يتذكّر العديد من متتبعي الكرة الجزائرية مشاركات المدافع الأنيق عبد الغني جداوي ضمن صفوف المنتخب الوطني، حيث ترك انطباعا مميّزا بلعبه وسلوكه فوق الميدان وخارجه.. ويبقى من بين اللاعبين الدوليين الذين أشرفوا أيضا على العارضة الفنية لـ»الخضر».
عبد الغني جداوي من مواليد 27 جوان 1947 ببني صاف، لعب جل مشواره الرياضي على مستوى الأندية بفرنسا، حيث كانت انطلاقته عام 1965 بنادي كليشي في الأصناف الصغرى، لينتقل إلى نادي رومانفيل في عام 1969 لموسم واحد.. وأمضى أول عقد احترافي على مستوى الأكابر في عام 1970 مع نادي روان الذي لعب له لموسمين، قبل أن يتمّ اكتشاف مواهبه الكبيرة كمدافع أوسط وينتقل الى نادي سوشوفي عام 1972.
مسيرته الكروية عرفت نجاحا كبيرا بنادي سوشو الذي يعتبر من بين أقوى الأندية الفرنسية آنذاك، حيث بقي وفيا لهذا النادي لمدة 10 سنوات كاملة.. و»صنع» لنفسه اسما مع هذا الفريق حتى أصبح قائدا للتشكيلة بفضل امكانياته الفنية والبدنية إلى جانب خبرته الطويلة مع النادي..
ويعتبر جداوي قدوة للاعبين الشبان في ناديه وهمزة وصل بين عناصر الفريق والمدرب، إلى جانب الاحترام الكبير الذي يجده من طرف مسيري النادي.. وتشير الاحصائيات أنه لعب 362 مباراة مع هذا النادي.
وفي سنّ الـ35 أراد جداوي خوض تجربة أخرى في مشواره الرياضي وانتقل إلى نادي لوهافر الذي لعب في صفوفه سنتين من 1982 إلى 1984، حيث أنهى مسيرته كلاعب بهذا النادي.
وبالنظر إلى الدور الكبير الذي كان يقوم به جداوي ضمن نادي سوشو، تمّ استدعاءه للمنتخب الوطني في عام 1980، حيث شارك في تصفيات كأس افريقيا وكذا مونديال اسبانيا، ولعب مباراته الأولى مع «الخضر» في 28 ديسمبر 1980 أمام المنتخب السوداني بقسنطينة.
وبالرغم من مشاركته في عدة مناسبات مع المنتخب الوطني للثمانينيات وبروزه كـ»مايسترو» حقيقي في الدفاع، إلا أن الخيبة كانت كبيرة بالنسبة له في وقت «ضبط» القائمة النهائية للمشاركين في مونديال اسبانيا 1982، حيث لم يكن ضمن «المحظوظين» بالنظر للمنافسة الشديدة في مركزه.
وبعد اعتزاله للعب تحوّل جداوي إلى ميدان التدريب والتكوين في نوادي عديدة في فرنسا على غرار سوشو، لوهافر وريد ستار.. ذلك أنه يملك شهادات تؤهله للعمل في مدارس تكوين اللاعبين في الأندية.
وفي الجزائر كلف بمعاينة لاعبينا في البطولات الأوروبية، قبل أن يتمّ تعيينه على رأس المنتخب الوطني عام 2000، ولم تكن النتائج مشجعة في تجربته على رأس «الخضر».
