يواجه فريق مولودية الجزائر نظيره المريخ السوداني عشية اليوم (سا 18.00) بملعب أم درمان في العاصمة السودانية الخرطوم في إطار مباراة العودة للدور ربع النهائي لكأس الأندية العربية، حيث تبقى هذه المنافسة الهدف الوحيد لـ»العميد» خلال هذا الموسم بعد الاقصاء في كأس الجمهورية وتراجع الفريق في ترتيب الرابطة المحترفة الأولى.
أمال كبيرة معلّقة على ممثلنا الوحيد في المنافسة العربية للتأهل إلى المربع الذهبي، ولما لا التتويج باللقب بالرغم من صعوبة المهمة، كون أشبال الدرب عمروش كانوا قد
«ضيعوا» فرصة كبيرة للذهاب إلى الخرطوم في ظروف أحسن، بعد أن سجّلوا تعادلا مخيبا أمام المريخ في مباراة الذهاب بملعب 5 جويلية.
فرصة مواتية لإنقاذ الموسم..
ومرّت المولودية بفترة صعبة بسبب تراجع نتائجها بشكل كبير، مما جعل الأنصار ينتقدون اختيارات الإدارة والطاقم الفني حتى أنهم غادروا المدرجات في المباراة أمام أولمبي المدية.. لكن هذا التصرّف غيّر الوجه المميّز لأصحاب الزي الأحمر والأخضر أمام شبيبة القبائل بعض الشيء .. مما قد يدفع عناصر الفريق إلى العمل على إهداء التأهل بأم درمان إلى الألاف من الأنصار للتصالح معهم ومحاولة إنهاء الموسم بقوة.
ولعلّ جميع متتبعي الكرة في الجزائر يتّفقون على أن المولودية تملك كل الامكانيات المادية والفنية للوصول إلى الأهداف المسطرة، لكن واقع الميدان يكون في غالب الأحيان مخالفا لهذه التوقعات بسبب الضغط الذي «يحسّ» به أغلب العناصر، لا سيما عند التعثر.. الأمر الذي يفرض ضرورة التركيز والتحضير البسيكولوجي الموفق.
ومن خلال تصريحات الطاقم الفني واللاعبين، فإن المولودية متواجدة في الخرطوم بمعنويات مرتفعة لتحقيق حلم محبيها، حيث إن المدرب عادل عمروش أصبح يعرف إمكانيات اللاعبين بشكل أفضل، رغم الغيابات العديدة المسجّلة والتي أثّرت في وقت ما على توازن التشكيلة.
وبالنسبة لمباراة اليوم، فإن دور الحارس شعال سيكون كبيرا لمحاولة إعطاء الثقة منذ البداية إلى تشكيلته، ذلك أن نادي المريخ السوداني سوف يفرض ضغطا مركّزا «رهيبا» على المولودية للتسجيل ودفع الفريق للخروج من منطقته.. ولعلّ المقابلات الأخيرة أكدت أن حارس المولودية يمرّ بفترة جيدة تسمح له الحفاظ على شباكه دون أي هدف.
غيابات.. وحلول؟
وبالنظر إلى الغيابات العديدة اضطر الطاقم الفني، الذي تعزّز بقدوم مراد سلاطني، إلى القيام ببعض التحويرات التي «أتت بأكلتها» في وسط الدفاع بمنح الثقة لكل من مرواني وبن دبكة، حيث أكد هذا الأخير أنه يلعب في هذا المنصب الجديد لمصلحة الفريق بعد إصابة كل من عزي ودمو.. في حين أن الوافد الجديد لعمارة وضع بصمته كظهير أيسر في الدفاع.. وفي الجهة اليمنى يتواجد حشود في أحسن الأحوال.
وسيكون ضغط المباراة مركزا على لاعبي خط الوسط، حيث أن التعداد الموجود قد يكون الحلّ من خلال إعطاء الفرصة للاعب حاشي الذي وجد ضالته وساعد الفريق في هذه المنطقة، حيث إنه سيعمل رفقة ديانغ على كبح محاولات المريخ السوداني.. بينما سيكون لبودريم دورا هجوميا مقارنة مع الثنائي المذكور.. وسيعتمد عمروش على تبي، فريوي وبن علجية لتنشيط الخط الأمامي ومحاولة مباغثة الضيوف في عقر دارهم.
فالسرعة في التنفيذ ستكون ضمن الأوراق التي سيوظّفها الطاقم الفني عشية اليوم بأم درمان، لاسيما وأن الوافد الجديد فريوي «تحرّر» بعد الهدف الأول له الذي سجّله في تيزي وزو.
امتصاص الضغط.. مفتاح المباراة
وبالرغم من هذه الامكانيات الفنية المتوفّرة لدى «العميد» إلا أنّ المواجهة ستكون صعبة في ملعب أم درمان الذي سيكون مكتظا عن آخره لتشجيع أشبال المدرب يامن الزلفاني الذي سبق له وأن سجّل نتيجة عريضة أمام اتحاد العاصمة في الدور الماضي.. وسيعتمد على صانع ألعابه وقوته الضاربة، محمد عبد الرحمان يوسف.
ويكون المدرب عمروش قد عاين بشكل مدقّق خرجة اتحاد العاصمة بأم درمان لمحاولة رسم استراتيجية تمكّن المولودية من «تخفيض» الضغط ومباغتة الضيوف في ربع ساعة الأول ودفعهم إلى «التسرّع» وبالتالي تسيير المباراة بشكل أفضل، حيث يتفق جل المتتبعين أن ممثلنا يلعب كرة أحسن خارج الديار.. وقد يعود بورقة الترشّح إلى الدور القادم من أم درمان.