اعتبر الدولي الجزائري السابق رضا ماتام في حوار خاص لجريدة «الشعب»، النتائج المحققة من طرف الأندية الجزائرية المشاركة في المنافسات القارية والعربية إيجابية لحد الآن، لكن طالب المسؤولين بتحديد أهداف طموحة وجريئة من أجل اللعب على الأدوار الأولى للتتويج بالكؤوس، وعدم الإكتفاء بدور المجموعات أو نصف النهائي كأقصى تقدير، وعاد محدّثنا للوضع الحالي الذي تعيشه الكرة في السنوات الأخيرة الذي أرجعه لغياب أهل الميدان ما جعل الأمور تنعكس بشكل مباشر على المستوى رغم توفر الإمكانيات المادية.
❊ الشعب: ما هو تقييمك للنّتائج التي حقّقتها الأندية الجزائرية في المنافسات الدولية؟
❊❊ رضا ماتام: النّتائج التي حقّقتها الأندية الجزائرية سواء في المنافسات القارية أو على الصعيد العربي إيجابية لحد الآن، ولكن لا يمكن أن نتحدث عن المستوى في الأدوار التمهيدية الأولى لأن الفرق التي واجهتها ليست قوية كما يجب، ولهذا من السابق لأوانه الحديث عن مصير ممثلينا في هذه المواعيد الدولية لأن الأمور كلها مبنية على الأهداف المسطرة من طرف المسيرين المشرفين على هذه الفرق، لأنهم دائما يركزون على دور المجموعات ونصف النهائي على الأكثر، وهنا يكمن الإشكال بالرغم من أننا نملك إمكانيات مادية كبيرة بالمقارنة مع الأندية الأفريقية الأخرى..لكن الفرق دائما يوجد في الإرادة والعزيمة.
❊ كيف تعلّق على النّتائج وعن مستقبل أنديتنا في المنافسات؟
❊❊ حاليا يجب أن نتأهل لدور المجموعات وبعدها سنفكر في مستقبل الأندية الجزائرية المشاركة في البطولات القارية والعربية لأن رابطة الأبطال أو كأس الكونفيدرالية ليست صعبة وتتطلب عزيمة وإرادة مثلما سبق لي القول، هذه الأمور غير موجودة لدى المسيرين والأندية الجزائرية لأنهم يكتفون بالأدوار الأولى فقط عوض العمل على تحقيق الألقاب. وهنا نستنتج أن أهل الكرة غائبون، وبمعنى آخر لا يوجد الرجل المناسب في المكان المناسب، ما جعل مستوى الكرة الجزائرية يتراجع كثيرا في السنوات الأخيرة، ولهذا يجب أن تكون قوانين وإجراءات صارمة لإنقاذ الوضع وإعادة الأمور للطريق .
❊ من المسؤول على هذا الواقع المعاش؟
❊❊ حاليا نحن بعيدين جدا من ناحية المستوى بالنسبة لكرة القدم الجزائرية والمسؤول على هذا الواقع معروف، ولهذا يجب أن يتخلى الرؤساء والمسيرين على الأمور الشخصية والخلافات الموجودة فيما بينهم والتركيز على ما هو أهم، والدليل واضح خلال الإجتماع الأخير للإتحادية بين زطشي ورؤساء النوادي لاحظت أن الجميع كان همه الوحيد هو الأموال وطريقة تسييرها خلال المركاتو الشتوي وجلب اللاعبين، ولم يتطرّقوا للمواضيع الحساسة والمهمة على غرار المنشآت الرياضية، التكوين ومراكز التكوين من أجل النهوض بالكرة الجزائرية، وهنا نفهم أن الوضع جد خطير ويجب أن تكون مراجعة جذرية وفقا لأسس ومناهج صحيحة لخدمة المصلحة العامة للكرة.
❊ هل توجد حلول مناسبة لإعادة المستوى إلى سابق عهده؟
❊❊ أكيد توجد حلول ولكن البداية يجب أن تكون في التخلي عن التفكير في المصلحة الشخصية والتركيز على العمل الميداني والكرة ككل من خلال التكوين والمطالبة بالمنشآت والأمور التي تخدم الكرة الجزائرية، وإعادة الأسماء الكبيرة التي صنعت أمجاد الكرة في السابق، وإبعاد كل الإنتهازيين عن الميادين لأننا نملك الإمكانيات المادية، ويبقى المشكل في التسيير وإذا تجسد ذلك أكيد سنتمكن من تحقيق نتائج إيجابية قاريا وعربيا، إضافة إلى توفر الإرادة والعزيمة وكذا تحديد أهداف واضحة وطموحةلأن كرة القدم ليست بالمفهوم الحالي، ولا زلنا بعيدين عن الإحتراف الحقيقي الذي يقوم على أسس ومناهج.
❊ ما هي نظرتك لمستقبل الكرة الجزائرية؟
❊❊ ثقتنا كبيرة من أجل إعادة الأمور للطّريق الصّحيح من خلال معالجة الإنحراف الحاصل في عالم كرة القدم، ومن دون شك ستتغيّر الأمور في المستقبل من خلال إعادة النظر في عدة نقاط، والبداية بإعادة أهل الإختصاص وهنا يمكننا أن نتكلم عن مستقبل الكرة الجزائرية وإمكانية تألّقها قاريا وعربيا.