بدأت حكايتها مع عالم السباحة كهاوية قبل أن تدخل إلى الإحترافية بطريقة تلقائية، لتتحوّل إلى بطلة دون منازع وتمكّنت من كتابة اسمها بأحرف من ذهب ضمن قائمة أفضل الأسماء في عالم السباحة الجزائرية والأفريقية في الفترة الحالية من خلال العدد الكبير من الميداليات بمختلف المعادن رغم العراقيل التي واجهتها في مسارها، لكنها فرضت نفسها من خلال العمل الجاد وقالت كلمتها داخل الأحواض بتألقها في مختلف المواعيد القارية والعربية وحتى الدولية، رانيا نفسي صاحبة الـ 22 ربيعا تروي لجريدة «الشعب» تفاصيل وُلُوجها عالم الرياضة وتكشف عن طموحاتها المستقبلية بصدر رحب وتفاؤل كبير نابع من عزيمتها وقوة شخصيتها، مُؤكّدة أنّ هدفها المباشر هو المشاركة في الألعاب الأولمبية مُهنأة كل الجزائريات بمناسبة العيد العالمي للمرأة.
الشعب»: كيف كانت بداية رانيا مع عالم السباحة؟
«رانيا نفسي»: بدايتي مع عالم الرياضة كانت صدفة بطلب من الطبيب الذي نصحني بممارسة السباحة من أجل التخلص من مرض الربو وعدم استعمال الأدوية كان عمري حينها لا يتجاوز الـ 3 سنوات، وكان ذلك سنة 2000، كنت أمارس السباحة من أجل اللهو لا أكثر رفقة نادي القليعة الذي كان يشرف عليه المدرب محمد موالفي الذي شجعني كثيرا لكي أستمر معهم رفقة بناته، وعندما بلغت سن الـ 9 كانت الإنطلاقة الحقيقية لمشواري الإحترافي، بعدما تمّ ترقيتي لفئة على الأصاغر في إختصاص سباحة على الصدر، حيث بدأت في التدرب بصفة جادة لأنني بدأت أشعر بروح المسؤولية، والفضل يعود للمحيط الذي كنت فيه لأن الجميع ساعدني من خلال تشجيعي ودعمي وهذا ما زادني ثقة بالنفس للإستمرار رغم أنني لم أكن أفكر في ممارسة الرياضة.
من ساعدك على الإستمرار والتألق في مشوارك حتى أصبح لك مكانة ضمن الكبار؟
الفضل كله يعود لوالدي إلياس نفسي الذي أصبح مدربي فيما بعد عندما التحقت بأفضل نادي بالجزائر المجمع البترولي بداية من سنة 2011، كان دائما يشجعني ويصطحبني للتمارين كل صباح ومساء وساعدني كثيرا من أجل التوفيق بين الدراسة وممارسة الرياضة رغم أنها لم سهلة بسبب الظروف التي واجهتني، خاصة عندما كنت في المتوسط لأنني كنت أدرس في بوسماعيل وأتمرّن في العاصمة، ولكن بعد إنتقالي لمرحلة الثانوي دخلت للثانوية الرياضية، ما جعلني أرتاح قليلا لأنهم ساعدوني كثيرا على التوفيق بين الجهتين ما سمح لي بالإندماج مع مجموعة رائعة كانت تظمّ كل من نبيل كباب، مهدي حمامة، نائل قداش غانو نفسي، نوفل بن عبيد، صارة حاج عبد الرحمان، مالية مغزي، قدموا لي مساعدة كبيرة وكانوا بمثابة الدافع الحقيقي بالنسبة لي.
* كيف ساعدك المحيط من أجل النجاح في مسارك؟
الميحط له دور كبير في تحقيق النجاح من عدمه والحمد لله أنا تلقيت الدعم والتشجيع من طرف زملائي في الفريق، لأننا كنا بمثابة عائلة واحد والجميع كان يحفزني على المواصلة في ممارسة السباحة لأنهم كانوا يُؤمنون بقدراتي، وهذا ما جعلني أرفع التحدي وأطمح للمواصلة حتى يومنا هذا، لأن الجانب المعنوي له دور كبير لتحقيق نتائج إيجابية في مجال السباحة وأول مرة بدأت أشعر بروح المسؤولية عندما حقّقت الحد الأدنى من أجل التأهل اللألعاب الأولمبية 2016، وأدركت معنى الضغط الحقيقي عندما أخفق في تحقيق نتيجة إيجابية في أي منافسة سواء وطنية أو دولية وأطرح عدة تساؤلات وأعمل دائما على تصحيح النقائص والأخطاء.
