عرفت الكرة الجزائرية في المدة الأخيرة ظهور العديد من اللاعبين الشبان ذوي المواهب الواعدة، الذين بإمكانهم الوصول الى مستويات أفضل في المستقبل القريب في حالة وجدوا المحيط المناسب الذي يمكّنهم من صقل مواهبهم بشكل موفق.
تأتي هذه القفزة النوعية لعوامل إيجابية ظهرت على الساحة الكروية، من بينها عمل بعض المدارس على المستوى القاعدي بجلب شبان لهم إمكانيات فنية، حيث أن اختصاص بعض المدربين جعل الأمور مواتية للغاية لظهور هذه الوجوه الجديدة .
أكاديمية بارادو ... المموّن الرئيسي
ولا يخفى على أي أحد ومتابع للشأن الكروي الجزائري أن أكاديمية نادي بارادو أضحت «المموّن» الرئيسي للأندية في المحترف الأول، هذه الأخيرة تتسابق في كل ميركاتو للظفر بالعصافير النادرة التي قلما خيّبت أمال المدربين والأنصار، الأمر الذي يعني أنه بإمكاننا الوصول الى نتائج أفضل بكثير في حالة وجود مدارس ومراكز تكوين عديدة التي قد ترى النور في المستقبل القريب.
فالمادة الخام موجودة تنتظر الظروف التي تسمح لها تطوير قدراتها مع تقنيين مختصين الذين بإمكانهم تكوين اللاعبين الذين يحملون ألوان أندية النخبة وكذا المنتخب الوطني.
والشيء الآخر الذي زاد في طموحات اللاعبين المحليين الشباب هو الاستراتيجية الجديدة التي قدم بها الناخب الوطني جمال بلماضي، الذي أعطى منذ البداية الثقة في لاعبي البطولة الوطنية الذين ساهموا بشكل معتبر في النتائج الموفقة لـ «الخضر»، وذكّر الناخب الوطني أنه سيعتمد على الأحسن في التربصات والمقابلات، وقد تحمل القائمة التي سيعدها للمشاركة في كأس افريقيا للأمم المقررة في الصيف القادم بمصر العديد من اللاعبين المحليين، و هو الأمر الذي لم يحدث منذ سنوات.
عطّال، شيتة، مزيان، شتي ولعمارة...
فقد ترك المشوار المميّز الذي يسير فيه اللاعب يوسف عطال آثارا ايجابية على اللاعب الذي تكوّن في الجزائر ولعب في الرابطة المحترفة الثانية، حيث أنه برز بشكل مذهل مع المنتخب الوطني منذ مقابلته الأولى، قبل أن يصبح من ضمن العناصر البارزة في البطولة الفرنسية مع ناديه الحالي نيس، والذي رفع من قيمته الجزافية الى 70 مليون أورو بعد أن احتكر الصفحات الأولى للجرائد والمواقع المختصة في كرة القدم.
كما أنّ زميله بن سبعيني يتألّق باستمرار في نادي ران في الجهة اليسرى من الدفاع محققا أشياء كبيرة جعلت أندية ايطالية وانجليزية تهتم به، الى درجة أن العديد من الأخبار المتداولة تضعه ضمن اللاعبين الذين سيغادرون البطولة الفرنسية نحو بطولة أقوى، ويأتي ذلك بفضل التفاني في العمل لسنوات في ناديه وكذا المنتخب الوطني.
كما أنّ اللاعب مزيان الذي نال جائزة أحسن لاعب في البطولة الوطنية خطف الأضواء بفنياته وقراءته التكتيكية المعتبرة ضمن فريق اتحاد العاصمة، مما جعل بلماضي يستدعيه في المدة الأخيرة، إلى جانب تلقيه العديد من العروض للاحتراف بالخارج.
وعرفت الرابطة المحترفة الأولى بروز لاعبين آخرين أصبحوا «قطع أساسية» لدى المدربين، وبامكانهم التواجد في التشكيلة التي تشارك في موعد مصر، وفي مقدمتهم اللاعب شيتة الذي يلعب دورا بارزا في اتحاد العاصمة وقدّم مردودا طيبا في مباراته الأولى مع «الخضر» أمام الطوغو، ويقوم الثنائي شتي وبن خليفة بعمل كبير في شبيبة القبائل وبوداوي مع نادي بارادو، ولعمارة مع اتحاد بلعباس وحاليا ضمن فريق مولودية الجزائر، ويعدون من ضمن الوجوه البارزة في المرحلة الأولى للبطولة الوطنية...
ويمكن القول أن شتي قد يكون من ضمن الأسماء التي تغادر البطولة الوطنية في الميركاتو الصيفي في حالة تجسيد الاتصالات العديدة التي تلقاها من جهة، ومن جهة اخرى في حالة تألقه في كأس افريقيا القادمة كون بلماضي استدعاه الى التشكيلة الوطنية للاعبين المحليين ويعد مرشحا للتواجد في قائمة المنتخب الوطني الأول.
ولذلك، فإن رغم النقائص الكبيرة إلا أن اللاعب المحلي فرض وجوده في السنوات الأخيرة بمواهب كبيرة، من خلال التألق الكبير أيضا لأحسن لاعب جزائري لهذه السنة بغداد بونجاح الذي تخرج من مدرسة رائد وهران قبل التألق في اتحاد الحراش.