يعيش فريق شباب قسنطينة فترة زاهية في مسيرته ويبدع من خرجة لأخرى في جل المنافسات التي يشارك فيها، المحلية والقارية حيث حقق سلسلة ذهبية لحد الأن في الرابطة المحترفة الأولى، كأس الجمهورية ورابطة الأبطال الإفريقية.
قد أبهر «السنافر « جل المتتبعين في رابطة الأبطال حين تمكن من سحق أحد المرشحين في المنافسة نادي تي بي مازمبي بثلاثية نظيفة و لعب مميّز بملعب الشهيد حملاوي، معلنا عن امكانية الذهاب بعيدا في المغامرة القارية والتنافس بقوة على اللقب.
قدوم المدرب لافان .. المنعرج
تأتي هذه النتائج الكبيرة منذ قدوم المدرب دونيس لافان الذي خلف عمراني حيث أعطى «صورة « واضحة لتشكيلة متوازنة تلعب بشكل جيد نحو الهجوم بطريقة فعالة جدا .. فقد تمكن التقني الفرنسي أن يوظف الإمكانيات البدنية والفنية التي يتمتع بها تعداد « السي أس سي « الذي أكد انه يسير في الطريق الصحيح الذي يمكنه من الوصول الى الأهداف المسطرة .. خاصة أنه حقق لحد الأن سلسلة من 10 مقابلات فاز بها كلها في مختلف المنافسات .. و في هذا الاطار أكد مناجير الفريق : « لافان يقوم بعمل جيد منذ قدومه الى الفريق حيث أعطى الثقة للمجموعة بتحفيزه لكل اللاعبين من خلال حديثه المتواصل معهم و يعطي الفرصة لكل واحد في التشكيلة « .. و هذا أمر مهم بالنسبة للتحضير النفسي للاعبين الذين يقدمون كل ما عندهم من إمكانيات فوق الميدان .
الشيء الايجابي الذي طبع مقابلات شباب قسنطينة هو العزيمة و الطموح الذي أصبح واضحا في مقابلات الفريق .. فبعد أن مرّ من مرحلة صعبة للغاية في الأدوار الأولى للمنافسة القارية حين وجد صعوبة لفرض منطقه .. ليجد ضالته بفضل فلسفة المدرب الجديد الذي وجد الوصفة التي مكّنت الشباب من التأهل الى دور المجموعات .
خبرة اللاعبين .. نقطة جد مهمة في الإستراتيجية
تعد هذه المحطة بمثابة التحول الكبير للفريق الذي ارتفعت معنوياته تدريجيا و ارتسم هذا الوجه الجديد على طريقة لعبه بوجود لاعبين ممتازين في الدفاع و الوسط و الهجوم على غرار بن شريفة ، حداد ، العمري ، بلقاسمي ، بن عيادة ، بلخير .. هذا الأخير الذي استعاد قوته و رؤيته الجيدة للعب.
تبقى مباراة تي بي مازمبي من أهم المحطات التي تبقى في تاريخ مشاركات شباب قسنطينة في المنافسة القارية، بحسب جل المتتبعين من خلال الأداء الراقي الذي لمسناه والفعالية الكبيرة ، لا سيما في المرحلة الثانية التي عرفت تسجيل 3 أهداف كاملة ..
كان شباب قسنطينة قد انطلق بقوة في دور المجموعات التي « دشنها « بفوز خارج الديار أمام النادي الافريقي التونسي، بمدينة سوسة ،حيث أن الفوزين يجعلان ممثلنا بفضل 6 نقاط كاملة في المركز الأول لمجموعته يسير في رواق مناسب للتأهل الى الدور القادم من رابطة الأبطال، وذلك بعد إقصاء نادي الاسماعلي حيث تبقى نقطة وحيدة للشباب لكي يضمن التأهل .. الأمر الذي يريح أكثر الطاقم الفني للفريق الذي بامكانه الاعتماد على جل التشكيلة في مختلف المنافسات التي يلعب فيها .
بخبرة اللاعبين و معنوياتهم المرتفعة، فقد حوّل شباب قسنطينة تأخره في منافسات كأس الجمهورية الى فوز أمام نادي الرويسات حيث سيلعب الدور ربع النهائي من المنافسة في ظروف جيدة، رغم كثافة المواعيد .
من هنا يمكن الاشارة الى الاستراتيجية الموفقة التي اعتمدها الفريق الأخضر و الأسود من خلال جلبه للعديد من اللاعبين المميّزين سواء في الصيف أو الميركاتو الشتوي، و ذلك بصفة مدروسة ، لا سيما و أن المناجير العام عرامة يقوم بعمل كبير مرافق للامكانيات الكبيرة التي تقدمها مؤسسة « أبار « . ولعل لقب البطولة الذي ناله الفريق في الموسم الماضي يعد انطلاقة فعلية لشباب قسنطينة نحو ألقاب أخرى قادمة .
الأنصار .. دعم معنوي كبير للاعبين
الحديث عن « السي أس سي « لا يمكنه أن يكون في مستوى هذا الفريق بصورة كافية دون الحديث عن الأنصار الأوفياء للفريق الذي « يغزون « المدرجات بأعداد غفيرة و يشجعون الفريق بطريقة مميّزة جعلتهم من ضمن أحسن الأنصار في البطولة و يدعمون بشكل معتبر اللاعبين في الأوقات الحساسة، الأمر الذي يزيد من عزيمة أشبال لافان لبلوغ مستويات أكبر .. كما أن أنصار الشباب يتنقلون أينما حل الفريق الذي يجد المساندة في كل الظروف .
فكل العيون مصوّبة نحو شباب قسنطينة في هذه المرحلة حيث أنه بالرغم من تأخره عن أماكن كوكبة المقدمة في الرابطة المحترفة الأولى، إلا أن نسبة تطوره قد تجعله يعود بقوة في المنافسة و إمكانية جمع أكبر عدد ممكن من النقاط في مرحلة العودة واردة .. لا سيما بعد التدعيمات التي استفاد منها بقدوم كل من باهمبولا و يطو في الوسط .
تبقى القوة الضاربة موجودة في الأمام بوجود عبيد ، بلقاسمي ، بلخير و بلجيلالي كلهم يتمتعون بمواهب كبيرة وخبرة معتبرة تفيد المجموعة في مختلف المنافسات .