كتب إسمه بأحرف من ذهب في سماء الكرة الجزائرية

جمال الدين بلماضي .. من لاعب ناجح إلى مدرب كبير

نبيلة بوقرين

رفع التحدي وتحمّل المسؤولية في وضع صعب كان عليه الفريق الوطني بسبب مرحلة الفراغ التي مرت بها تداول عليه عدد كبير من المدربين من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، قبل أن يتولى زمام الأمور ويفرض منطقه وسط جملة من التساؤلات والإنتقادات لتصريحاته المُثيرة للجدل التي أسالت الكثير من الحبر، إنه صاحب 43 ربيعا جمال الدين بلماضي اللاعب الدولي السابق الذي كتب إسمه بأحرف من ذهب على رأس العارضة الفنية للخضر في دورة مصر.


أكّد خلال أول ندوة صحفية عقدها بعد تعيينه على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني شهر أوت الماضي أنه قادر على التتويج بكأس أمم أفريقيا في الدورة الـ 32 التي إحتضنتها مصر من 21 جوان إلى 19 جويلية، فإعتبره البعض مجنون وأنّها مُجرد تصريحات لا أكثر لأن الواقع كان يقول العكس بالنظر لوضعية المجموعة التي كانت مشتتة غابة عنها روح الإرادة والعزيمة، إلاّ أن الدولي الجزائر السابق والمدرب الحالي كان يدري جيدا ما يقول.

التركيز على العمل سبب النجاح

ركّز بلماضي على العمل الميداني مباشرة بعد تولي المهام بداية من الوقوف على إمكانيات كل اللاعبين الدوليين في مختلف الدوريات الأوروبية، العربية والوطنية، إنتقى بعدها التشكيلة الأساسية التي حقق بها جملة نتائج إيجابية سواء في المباريات الرسمية أو الودية تلقى هزيمة واحدة فقط أعاد بها الثقة لنفوس التشكيلة بعد مرحلة الفراغ التي خيّمت على محيط المنتخب لفترة طويلة أدخلته في دوامة تجلت في عدم التأهل لمونديال روسيا 2018 والخروج المبكر من «كان» 2017 بالغابون.
واصل المدرب الدّاهية مهمته في صمت بعيدا عن الضّغوطات مُنتهجا أسلوبه الخاص في العمل من خلال الصرامة والجدية وحبّه للإنضباط في كل الأوقات، في نفس الوقت قليل الكلام خاصة مع وسائل الإعلام بالرغم من تواضعه الكبير وإحترافية العالية في طريقة الرد على كل الأسئلة غير مُبال للإنتقادات التي لا تخدمه، بما أنه كان في صراع مع الزمن من إعادة بناء الفريق وزرع الروح فيه من جديد فكان له ذلك من خلال الطبعة 32 لنهائيات أمم أفريقيا بالنظر لضيق الوقت.
بالرغم من كل المشاكل والمعطيات التي أحاطت بالفريق إلاّ أنّ المهندس الذي سبق له التألق بالألوان الوطنية كلاعب في الماضي القريب رغم تجربته القصيرة في عالم التدريب، لكنه نجح إينما حل وحط الرحال والدليل واضح من خلال الخطط التكتيكية المختلفة التي تتماشى مع معطيات كل لقاء منذ الدور الأول «لكان مصر» تواصل التألق في ثمن النهائي، ربع النهائي، المربع الذهبي إلى غاية النهائي محققين 7 إنتصارات متتالية بالصيغة الجديدة التي تعتمد على 24 فريقا وفي الفترة الصيفية.
بهذا فإن بلماضي كتب إسمه في السجل الذهبي للقارة السمراء بجدارة وإستحقاق رفقة تشكيلة شابة مدعومة ببعض الأسماء التي تتمتع بالخبرة والتجربة في صورة قديورة، فغولي ومبولحي، من خلال تربعهم على عرش القارة الأفريقية وإضافة النجمة الثانية للفريق بعد غياب دام 29 سنة كاملة وسيبقى التاريخ شاهد على هذا الإنجاز العظيم الذي أدهش من خلاله كل الجزائريين والمحللين في عالم الساحرة المستديرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024