اتّصلنا بمدرب شبيبة الساورة نبيل نغيز « للحديث عن التأهل التاريخي لدور المجموعات من رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، حيث عاد بنا في هذا الحوار للحديث عن مشوار الفريق وأهدافه، كما تحدث عن البطولة الوطنية والانتدابات التي قام بها الفريق خلال الميركاتو الشتوي.
❊ الشعب: أولا، هنيئا لكم التأهل التاريخي لدور المجموعات من رابطة الأبطال الإفريقية في ثاني مشاركة إفريقية لشبيبة الساورة الذي كان تحت قيادة المدرب نبيل نغيز؟
❊❊ نبيل نغيز: الحمد لله على هذا التأهل التاريخي، ليس من السهل على فريق حديث النشأة أن يصل إلى دور المجموعات، الحمد لله هذا الأمر حدث بفضل الله عز وجل ومجهودات الجبارة للإدارة واللاعبين والجماهير والطاقم الفني الذي عمل منذ ستة أشهر.
❊ القرعة لم تكن رحيمة معكم في دور المجموعات، حيث ستواجهون سيمبا التانزاني والأهلي المصري وفيتا كلوب الكونغولي، كيف ترون حظوظكم في هذا الدور، وبكل صراحة هل لديكم الإمكانيات لتخطي هذا الدور؟
❊❊ أولا التأهل إلى المجموعات بحد ذاته إنجاز، ثانيا نحن نعلم بأنه عندما تلعب منافسة رابطة الأبطال الإفريقية وتتأهل إلى هذا الدور ستجد إلا الفرق الكبيرة والأندية التي تملك عادات وتقاليد في المنافسة القارية، نعلم بأننا سنواجه أكبر الفرق من كل الجوانب ماديا وفنيا ومن حيث الخبرة، ولكن نحن لن ندخل في ثوب الضحية، سنسير المنافسة مباراة بمباراة، ندرك بأن كرة القدم ليست علوم دقيقة، ندرك بأن العمل والصبر والجهد هم الذين يأتون بالنتائج، ندرك كذلك أن التحديات موجودة في كرة القدم والدليل أننا فزنا وتأهلنا على حساب بطل كوت ديفوار وبطل الدوري المغربي، نحن في بطولة مصغرة وكل شيء ممكن فيها، المهم أن البداية تكون إن شاء الله جيدة في تانزانيا وهذا ما سيجعل الطموح يكبر من جولة لأخرى، لا نخشى أي فريق سنستمتع مع هذه الفرق وسنأخذ الخبرة الكافية وسنحتك مع الأندية الإفريقية الكبيرة، خصوصا أن مجموعتنا تحتوي على منشطي الدور النهائي في منافسة رابطة الأبطال وكأس الكونفدرالية الإفريقية، هذا شرف أولا وقبل كل لشبيبة الساورة، وهدفنا الرئيسي أننا نعطي صورة جيدة عن الكرة الجزائرية، وصورة جيدة عن منطقة الساورة الكبيرة والجنوب بصفة عامة، وجماهيرنا ستتذوق المستوى العالي وستعطي صورة جيدة للمناصر الجزائري الذي يناصر بطريقة حضرية ومحترفة لأن فريقنا كبر مع مرور السنوات، هذا الأمر ليس بالغريب على الجزائريين، سنبذل كل ما لدينا من مجهودات فوق الميدان وكل شيء ممكن في كرة القدم، ولكننا دائما نبقى الفريق الصغير الذي سيواجه عمالقة إفريقيا بطموح كبير وبشجاعة.
❊ القرعة لم تكن رحيمة معكم، وأول مواجهة من دور المجموعات ستكون يوم السبت 12 جانفي بتانزانيا، كيف ترى هذا اللّقاء؟
❊❊ حقيقة ستكون مباراة صعبة للغاية علينا، لأننا سنتنقل إلى تانزانيا ونعرف الظروف المناخية الصعبة من حرارة شديدة ورطوبة عالية خصوصا في هذا الوقت من السنة، وسنواجه نادي سيمبا العريق ولديه عادات وتقاليد كبيرة في تانزانيا، والذي يدعمه خلال كل مواجهة أكثر من 50 ألف متفرج، نعرف هذه الصعوبات لكن هذا ليس مبررا، سنحتك معهم في أول مباراة وسنذهب لكي نلعب مباراة كبيرة، ولما لا نعود على الأقل بنقطة من هناك.
❊ أندية شمال إفريقيا تتمنى دائما أن تلعب مع أندية الشمال كي تتفادى مغبة التنقلات البعيدة، الشبيبة ستتنقل في مناسبتين إلى إفريقيا الوسطى، هل ترى بأن هذا الأمر سيكون عائقا بالنسبة لكم، خصوصا أنكم تعانون من التنقلات الطويلة هنا في الجزائر خلال المواجهات المحلية؟
❊❊ الإدارة تسهر على توفير كل صغيرة وكبيرة للاعبين والطاقم الفني، وتعمل على توفير النقل للفريق بطائرة خاصة خلال المباريات الإفريقية، هذا هو الاحتراف عندما تصل إلى المجموعات يجب أن تضع كل الإمكانيات اللازمة والتحفيزات، من ضبط تفاصيل التنقل ومن حيث الاسترجاع والشق الطبي وغيرها من الأمور اللوجيستيكية، ومن هذا الجانب الحمد لله الإدارة تقوم بدورها، وتسعى لكي تكون تنقلاتنا على أحسن ما يرام.
