أقسموا على إهداء النجمة الثانية لبلاد المليون ونصف المليون وفعلوها بجدارة واستحقاق على أرض الكنانة من خلال مشوار أكثر من رائع سيبقى راسخا في أذهان كل من تابع الموعد القاري من خلال الدخول القوي في أطوار المنافسة وإزاحة كل المنافسين الذين تقابلوا معهم على مدار 7 لقاءات متتالية من دون هزيمة.
الفضل في تحقيق الإنجاز يعود للعمل الجماعي الذي فرضه قائد الطاقم الفني للفريق الوطني الداهية والمدرب الكبير جمال بلماضي، الذي أثبت أنه من طينة الكبار، من خلال رفع التحدي رغم كل الظروف الصعبة التي وجد عليها التشكيلة، مُلتزما بوعود قطعها للشعب الجزائري خلال أول ندوة صحفية نشطها بعد تعيينه على رأس العارضة الفنية للفريق.
انتقى تشكيلة متكاملة تنقل بها لمصر محتضنة الحدث القاري الكبير الذي لُعب لأول مرة في الفترة الصيفية وبـ24 فريقا تنافسوا، فيما بينهم على المراكز الأولى سعيا منهم لبلوغ النهائي، فكانت الكلمة الأخيرة للمحاربين بكل جدارة، بالنظر للعمل التكتيكي واللعب الجماعي الذي فرضه المهندس جمال بلماضي.
حدد الناخب الوطني خطة تكتيكية مُخالفة تماما لما اعتدنا عليه خلال المواجهات السابقة رغم احتفاظه بالتشكيلة الأساسية وذلك راجع لخصوصية الموعد من أجل الظفر بالتاج القاري، حيث أقحم مبولحي في حراسة المرمى وكان مبدأ الأمان مثلما عودنا دائما من خلال التصدي لكل الحملات الخطيرة التي كانت باتجاه عرينه محافظا بذلك على نظافة الشباك رغم الهجمات المتتالية التي شنها هجوم السنغال ما جعله الأفضل دون منازع بما أنه تلقى هدفين فقط خلال 7 لقاءات كاملة.
من جهته الخط الخلفي المكون من ماندي الذي كان بمثابة الصمام واللاعب الذي حافظ على توازن المجموعة من خلال التنسيق الكبير رفقة جمال بلعمري الذي أثبت أنه كان مُهمشا، والدليل واضح من خلال المستوى الكبير الذي ظهر به طيلة الدور إلى غاية النهائي.
على الأروقة نجد كلا من رامي بن سبعيني الذي قام بعمل كبير في الدفاع وقاد أغلب الهجمات القادمة من الخلف رغم المضايقات من طرف عناصر المنافس، لم يختلف الأمر بالنسبة لمهدي زفان الذي إندمج كما يجب بعدما عوض عطال الذي أصيب في الدور ربع النهائي ضد كوت ديفوار.
وسط الميدان هو الآخر كان في الموعد من خلال العمل الكبير الذي قام به محرز الذي قدم دورا دفاعيا أكثر بعدما تعودنا عليه في الهجوم وذلك راجع للهجمات السريعة من طرف السنغاليين، سعيا منه لتفادي تلقي الأهداف، خاصة أن النخبة الوطنية سجلت هدف السبق في الدقيقة الثالثة.
فغولي الذي كان يعاني من الإصابة تحدى ذلك من خلال ما قدمه فوق المستطيل الأخضر إلى غاية الدقيقة 85.
ومن دون شك فإن الأداء الذي قدمه قديورة لن يستطيع أحد أن يُنكره رغم تقدمه في السن، حيث كان الموزع وهمزة الوصل بين الخطوط الثلاثة.
الهجوم بقيادة بونجاح الذي غاب عن التهديف ليعود في الوقت المناسب من خلال توقيع الهدف الوحيد في المباراة النهائية بعد هجمة مرتدة أحسن استغلال الكرة وترويضها ليسكنها في الشباك السنغالية بطريقة فنية رائعة، وواصل العمل الهجومي رفقة النجم الذي عاد للواجهة يوسف بلايلي، فيما اقتصر أداء كل من تهارات وسليماني في تكسير الهجمات، بالنظر للوقت القاتل الذي أقحمهما فيه بلماضي.