اتصلنا بالزميلة الصحفية ولاعبة كرة السلة المتألقة في نادي بحرية حسين داي «نسرين شبوط» التي تحدثّت لنا عن مسيرتها الرياضية وعن العراقيل التي واجهتها في عالم كرة السلة وخلال مزاولتها الدراسات العليا وبداياتها في الاعلام، في هذا الحوار الشيق:
«الشعب»: من هي نسرين شبوط؟
نسرين شبوط: من مواليد 20 ماي 1994 بحسين داي، متحصّلة على شهادة ليسانس من كلية الإعلام والاتصال ببن عكنون، حاليا أنا صحفية رياضية ولاعبة كرة سلة محترفة بنادي بحرية حسين داي سيدات في الدرجة الأولى الجزائرية.
بداية نتحدّث عن نسرين الرياضية، نريد ملخصا عن مسيرتك الرياضية منذ الصغر إلى الآن؟
عند الصغر، حضرت مجموعة من المدربين ليقوموا بعملية تنقيب عن اللاعبين في المدارس الابتدائية، يومها كنت أدرس سنة أولى ابتدائي وكنت أبلغ من العمر 5 سنوات وكان ذلك تحديدا سنة 1999، كنت أعشق اللعب والجري وممارسة الرياضة كانت فكرة الانخراط في فريق أعجبتني كثيرا خصوصا أن ملعب بحرية حسين داي بجوار منزلنا، وهو ما شجّعني كثيرا على اللعب لسنوات، في بداية مشواري شعرت بأنني لن أفارق هذه الرياضة لأننا كنا نملك مجموعة من اللاعبات مميزات جدا، نقطن إلى جانب بعضنا في نفس الحي وندرس في نفس المدرسة لعبنا معا لعدة سنوات ونلنا كل الألقاب في مختلف الأصناف، وكنا أحسن فريق للفتيات في الجزائر إلى غاية فئة الكبريات أين لعبت معهم موسما وحيدا وبعدها غادرت إلى نادي الأبيار الذي ألحّ عليّ مسؤولوه لحمل ألوانه، لكن تجربتي في الأبيار كانت قصيرة لأني بعد موسم وحيد تنقلت للعب في نادي المجمع الرياضي البترولي الذي لعبت له لموسم وحيد، وبعدها حدثت لي بعض الأمور جعلتني أقرّر التوقّف عن ممارسة كرة السلة لسنة واحدة، الرياضة هي حياتي ولم أقوى على مفارقة كرة السلة التي كانت بالنسبة لي كالأكسجين، وهو الأمر الذي جعلني أعود إلى المنافسة الرسمية في السنة التي بعدها من فريقي بحرية حسين داي، وأنا حاليا معه للموسم الثالث على التوالي والحمد لله نحقّق نتائج جيدة.
ممارسة الرياضة أمر صعب للعنصر النسوي، ومتأكد بأنك مررت بلحظات صعبة في مسيرتك الرياضية، من أين كنت تجلبين تلك القوة لترفعي التحدي؟
الوالدان رافقاني في كل صغيرة وكبيرة وساندوني بقوة وهما من ألحا عليا كثيرا لمواصلة الرياضة، كما أنني كنت دائما أتلقى الدعم من أبناء الحي، وأتذكر عندما كنت صغيرة، كان كل الحي يتنقّل لتشجيعي ومساندتي في المباريات الرسمية رفقة زميلاتي، خصوصا نحن في حسين داي نملك تقاليد عريقة في كرة السلة وكبار الحي كانوا يحبون مشاهدتي، كنت صغيرة وأتميز بالخفة وفي كل مرة أمسك الكرة كان كل الملعب يهتف بـ «سردينة» وهو الاسم الذي رافقني، كما أن كل لاعبي ولاعبات كرة السلة في الجزائر عندما تقول لهم ذلك الاسم، يتعرّف على المعني بالأمر، الوالدين كانوا ضد توقفي عن ممارسة كرة السلة خصوصا أنني قرّرت التوقف وأنا في القمة عند نادي المجمع الرياضي البترولي، وبفضلهما عدت للمنافسة الرسمية، وحاليا أتواجد في أحسن أحوالي سواء في الرياضة أو العمل، لأني في تلك الفترة التي توقفت عن ممارسة كرة السلة أصبحت كثيرة القلق.
