وان، تو، ثري: فيفا لالجيري» صيحات مدوية سمع صداها في كامل أحياء الجزائر الوسطى صادرة من حناجر آلاف المناصرين المكتظين بملعب «واقنوني» وأنظارهم مشدودة الى الشاشة العملاقة متفاعلين بحماس فياض مع كل لقطة فنية يصنعها أشبال بلماضي وزاد في درجة حرارتها تعليق حفيظ دراجي.
مشهد نادر لم يسبق لنا أن وقفنا عليه منذ سنوات خلت عائلات بأكملها حجزت أماكن لها بأرضية ملعب «واقنوني» لكرة اليد « لوكلير» سابقا الكائن بشارع فرانتز فانون قبالة المكتبة الوطنية القديمة في ساعات مبكرة مفضلة مشاهدة مباراة ثمن النهائي من تصفيات كأس افريقيا بين الجزائر وغينيا في ذلك الفضاء الطبيعي المفتوح، رفقة أعداد هائلة من الشباب الموهوس بهذه اللعبة.. لتعيش لحظات تاريخية الى جانب المحبين الآخرين بدلا من البقاء في البيت، قابعين أمام 4 جدران دون أي رد فعل يكون في مستوى الحدث.
تسعون دقيقة كاملة ومع كل لقطة خطيرة للخضر يهتز الحضور بأهازيج تصل في رمشة عين الى أحياء الجزائر الوسطى خاصة تلك القريبة من الملعب وكأن المقابلة تجري أطوار في ذلك المكان المذكور سالفا نظرا للتفاعل غير المسبوق مع لاعبي الفريق الوطني أما أثناء تسجيل الأهداف الواحد تلو الآخر بدءا من الدقيقة 24 فمافوق فإن المشهد يعجز اللسان عن وصفه الكل ينهض كرجل واحد حاملا الراية الوطنية خفاقة في السماء، ومطلقا العنان لهتافات قوية تثني على أفراد الفريق.
استمر الحال على هذا المنوال طيلة الوقت القانوني للمباراة الى غاية الدقيقة الأخيرة وباعلان النهاية، انطلقت احتفالات كبيرة بداخل الملعب في وسط من الفرحة العارمة باستعمال الشماريخ الملونة والموسيقى الى ساعة متأخرة من الليل معبرين عن ابتهاجهم بهذا الانجاز التاريخي الذي أعاد للجزائريين مغزى نشوة الفوز والنجاح في الظروف الصعبة والمعقدة.