ليلة بيضاء شهدتها شوارع ومدن ولاية بومرداس سهرة الجمعة بمناسبة التتويج التاريخي للفريق الوطني لكرة القدم بكأس افريقيا بعد ثلاثة عقود تقريبا من الانتظار، وهو الفوز الذي صنع الحدث وأخرج المواطنين عن بكرة أبيهم للاحتفال بالنصر والتربع على العرش القاري في مشهد امتزجت فيه المشاعر خاصة وأن المناسبة كانت مناسبتين بعد الإعلان عن نتائج شهادة البكالوريا التي سبقت النهائي..
الكل كان مستعدا للاحتفال وملأ الشوارع والساحات العامة وكأن الجميع شعر بلحظة الفوز والتتويج التاريخي للفريق الوطني الذي قدم مشوارا رائعا في نهائيات الكان، حيث بدت شوارع مدن بومرداس تتزين بالأعلام الوطنية منذ مساء الخميس مع تهيئة بعض الساحات والملاعب لمتابعة المباراة عبر شاشات عملاقة، ولا حديث يعلو على المقابلة النهائية ضد الفريق السنغالي بكل تكهناتها التي كانت ترجح كفة الجزائر بالنظر إلى المشوار الطيب منذ انطلاق الدورة والعامل التاريخي أيضا، كما مهدت نتائج شهادة البكالوريا التي أعلن عنها مساء الخميس طريق الاحتفالات خاصة وأنها تواصلت إلى ليلة متأخرة وبداية يوم جديد حمل معه بشائر النصر التاريخي الذي وحد مشاعر الشعب الجزائري.
مباشرة بعد إطلاق صافرة نهاية المقابلة والتتويج بالكأس بدأت سيول المواطنين تتدفق بطريقة عفوية وبفرحة هستيرية أحيانا لتغمر شوارع المدن وحتى القرى والفضاءات العامة تعبيرا عن الفرحة والافتخار بما قدمه أشبال بلماضي، الذين أسعدوا الشعب الجزائري الذي كان في أمس الحاجة لمثل هذا الفوز والانتصار لتفريغ شحنات الغضب واليأس خاصة وسط الشباب، ورغم تحذيرات مصالح الأمن وندائها بضرورة الالتزام بالحد الأدنى من العقلانية في الاحتفال وإبراز مظاهر الفرح والتقليل من استعمال المركبات لتجنب الحوادث المؤسفة، إلا أن جلل المناسبة كانت أكبر من حصرها في إطارها الضيق وكبح مشاعر المواطنين الذين ملؤوا في لحظات مدن الولاية في صخب كبير مع إطلاق العنان لمنبهات السيارات والشاحنات التي كانت تجوب الشوارع فيما احتشد العشرات على الأرصفة لمتابعة المشهد تعلوهم الرايات الوطنية والزغاريد.