نعلم بأنه في الصغر لم تكن لديك مشاكل للتوفيق بين الرياضة والدراسة، لكن بعدها كيف تمكنت من التوفيق بينهما في الثانوي والجامعة؟
عندما كنت صغيرة لم تكن لديّ مشاكل للتوفيق بين الدارسة والرياضة، كنت أتحصل على معدلات مميزة لأني كنت جد منظمة منذ الصغر، وكنت أبحث عن جلب أفضل النتائج لأني أريد دائما أن أكون الأفضل وهو نفس الشيء في كرة السلة ووفقت في الرياضة والدراسة إلى غاية نيلي شهادة البكالوريا وحتى في المحيط المدرسي، وفي النادي كانوا يضعون لي بعض التسهيلات ودعموني بالنصائح، وواجهتني الصعوبات عندما كنت في الجامعة لأني كنت لازلت أزاول مقاعد الدراسة وبدأت العمل في إحدى القنوات الخاصة في السنة الثالثة جامعي التي كنت سأحضر فيها مذكرة التخرّج، وكنت ألعب في المجمع الرياضي البترولي، وهنا اختلطت عليّ الأمور ومررت بمرحلة جد صعبة تميزت بضغط شديد، كنت أخرج على السادسة صباحا وأعود للبيت على الساعة العاشرة ليلا، أتنقّل للجامعة ومنها إلى العمل وبعدها أتدرب وأدخل البيت، كان لدي حلم وبلغته وفي ذلك الوقت كان يتوجب عليّ الاختيار بين الدراسة والعمل أو الدراسة والرياضية وقررت التوقف عن ممارسة الرياضة وكان اختيارا جد صعب، الأشهر القليلة التي عملت فيها جعلتني أعشق مهنة الصحافة خصوصا أني كنت أعمل في القسم الرياضي وكنت أشعر بأني أقدم خدمة للرياضيين الذين تقاسمت معهم كل همومهم عن طريق التغطيات والريبورتاجات التي كنت أعدها.
كيف جاءت الفكرة للعودة إلى ممارسة الرياضة بعدما توقفت لمدة سنة كاملة؟
بعدما واصلت العمل في مهنة الصحافة وحضّرت مذكرة التخرّج ونلت شهادة الليسانس وبعدها استقرت جيدا في العمل، بدأت أشعر بفراغ رهيب في حياتي بعد أوقات العمل، وكانت الرياضة تنقصني حتى استعيد حياتي الطبيعية، وكما قلت لك بدعم من عائلتي وبعد تفكير جيد قررت رفع التحدي والعودة إلى فريقي رغم أن ذلك لم يكن أمرا سهلا، خصوصا أنني ابتعدت عن القاعات لمدة سنة كاملة، وضحيت كثيرا خصوصا في البداية كانت لدي بعض الصعوبات حتى أوفق بينهما لكني استقريت في الرياضة والعمل بعدما اتفقت مع مسؤولي القناة والفريق الحمد لله، وأتمنى أن لا تذهب تضحياتي في مهبّ الريح، أملك حاليا 5 سنوات خبرة في ميدان الإعلام وأنا في بداياتي، كما أتيحت لي الفرصة للعمل في أكثر من وسيلة إعلامية، تعلمت الكثير في مهنة المتاعب وعانيت في بعض الأحيان للتوفيق بين الصحافة والرياضة لكني الحمد لله لحدّ الآن أنا صامدة.
ما هي أهداف نسرين شبوط في عالمي الصحافة والرياضة؟
لديّ العديد من الأهداف التي أريد بلوغها، في الصحافة أهدف كي أصبح مقدمة أخبار في أحد أكبر القنوات التلفزيونية العربية، وفي الرياضة أهدف لمواصلة العمل والتألق إلى غاية نهاية مسيرتي الرياضية، وبعد نهايتها قد تتغير نظرتي وأكون مجبرة على الاختيار بين عالمي الصحافة والتدريب.
ما هي رسالتك للمرأة الجزائرية بمناسبة عيد الثامن مارس؟
رسالتي للمرأة الجزائرية هي مهما حدثت لها عراقيل في مسيرتها الرياضية أو العملية أو الدراسية أو حتى في الحياة اليومية، لا يجب بأي طريقة من الطرق أن تقف تلك المشاكل حاجزا في وجهها بالعكس تلك العراقيل يجب أن تتخطّاها وتواصل مسيرتها ولا يجب بشكل من الأشكال أن تفقد الأمل لأنها في نظري هي التي تزيدها قوة للمضي قدما، ومن يريد النجاح عليه أن يحدّد هدفا وسيصل إليه من دون شكّ لأن الحياة مبنية على تسطير الأهداف، وبعد بلوغنا ذلك الهدف يجب تسطير هدف بعده للوصول لمحطة جديدة.
نسرين شبوط (إعلامية ولاعبة كرة سلة محترفة) لـ «الشعب»:
أعشق الصحافة وأتنفّس كرة السلة
حاورها : محمد فوزي بقاص
شوهد:787 مرة