متى كانت الإنطلاقة الحقيقية مع عالم الإحتراف؟
الإنطلاقة الحقيقية كانت سنة 2011، من خلال إنتقالي لنادي المجمع البترولي بطلب من المدرب كاغولي الذي شاهدني في المسبح رفقة نادي القليعة، وافقت على طلبه ومن هنا تمّ استدعائي للمنتخب الوطني رغم أن الأغلبية كانوا يقولون بأنني لا أملك مكانة في الفريق الوطني وشاركت في البطولة العربية بتشجيع منه أقحمني في 15 سباقا، تحصلت خلالها على ذهبية واحدة، 5 فضيات و7 برونزيات، حيث إندهش كل المتتبعين لأنهم لم ينتظروا مني تحقيق هذا الكم من الميداليات، ومن هنا بدأت مشواري مع الفريق الوطني بصفة منتظمة وشاركت مع الفريق الأول سنة 2012، إلى غاية اليوم حيث حققت ذهبيتين في البطولة العربية أكابر في العاصمة الأردنية عمان في سباق الـ 200 متر و400 متر أربعة أنواع، وفي 2013 شاركت في البطولة أواسط بدبي لأنني الوحيدة التي حقّقت الحد الأدنى في تلك الفترة، وبعد عودتي من الألعاب الأولمبية للشباب سنة 2014، التي حققت خلالها برونزية إلتحقت مباشرة بزملائي في المغرب وشاركت في البطولة الأفريقية.
ما هو تقييمك لحصيلة النتائج التي تحصلت عليها لحد الآن؟
بما أنني لم أكن أفكر في الوصول لهذا المستوى لأنني كنت أحد ممارسة الرياضة من أجل المتعة فقط الحمد لله الأمور إيجابية بالنسبة لي، خاصة في ظلّ العراقيل التي سبق لي الحديث عنها، أعتقد أنني تمكنت من تحقيق نتائج رائعة بدليل أنني أسيطر على الألقاب في فريقي على الصعيد الوطني وتمكنت من تشريف ألوان بلدي في المحافل العربية والقارية وحتى الدولية في المنتخب، بما أنني حققت برونزية في الألعاب الأولمبية للشباب التي كانت في الصين سنة، إضافة إلى ذهبية البطولة الأفريقية التي كانت بالجزائر سبتمبر الماضي ومازال المشوار طويل أمامي من أجل تقديم الأفضل بحول الله وسأعمل بكل جدية لكي أصل إلى أعلى مستوى في قادم المواعيد.
ما هو طموحك المستقبلي؟
حلمي المشاركة في الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020 والذي يعد هدف مباشر بالنسبة لي وأتمنى أن أحققه من خلال تحقيق الحد الأدنى والتأهل لأولمبياد طوكيو 2020 وأرغب في التألق خلال الألعاب المتوسطية بوهران 2021، لأن السباحة الجزائرية تملك المواهب ولدينا الإمكانيات ونستطيع التألق خاصة في ظلّ المتابعة الكبيرة من طرف المكتب الفيدرالي الحالي برئاسة حكيم بوغادو الذي يساند كل السباحين ويمنح الأفضيلة حسب النتائج المحققة بعيدا عن التمييز الذي كان في السابق ونحن من جهتنا سنقدم كل ما علينا لتشريف الجزائر بحول الله.
أجمل ذكرى؟
عندما تحصلت على الميدالية الذهبية في البطولة الأفريقية التي جرت بالجزائر 2018، كان شعور رائع أن أسمع النشيد الوطني بحضور جمهور كبير، وفي المسار الدراسي حققت ما كنت أرغب فيه من خلال التحصل على شهادة ليسانس في الإعلام الآلي.
أسوأ ذكرى؟
أسوأ ذكرى عندما حقّقت الحد الأدنى للمشاركة في الألعاب الأولمبية 2016، لكن الإتحاد الدولي رفض لأن المنافسة غير معترف بها، والمسؤوليين في الإتحادية كانوا على دراية بالأمر ولم يخبروني إلاّ أسبوعين قبل الموعد، هذا ما أثر كثيرا على معنوياتي لدرجة أنني إبتعدت عن التدريبات لفترة طويلة ورفضت العودة لولا تشجيعات الأصدقاء والعائلة بدليل أنني لم أحقق نتائج كبيرة خلال الألعاب الأفريقية.
ماهي الأكلة المفضلة لديك؟
أحب العجائن والمأكولات التقليدية على غرار الشخشوخة، الرشتة وكذا اللوبيا، وبالنسبة للفاكهة أحب البرتقال كثيرا، أما الموسيقى أسمع كل الطبوع.
ما هي رسالتك للمرأة الجزائرية بمناسبة عيدها السنوي؟
أُهنئ كل الجزائريات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وأتمنى لهُنّ كل الإزدهار والتألق في كل المجالات، خاصة في الرياضة وسنعمل على تحقيق نتائج مشرفة ونرفع الراية الوطنية وتحية خاصة لأمي التي أحبها كثيرا، والتي أشتاق لها في أغلب الأوقات بسبب البرنامج المكثف.