على مدار أكثر من ساعة من الزمن سافر بنا الدكتور آيت الطاهر اللاعب السابق لشبيبة القبائل ومولودية الجزائر واتحاد البليدة وصاحب الألقاب الوطنية والقارية مع الكناريفي ذكرياته مع الكرة والمحطات التي عاشها كلاعب، وتحدث معنا عن اللاعب المحلي والتكوين الذي اعتبره الوسيلة الوحيدة للوصول بكرتنا إلى مصاف الكبار.
كيف تقيم مستوى اللاعب المحلي وخاصة الفئات الشبانية ؟
إذا عدنا إلى سنوات الثمانينات فنجد اللاعب المحلي أثبت جدارته وقدرته على المستوى، وكانت أغلب الفرق لها لاعبين مميّزين وصل منتخبنا إلى الدور النهائي عام 1980 في كاس افريقيا و1982 نصف النهائي و1984 النصف النهائي هذه الأدوار تحت إشراف خالف محي الدين الذي وصل بالخضر إلى كأس العالم 1982 بإسبانيا، وفي سنة 1990 أول كأس قارية مع المرحوم كرمالي وكل هذه النتائج جاءت بأقدام أغلبهم من المحليين ما عدا القلة القليلة من المحترفين، ما يعني أن الفرق المحلية كانت تهتم بالتكوين ولو بنسبة متوسطة.
ماذا ينقصنا الآن حتى نخرج بفئة شبانية ذات البعد المستقبلي للكرة الجزائرية؟
رؤساء الأندية الحاليين يبحثون عن النتائج الفورية قبل التفكير في تكوين اللاعبين شباب لأن كل الفرق تبحث عن اللقب، وهذا إرضاء للأنصار ولذلك حان الوقت أن تتغير الذهنيات وتتغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة لأن في أوروبا تجد ما بين 3 إلى 4 فرق تلعب على اللقب والباقي يلعبون، ولكنهم يهتمون أكثر بالتكوين للفئات الشبانية التي ستكون من بعد خلف له معنى في الفريق الأول..
أين نحن من أكاديميات التّكوين؟
في الجزائر عرفنا أكاديميتين، أكاديمية الاتحادية والتي خرج من رحمها عبد اللاوي ودرفلو وآخرين، وهناك أكاديمية بارادو التي خرج منها عدة لاعبين على غرار بن سبعيني، أما عطال فلعب في الفئة الصغرى لدى الكناري، ثم انتقل إلى أكاديمية بارادو ..ولذلك فنحن بحاجة إلى إنشاء أكاديميات.
ما هو الحل في نظرك حتى نضع اللاعبين الشباب في المستوى من ناحية التكوين؟
شيء واحد وهو إنشاء فضاءات للتكوين وساعات كثيرة مع الاعتناء بهذا اللاعب الشاب من حيث اللياقة وتزويده بالتقنيات الكروية، وغيرها من الأمور التي تخدمه كلاعب مستقبلي لأنه وبدون خلق ما تحدثنا عنه لا يمكن لهذا الشاب أن يمتهن مهنة الاحتراف الكروي داخليا أو خارجيا.
كنت ضمن طاقم المنتخب الأولمبي في 2011، من هم اللاّعبون الشبان الذين تخرّجوا في تلك الفترة وأصبحوا نجوما حاليا؟
هناك عدة لاعبين وهم الآن نجوم على غرار بونجاح، بلايلي، بلخيثر، بلعمري، عبيد، بلكالام وآخرين لذلك حان الوقت لتقوم الأندية بانشاء أكاديميات وتعتمد على إمكانياتها لخلق ثروة بشرية يستفيد منها المنتخب الوطني، والنادي لأن في أوروبا على غرار ألمانيا، فرنسا، الأرجنتين تبدأ في إقحام بعض اللاعبين من الفئات الشبانية في منتخباتها ونواديها ما بين 50 إلى 60 بالمئة، وهذه هي السياسة الناجعة في كرة القدم وتعود بالفائدة على الكرة والفريق نفسه.
النّخبة الوطنية على موعد مع «كان» 2019 بمصر، ماذا تقول عن الخضر والمدرّب الوطني بلماضي؟
بلماضي أدى مشوارا جيدا في التصفيات وكأس ؤفريقيا 2019 تعتبر امتحانا حقيقيا للناخب الوطني واللاعبين من جهة، خاصة المحليين، هذه فرصتهم لأن مثل هذه الدورات الدولية هي بمثابة الأوكسجين الذي نتنفسه، حيث سيحضر المناجرة من جميع أنحاء العالم لاصطياد أحسن اللاعبين وهنا فاللاعب المحلي الجزائري إذا لم يثبت جدارته وقدرته في الكان فمهمته تصعب ليكون محترفا.
• ما هي حظوظنا في كان 2019؟
أظن أنه حان الوقت للفوز بكأس أمم إفريقيا خارج الديار ومنتخبنا قادر على الوصول إلى النهائي، وكما يعلم الجميع لم نفز بها إلا مرة واحدة منذ 1990، خاصة وأن المنتخب الحالي يتوفر على المؤهلات اللازمة لتحقيق ذلك، وأظن أن مشاركة بعض العناصر المحلية بإمكانها أن تضيف الكثير دون أن ننسى كأس العالم 2022 بقطر كلها محطات هامة للخضر ومحطة إفريقيا هي الممر إلى كأس العالم القادمة، وهناك نقطة ضرورية يجب الإشارة إليها وهو تكوين أكاديميات، كما أنه من الضروري الاهتمام بمختلف المنتخبات الوطنية للفئات الصغرى التي بداخلها عدة عناصر يمكن لها أن تدعم الخضر في السنوات القادمة، وبالتالي وجب الاعتناء والمتابعة الميدانية بهؤلاء المواهب التي تنتظر من يخرج بها إلى بر الأمان.
بماذا يود ضيف «الشعب» آيت الطاهر إنهاء هذا الحديث الحصري؟
أظن أن الفريق الوطني في طريق مفتوح لبلوغ نهائي مصر 2019، كما أشكركم على هذا اللقاء المتميز والذي هو من أجمل اللقاءات التي صرّحت بها، كما أتمنى للكرة الجزائرية عامة النجاح خاصة وأن منتخبنا تنتظره محطات هامة قارية وعالمية يجب تجسيدها.