ما إن أعلن حكم مباراة نصف النهائي ، نهاية المقابلة التي جمعت بين فريقنا الوطني و نظيره النيجيري، و فوز الخضر عن جدارة و استحقاق بالفوز و التأهل إلى الدور النهائي، حتى خرج سكان البليدة و بلدياتها 25 ، إلى الشوارع و الساحات العامة ، هاتفين فرحا بالفوز الثمين ، جابوا مختلف المحاور و الأحياء ، و جميعهم يهتف « وان تو ثري فيفا لا لجيري « .
أطفالا و شيوخا ، و نساء و رجالا ، و شبابا و كهولا ، لم يكن الفرق بين المحتفلين ليلة انتصار أشبال المدرب جمال بلماضي ، لا في الفئات العمرية ، و لا حتى في الجنس ، فالكل توشح بالراية الوطنية ، و خرجوا يهتفون بالانتصار و الفوز الثمين ، و الذي لطالما انتظره المواطنون لهفة و شوقا ، بعد الإخفاقات و الانتقادات و اليأس، من أن فريقنا الوطني عاجز عن صنع الفرحة، و إدخال البهجة الى قلوب عشاق الجزائر و منتخبهم ، و عجت الشوارع و الأحياء بالسيارات و الشاحنات و الدراجات النارية ، و الراية ترفرف فوق الرؤوس ، و ألوان من الأناشيد و الهتافات الحماسية ، كانت تردد وسط مزامير و أبواق المركبات ، فالجميع شارك الفرحة ، و لم يتوقف الى وقت متأخر من فجر نهار أمس .
كانت ليلة الاثنين ، ليلة مشهودة ، حولها المحتفلون من مواطني البليدة ، على غرار مواطن ولايات الوطن ، إلى ليلة بيضاء بامتياز ، لا نوم ، سوى الاحتفال و الهتاف بحياة الخضر ، و الذين استطاعوا رسم الفرحة . .
الى أن الاحتفالية المشهودة ، خلفت وقوع حوادث سير ، قالت الأخبار التي توفرت لدى « الشعب « ، أنها لم تقل عن 50 حادث سير ، كان السبب الرئيسي فيها و المتسبب الأول فيها ، هي حوادث الدراجات النارية ، و التي كان اصحابها يقودونها بتهور و مغامرة ، غير مكترثين لقواعد المرور ، و لا الى المارة و المواطنين و هم يحتفلون ، كما أن من بين الحوادث التي سجلها وحدات الإطفاء و الإسعاف ، ان من بين الضحايا و الذين أحصتهم بما يساوي 20 ضحية ، ان منهم من تعرض لوعكة صحية ، و في الغالب كشفت المعلومات ، ان تدخلات عناصر الحماية المدنية ، مكنت من إنقاذ و تقديم الإسعافات لهؤلاء في الوقت المناسب ، و هو ما جنب وقوع خسائر.