تشير الإحصائيات أن الفريق الوطني لم يتمكّن من الفوز بالمقابلتين الأوليين في دور المجموعات لكأس إفريقيا منذ نهائيات 1990، والتي توّج بلقبها الوحيد لحدّ الأن .. الأمر الذي يعني الكثير عن التحضير الجيد الذي قام به «الخضر» لخوض غمار دورة 2019، والمعنويات المرتفعة التي يسير بها حاليا.
وجلّ المتتبعين يضعون الفريق الوطني ضمن الفرق التي بإمكانها الذهاب بعيدا في المنافسة القارية، بالنظر لطريقة الأداء و فوزه على أحد المرشحين في هذه الدورة أي المنتخب السينغالي.
لكن الشئ الذي لفت الأنظار بشكل مركز هو أن أشبال المدرب بلماضي لم يتلقوا أي هدف في مقابلتين بفضل العمل الجيد الذي يقام على مستوى الوسط والدفاع، حيث أن المنظومة الدفاعية التي حدّدت تعطي صلابة كبيرة للخط الخلفي لـ»الخضر» من خلال الاعتماد على اللاعب المحوري في الوسط، وهو عدلان قديورة إلى جانب تحديد دور مدافعي الوسط ماندي وبن العمري.
فقد ركّز الطاقم الفني أثناء التحضيرات على إعطاء صلابة للدفاع، لا سيما في الوسط حيث عانى الفريق الوطني بشكل كبير في السنوات الأخيرة من ضعف في الخط الخلفي، الأمر الذي تسبب في تدني النتائج.
لكن، بلماضي عرف كيف «يبني» تشكيلة متوازنة من خلال الارتكاز على خط دفاع صلب، يتم اعطاء «الوقت الكافي للاعبيه لتحديد مكان التموقع بفضل العمل المكثف للاعبي الوسط، لا سيما قديورة وبمساعدة بن ناصر وفغولي.
فالمجهود الجماعي يجعل التشكيلة الوطنية قوية في خطوطها، مما يضعف أداء المنافس ويقدم حلولا للاعبي هجوم «الخضر».
فبعد هذه البداية الموفقة، فإن الفريق الوطني «يستخدم» أوراقه بشكل متزن ويسير بخطى ثابتة، في ظلّ التحضير البسيكولوجي الذي قام به بلماضي والذي أبعد الضغط عن اللاعبين الذين يقدمون كل ما لديهم من إمكانيات وعمل جماعي يوفر الحلول في كل الوضعيات.