بعد بداية مخيّبة مع ماجر في سنة 2018

بلماضي يعيد البريق لـ «الخضر»

عمار حميسي

تأرجحت نتائج المنتخب الوطني بين السلبي والايجابي في سنة 2018 بعد بداية مخيبة تحت قيادة رابح ماجر، الذي تراجع المنتخب كثيرا تحت اشرافه ليكون بلماضي الخيار البديل، والذي نجح في قيادة المنتخب الى بر الامان وتحقيق اول الاهداف، وهو التاهل الى كاس افريقيا المقبلة قبل جولة من نهاية التصفيات.
تولى ماجر تدريب المنتخب الوطني في أكتوبر 2017 خلفا للاسباني ألكاراز، لكن نتائج المنتخب تحت قيادته لم تكن في المستوى وتراجعت كثيرا لدرجة أن الجميع اشتاق لرؤية المنتخب يفوز في احدى المباريات.
ووجد ماجر انتقادات كبيرة من الراي العام الرياضي الذي كان ضد تعيينه على رأس «الخضر»، ورغم أنه كان في كل مرة يؤكد احقيته بهذا إلا أن النتائج كانت عكس التيار ولم تكن في مستوى تطلعات الجمهور.
وما يعاب على ماجر هو غياب استراتيجية واضحة يستطيع من خلالها اقناع منتقديه بامكانية نجاحه، وتخبطه في كل مرة جعل الجميع يتأكد أنه لن يلقى الا مصير سابقيه، وهو ما حدث فعلا.
 عرف رابح ماجر الذي استقدم شهر أكتوبر 2017 لإعادة الفريق الوطني إلى السكة بعد اقصائه المهين من السباق نحو مونديال روسيا نفس مصير سابقيه بعد قرار إقالته المتخذ من طرف الاتحادية  الجزائرية لكرة القدم.
وجاء قرار انهاء مهام ماجر بعد 17 يوما من الهزيمة الرابعة على التوالي «للخضر» في لقاء ودي امام البرتغال بلشبونة، وكان المنتخب الوطني قد سجل بقيادة ماجر أربعة هزائم وانتصار واحد على البساط أمام نيجيريا في ختام تصفيات مونديال 2018.
ولم تقنع هذه الحصيلة مسؤولي «الفاف» وكانت دون الآمال المعلقة من طرف رئيس الاتحادية خير الدين زطشي في شخص رابح ماجر، الذي كان يرى فيه الرجل القادر على إعادة بعث المجموعة الفاقدة للثقة.
لكن الواقع كان مرا حيث لم يحقق نجم نادي بورتو البرتغالي السابق مردودا أفضل من سابقيه الثلاثة وهم الصربي ميلوفان راييفاتش والبلجيكي جورج ليكانس والإسباني لوكاس ألكاراز.
وبإسنادها العارضة الفنية الوطنية للقائد السابق للمنتخب الجزائري في كأس إفريقيا 1990 للأمم، قطعت «الفاف» الصلة بالمدرب الأجنبي لكن هذا القرار اتضح في نهاية الأمر أنه غير صائب بعد أن فقد الخضر أبجديات الكرة وفقدوا معالمهم حسب ما أجمع عليه الملاحظون والنقاد.
وحتى ولو أن ماجر لم يخض أي لقاء رسمي باستثناء الخرجة الشكلية أمام نيجيريا، إلا أن النتائج السلبية المسجلة في المباريات الودية كانت وراء نهاية عهده على رأس المنتخب.
ولجأت «الفاف» الى خيار محلي اخر تمثل في شخص المدرب واللاعب السابق جمال بلماضي، الذي كان يشرف على فريق الدحيل القطري حيث نالت السيرة الذاتية لبلماضي رضا الاتحادية وحتى الراي العام والشارع الرياضي الذي كان متحمسا لقدوم اللاعب السابق لاولمبيك مرسيليا.
بداية بلماضي لم تكن كسابقه ماجر، حيث عرف كيف يعيد الثقة الى اللاعبين، وأكثر من هذا أعاد روح المجموعة التي غابت وهو الامر الذي لاحظه الجميع من خلال التصريحات النارية التي كان يطلقها بعض اللاعبين على زملائهم في المنتخب على غرار فيغولي.
وحقّق بلماضي أول أهدافه وهو افتكاك تاشيرة التاهل الى كاس افريقيا المقبلة قبل جولة من نهاية التصفيات ضامنا صدارة المجموعة، وهو الامر الذي أكد احقيته بالاشراف على العارضة الفنية للمنتخب.
وكانت حصيلة بلماضي مع المنتخب في سنة 2018 ايجابية الى حد بعيد من خلال تحقيق فوزين وتعادل وهزيمة واحدة أمام البنين،
والاهم أنه استطاع تغيير ذهنية اللاعبين وتقوية شخصيتهم، وهو ما تجسد من خلال العودة بالنقاط الثلاث من العاصمة الطوغولية لومي.
ويسعى بلماضي خلال الفترة المقبلة في تغيير جلد المنتخب من خلال منح الفرصة للاعبين آخرين شبان، ومنهم من كان مهمشا في فترة سابقة على غرار بونجاح وهو الامر الذي انعكس ايجابا على مستوى التشكيلة.
كما أعاد بلماضي الروح الى اللاعب المحلي من خلال التأكيد أنه لا فرق عنده بين لاعب ينشط في أوروبا وآخر ينشط في البطولة المحلية، والفرق الوحيد هو من يقدم الاضافة للمنتخب في المباريات.
وقام بلماضي باستدعاء عناصر محلية ومنحها الفرصة للعب بصفة أساسية على غرار لاعب اتحاد العاصمة شيتة، ونفس الأمر سيكون للاعبين آخرين خلال الفترة المقبلة، وما على لاعبي البطولة إلا تأكيد أحقيتهم بالتواجد مع المنتخب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024