دخلت الرابطة المحترفة الأولى مرحلة حاسمة في مسارها والاهتمام منصب كثيرا حول الأندية التي تصارع من أجل البقاء في قسم النخبة مقارنة بالفريق الذي يتوّج بطلا لهذا الموسم، حيث إن الريادة تعرف سيطرة اتحاد العاصمة الذي يسير بخطى ثابتة نحو التتويج، ولو أن الأمور لم تحسم بعد.
لكن الإثارة والحسابات الكبيرة تخصّ أكثر الأندية التي لم تعرف «استقرارا» في نتائجها وتحاول بكل ما لديها من إمكانيات لـ»الهروب» من منطقة الخطر التي توسّعت وتعني عدة فرق، كون فارق النقاط ضئيل جدا بينها.
ومن المنتظر أن تكون الجولات الأخيرة بمثابة مقابلات كأس في العديد من المرات، حيث إن كل نقطة لها وزنها الذهبي بالنسبة للأندية المعنية بهاجس السقوط .
مشاكل إدارية ومالية..
ولعلّ الفريق الذي ضيّع بريقه نتيجة المشاكل الإدارية والمالية «يتحسّر» الآن على وضعيته في مؤخرة الترتيب، ونعني به اتحاد بلعباس الذي رغم امتلاكه للاعبين مميّزين ساهموا كثيرا في تتويجه بكأس الجمهورية الموسم الماضي.. لم يواصل على نفس النسق بالنظر لعدم الاستقرار ومغادرة العديد من العناصر لصفوفه بسبب الوضعية المالية.
و يتواجد اتحاد بلعباس في المركز الأخير والكل يتساءل عن الكيفية التي تخرجه من هذه الوضعية، لا سيما في ظلّ التغييرات المتكرّرة للمدربين، حيث إن اللاعبين تأثروا من هذه الوضعية التي جعلتهم خارج التركيز، وسجّلوا العديد من التعثرات.
كما أن وضعية مولودية بجاية لم يكن ينتظرها جل متتبعي الكرة الجزائرية، كون الفريق كان يقدّم أداءً محترما في بداية الموسم، قبل أن يتراجع الأداء بشكل غريب، الأمر الذي دفع المسيرين إلى إجراء تغيير على العارضة الفنية باستقدام المدب ماضوي .. وحدث أن المدرب السابق لوفاق سطيف لم يجد الوصفة الضرورية لتحسين الأمور.. وعاد الاختيار الأول إلى الواجهة بعودة المدرب ألان ميشال الذي سيحاول إعادة التشكيلة البجاوية إلى مستوى أفضل رغم صعوبة المهمّة بالنظر لوجود تنافس كبير على النقاط المتبقية بين عدد من الفرق تحتاج لهذه النقاط لإنقاذ «نفسها» من هاجس لعب الموسم القادم في قسم الكبار.
أما دفاع تاجنانت، فإن وضعيته لم تتغيّر كثيرا تقريبا منذ انطلاق الموسم بنتائج غير مستقرة، حيث إن الفريق صعّب من مهمته بخسارته لبعض المقابلات التي كانت في متناوله.. لكن المدرب بوغرارة الذي يعرف إمكانيات الفريق قد يجد الطريقة التي تسمح للفريق العودة إلى مستوى أحسن.. لكن دفاع تاجنانت يعرف جيدا أن المهمة لن تكون سهلة، خاصة خارج الديار.
أولمبي المدية.. تراجع وتضييع نقاط ثمينة
في الوقت الذي كان أنصار أولمبي المدية ينتظرون تحسّن ترتيب الفريق بعد سلسلة ايجابية عقب قدوم المدرب توفيق روابح الذي أعطى توازنا للتشكيلة، إلا أن الأمور تغيّرت فجأة بتسجيل الفريق عدة تعثرات أثرت على ترتيبه وأصبح من الفرق المهدّدة بالسقوط، لا سيما بعد خسارته لمقابلتين في عقر دياره أمام نادي بارادو وشباب بلوزداد.. لذلك على الطاقم الفني ايجاد الحلول في أقرب وقت ممكن لـ»الهروب» من منطقة الخطر.. ويكون ذلك بمحاولة عدم تضييع النقاط في ملعب الامام الياس بالمدية.
تحدّث الكثير عن وضعية شباب بلوزداد وقدرته على تحقيق البقاء تقريبا من انطلاق الموسم، نظرا للوضعية الحرجة التي عاشها بسبب المشاكل الإدارية والمالية.. لكن الآن يسير «ابناء لعقيبة» في رواق جد ايجابي الذي سمح لهم «تقليل الخطر» عقب سلسلة من النتائج الايجابية كون الوضعية المالية أصبحت جدّ مريحة بقدوم مجمع «مادار»، إلى جانب حنكة المدير الرياضي سعيد عليق.. وكذا التجربة التي قدّمها المدرب عمراني للاعبين الذين يحاولون إخراج الفريق من وضعيته الصعبة التي لازمته لعدة جولات من البطولة.
عين مليلة..
آيت جودي لإعادة الفريق إلى السكّة
أما فريق جمعية عين مليلة، فإن عدم استقرار الطاقم الفني قد يكون من الأسباب الرئيسية لعدم تحقيق نتائج ايجابية في الموسم الأول بعد عودته الى قسم النخبة.. وبالرغم من العمل الايجابي في بداية الموسم، لم يمكث عجالي كثيرا في صفوف النادي وغادره، ليتمّ استقدام المدرب ياناكوفيتش، الذي لم يقدّم الإضافة وغادر الفريق.. وتحسّنت نتائج جمعية عين مليلة نوعا ما بقيادة المدرب سليم مناد بتحقيق تعادلين أمام شبيبة القبائل وشباب قسنطينة خارج الديار.
وبدون شكّ، فإن جمعية عين مليلة تلعب بمعنويات مرتفعة، رغم ترتيبها الصعب، حيث أن مسيري النادي قرّروا منح المسؤولية التقنية للمدرب آيت جودي الذي يسعى بخبرته الى كسب النقاط التي تمكّن الفريق من تحقيق البقاء.
وبالرغم من وجود هذه الفرق ضمن رقعة الأندية المهدّدة أكثر بهاجس السقوط، إلا أن الأمور لم تحسم بعد، كون التنافس سيكون على أشده والفرق التي توجد في وسط الترتيب عليها التركيز أكثر لتجنّب التراجع والدخول في دوامة «المنطقة الحمراء».