن كان بإمكاننا أن نلعب أفضل».
لا أعرف منتخبا توّج بلقب وأقدم على تغيير خطة لعبه ..
في إجابته على سؤال أحد الصحفيين الذي تساؤل عن توقيت تجريب الطاقم الفني للخضر لخطة جديدة بـ (3 – 5 – 2) خصوصا مع توفر الكثير من اللاعبين المحورين المتعددي المناصب، وقال الناخب الوطني متعجبا، «في أول ندوة صحفية بعد «الكان» طلب مني متى أجلب لاعبين جدد واليوم متى أجرب خطة جديدة، وكل هذا ونحن أبطال إفريقيا فتخيلوا لو لم نجلب اللقب القاري»، وأضاف «في الجزائر لدينا مشكل مع الاستقرار تبحثون دائما عن الجديد، لم ننهزم منذ 15 مباراة كاملة، تفوز على السنغال في مناسبتين في كأس أمم إفريقيا، هو الذي فرض التعادل اليوم على منتخب البرازيل، لماذا نبحث عن وضع أنفسنا في مأزق والأمور تسير بشكل جيد، ليس لدينا الوقت لأننا نبحث عن تطوير مستوانا أكثر»، وتابع حديثه «بعد تتويجنا باللقب أعدنا مشاهدة كل مبارياتنا وقمنا بتحليل دقيق عن طريقة لعبنا، يمكن أن أقول بأننا كنا جد أقوياء خلال «الكان»، ولا أعرف أي منتخب في العالم يقوم بتغيرات في نهج اللعب بعد التتويج بلقب قاري، «صاديو ماني» أمام البرازيل أدى مباراة كبيرة، ومعنا خلال مواجهتين لا أتذكر بأنه تمكن من ضرب الكرة نحو الشباك»، «بلماضي» ختم إجابته على السؤال قائلا: بأنه في يوم من الأيام إذا اقتنع بأن اللعب بالخطة الحالية التي توج بها المنتخب الوطني بكأس أمم إفريقيا باتت غير مجدية فسيعمل على تغيير خطة اللعب لكنه في الوقت الحالي ليست من أولوياته على رأس العارضة الفنية للخضر.
بخصوص أرضية ميدان ملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة، اعتبرها جيدة مقارنة بما كانت عليه في السابق، موضحا بأن عمال الملعب والمقيمين على الأرضية قاموا بعمل كبير للغاية، وحياهم على المجهودات الكبيرة المنجزة خلال ظرف وجيز، ما جعل المباراة بحسبه تمر في ظروف جيدة للغاية والكرة تسير بشكل جيد فوق أرضية الميدان.