❊ الأسبوع الماضي فريقكم أقصي من منافسة كأس الجمهورية أمام الصغير نادي الأخضرية، هل يمكن إرجاع هذا الإقصاء إلى التعب الذي نال من اللاعبين خلال سفرية طنجة؟
❊❊ أكيد، عندما كنا في مباراة هامة وحاسمة للتأهل إلى دور المجموعات من منافسة رابطة الأبطال الإفريقية وخارج الديار وكانت مواجهة صعبة للغاية، وبعدما عدنا بالتأهل من المغرب عمت الفرحة وسط اللاعبين والإدارة أين كنا سعداء جدا بهذا التأهل، أعتقد بأن يومين لم يكونوا كافيين بعد عودتنا إلى أرض الوطن للتحضير لمباراة الأخضرية والاسترجاع، وحتى من الجانب المعنوي والنفسي كي نعود للصواب بعد ذلك التأهل التاريخي، واجهنا الأخضرية وأرحنا بعض اللاعبين، الوقت خاننا حتى نحضر جيدا وهذا ليس مبررا على كل حال، لعبنا بقوة وواجهناهم وكنا الند للند معهم، ولكن المنافس كان في يومه وكانت لديهم إرادة كبيرة في الفوز والتأهل، هذه هي حلاوة الكأس الصغير أطاح بالكبير مبروك عليهم، وهذا الإقصاء لن يؤثر علينا لأننا لدينا هدف أكبر وأسمى وهو رابطة الأبطال الإفريقية والبطولة، وعندما نلعب على جبهتين أفضل من أن نلعب على ثلاث جبهات.
❊ بالحديث عن البطولة مركز رابع بـ 23 نقطة وتأهل لدور المجموعات من رابطة الأبطال، أهداف شبيبة الساورة بعد الإقصاء من منافسة كأس الجمهورية؟
❊❊ أول هدف سطّر في بداية الموسم هو التأهل إلى دور المجموعات من رابطة الأبطال، والحمد لله بلغناه أظن بأننا عند أهدافنا وإذا تمكنا من بلوغ الدور ربع النهائي سيعتبر ذلك انجازا كبيرا جدا ونطمح إلى بلوغ ذلك، وإذا لم نتمكن من التأهل نكون قد احتكينا مع كبار القارة حتى نخلق عادات وتقاليد قوية في بشار، ثانيا لدينا هدف لإعطاء صورة جيدة عن كرة القدم الجزائرية والمناصر الجزائري هذه أهداف ثانوية، وبالنسبة للبطولة نحن نطمح إن شاء الله كي ننهي الموسم في البوديوم مثل الموسم الماضي، لكن لا يخف عليك بأنك عندما تخوض منافسة رابطة الأبطال والبطولة الوطنية تكون هناك كثافة البرمجة، وهذا سيؤثر على اللاعبين من ناحية الاسترجاع، نحن لدينا تعداد نثق فيه وسنقوم بعملية تدويره، وإن شاء الله التوفيق يكون حليفنا.
❊ نحن في الميركاتو الشتوي، هل يمكن أن تذكروا الجمهور بأسماء المنتدبين، وهل تنتظرون لاعبين جدد في الفريق؟
❊❊ لحد الآن قمنا بثلاث انتدابات وهي «توما أوليموانغي» والجناح «زيري حمار» والمهاجم «رفيق بكبوكة» القادم من بني دوالة، ثلاث لاعبين سيدعمون القاطرة الأمامية للفريق، ونبحث حاليا عن وسط ميدان يربط بين الوسط والهجوم، وإذا وجدنا اللاعب الذي يمكنه أن يقدم الإضافة لشبيبة الساورة سننتدبه، أربع لاعبين هو عدد كاف من الكم والكيف مع التعداد الموجود سنكون أقوى بحول الله، خصوصا أن لدينا برمجة مكثفة ونحن بحاجة للجميع.
❊ سؤال أخير، تعملون على رأس شبيبة الساورة منذ قرابة السنة، الانطلاقة هذا الموسم كانت متذبذبة نوعا ما في البداية لكن عدتم بعدها بقوة، وحقّقتم نتائج مميزة في الشطر الأول من الموسم، هل يمكن اعتبار هذه النتائج ثمرة الاستقرار على رأس العارضة الفنية والإدارة؟
❊❊ أكيد، الاستقرار هو ثمرة نجاح في شتى الميادين، لدي ثمانية أشهر على رأس الفريق، جئت الموسم الماضي والفريق كان في المركز الثامن، عملت لمدة شهرين ونصف وخضنا 9 مباريات معا، والحمد لله انهينا الموسم في وصافة ترتيب البطولة، تأهلنا إلى دور المجموعات وهذا لم يكن منتظرا، الموسم هذا بدأناه بقوة رغم أننا مررنا بفترة فراغ بثلاث انهزامات متتالية، لكن الثقة التي وضعتها الإدارة في الطاقم الفني واللاعبين جعلنا نظهر نعود بقوة ونظهر بهذا المستوى، عملنا واجتهدنا والعمل الذي قمنا به خلال الثمانية أشهر بدأ يظهر ونتائج شبيبة الساورة تأخذ منحى تصاعديا والفريق ككل أخذ بعدا آخر، وأصبحنا ننافس في المنافسات القارية، وهذا ما يجعلنا نفتخر وهذا شرف بالنسبة لنا، عمل كبير أنجز لحد الآن ومازال أمامنا عمل كبير، وعلينا أن نقوم بمجهود أكبر، وعلينا أن نتحلى بالاحترافية داخل الفريق والجماهير التي أطالبها أن تساند الفريق بطريقة حضارية، وعليهم أن يقفوا معنا إلى آخر دقيقة في المنافسة الإفريقية مساندة الجمهور القوية مهمة للغاية أمام عمالقة القارة حتى نتجاوزهم إن شاء الله.