ينطلق العرس القاري سهرة الجمعة في طبعته 32، حيث سيكون المنتخب الوطني الجزائري طرفا فيه للمرة الثامنة عشرة، وأوقعت القرعة الخضر في المجموعة الثالثة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، رفقة المنتخب السنغالي صاحب المركز 23 في ترتيب الفيفا ومنتخبي كينيا وتانزانيا في مجموعة وصفت بالمتوازنة، والتي يبدو منافسوها على الورق في متناول أشبال المدرب «جمال بلماضي» خلال مجريات الدور الأول من المنافسة.
يدخل رفقاء نجم مانشيستر سيتي الانجليزي «رياض محرز» نهائيات كأس أمم إفريقيا لأول مرة منذ سنوات غير مرشحين لنيل اللقب القاري، كون الجميع يرشح البلد المنظم مصر والفرق الإفريقية المونديالية للتألق في «كان» الفراعنة والتتويج بها يوم الـ 19 جويلية المقبل، وهو ما سيكون في صالح المنتخب الوطني الذي سيدخل غمار الموعد القاري بدون ضغط كبير كما كان عليه الأمر في التظاهرات السابقة.
قرعة كأس أمم إفريقيا 2019 كانت رحيمة على «رايس الوهاب مبولحي» وزملائه هذه المرة خلال الدور الأول، حيث سيكون للخضر على الورق منافس واحد قوي من بين المرشحين لنيل التاج القاري، يتعلق الأمر بالمنتخب السنغالي الذي يقوده القائد الأسبق لأسود التيرانغا «أليو سيسي»، هو الذي قاد منتخب بلاده إلى بلوغ الدور ربع النهائي من منافسة كأس العالم 2002 التي نظمتها مناصفة كوريا الجنوبية واليابان، ومنذ توليه منصب المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لمنتخب بلاده في مارس 2015 أعاد القوة للمنتخب السنغالي وأعطاه هوية جديدة بقيادة مجموعة من النجوم يتقدمها مهاجم ليفربول الإنجليزي «ساديو ماني» وصخرة دفاع نادي نابولي الإيطالي «خاليدو كوليبالي»، اللّذان يطمحان إلى إهداء التاج القاري الأول لبلدهم، ودخول تاريخ كرة القدم السنغالية من أوسع أبوابه، حيث شاركوا في المونديال الأخير وتمّ إقصاءهم من الدور الأول بشرف عن طريق تطبيق قانون اللعب النظيف لأول مرة في منافسة كأس العالم، ليدخلوا بعدها تصفيات كأس أمم إفريقيا بقوة وضمنوا تأهلهم في المركز الأول بعدما سحقوا منافسيهم في خمس مواجهات وتعادلوا في لقاء وحيد.
منتخب كينيا الذي لا يعرف عنه المنافسون الكثير، هو الذي سيشارك للمرة السادسة في تاريخه في نهائيات أمم إفريقيا 2019، قد يكون مفاجأة المجموعة الأولى من «الكان»، هو الذي استحقّ تأهله إلى كأس أمم إفريقيا بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة السادسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا وراء نجوم غانا بفارق نقطتين، حيث تمكّنوا من الإطاحة بالبلاك ستارز بعقر الديار وفرضوا التعادل على الإثيوبيين، قبل أن يدكوا شباكهم بثلاثية في مباراة العودة بنيروبي وانهزموا في لقاء واحد ضد غانا، ليحتلوا المركز الثاني متفوقين على إثيوبيا صاحبة المركز الثالث، بعد إقصاء الكاف لمنتخب سيراليون الذي غادر المنافسة من الجولة الثالثة.
المنتخب التانزاني الذي تعود رفقاء ا «سفيان فغولي» مواجهتهم في السنوات الأخيرة في تصفيات «الكان» والمونديال، هم كذلك أنهوا التصفيات في المركز الثاني عن المجموعة الـ 12 وراء منتخب أوغندا، حيث فازوا بمواجهتين وتعادلوا في لقاءين وانهزموا في اثنين آخرين، وتحقيقهم الفوز كان داخل الديار أمام المتصدر ومنتخب جزر الرأس الأخضر، لكنهم قد يتألقون ويحدثون متاعب للجزائر في هذه النهائيات خصوصا أنهم يحضرون لهذه المنافسة منذ شهر ماي المنصرم.
يبقى على المنتخب الوطني الجزائري أن يدخل المنافسة القارية بقوة في اللقاء الأول ويتمكن من تحقيق الفوز يوم 23 جوان ضد المنتخب الكيني، حتى لا تتعقّد مأموريته برسم الجولة الثانية ضد منتخب السنغال القوي، وكي لا تصعب عليه مهمة التأهل إلى الدور ثمن النهائي مثلما حدث معه في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، حين تعادل في اللقاء الأول ضد منتخب زيمبابوي بهدفين لمثلهما لينهزم في الداربي المغاربي ضد المنتخب التونسي في المواجهة الثانية بهدفين لواحد، وأكّد خروجه في لقاء الجولة الثالثة ضد متصدر المجموعة الثانية منتخب السنغال الذي فرض على الجزائر التعادل بهدفين لمثلهما.