أندية النّخبة تعيش عدم الاستقرار التّقني بشكل كبير

مدرّبون يفضّلون «رمي المنشفة» لغياب النّتائج وضغط المحيط

حامد حمور

ترتفع وتيرة تغيير المدربين في كل موسم ضمن الرابطة المحترفة الأولى، حيث حطّمت هذه الظاهرة أرقاما قياسية جديدة في بداية الموسم الحالي، بالرغم من أنّنا كنّا ننتظر أن تصوب الأندية عملها نحو العمل على المدى المتوسط على الأقل مع مرور السنوات في نظام الاحتراف.

وصل عدد الفرق التي غيّرت المدرب الى حد الجولة الـ 3 من البطولة الى رقم 12، أي أن 4 فقط من مجموع الفرق لم تقدم على هذا الإجراء، هي اتحاد العاصمة، شبيبة القبائل، شبيبة الساورة ووفاق سطيف، هذه الفرق التي تحقق نتائج جيدة ويعمل المدربون في ظروف مواتية للغاية.

رغم فرض إجازتين فقط لكل فريق....؟
وبالرغم من أن الاتحادية فرضت هذا الموسم منح إجازتين لكل ناد خاص بالمدربين، إلا أن ذلك لم «يكبح» هذه الظاهرة التي أثّرت بشكل مباشر على المستوى العام للبطولة، حيث أن ضغط النتائج الآنية يدفع المسيرين إلى إجراء التغيير في العديد من الأحيان.
لكن المسألة ليست متعلقة فقط بالمسيرين، حيث أن بعض المدربين هم الذين فضلوا المغادرة في صورة «جديدة» لبطولة الموسم الحالي، والأمثلة عديدة من خلال استقالة مدرب نصر حسين داي بلال دزيري من على رأس العارضة الفنية لنصر حسين داي، بالرغم من أن الوضعية ليست «كارثية»، حيث فضّل المغادرة بعدما أحسّ بالضغط عقب تراجع النتائج.
كما أن لخضر عجالي الذي عمل منذ عدة أشهر على تقديم الإضافة بفريق عين مليلة اختار ترك النادي و الاستقالة من منصبه ليدخل في خانة المدربين، الذين فضّلوا إعطاء الفرصة للمسيرين للبحث عن مدرب أخر للفريق لتحقيق الطفرة التي قد تحسن الأمور بالنسبة للنتائج،
وحسب المتتبّعين، فإن عجالي قام بعمل كبير في فريق أمل عين مليلة.
من جهته قرّر وبصفة نهائية المدرب عبد القادر عمراني ترك شباب قسنطينة، حامل لقب البطولة بسبب غياب النتائج الايجابية عند السنافر حيث أن النجاح الذي عرفه افريق في الموسم الماضي غاب هذه السنة وضيع الفريق الكثير من بريقه، لا سيما وأنه خسر نهائي الكأس الممتازة.
عمراني..تراجع النّتائج أثّرت على تركيزه
ويعتبر ذهاب عمراني من الفريق القسنطيني مؤثر جدا كونه حاول تغيير الأمور عدة مرات، وترك صورة جميلة لدى المسيّرين والأنصار.
في حين أن المدرب السابق لشباب بلوزداد غادر النادي بسبب المشاكل التي كان يتخبط فيها الفريق، حيث لم يستطع العمل في الظروف التي كانت في فريق «لعقيبة» قبل مجيء مجمّع مادار.
ويظهر أن المدربين أصبحوا يقدمون الاستقالة عندما تتوضح لديهم الرؤية باستحالة ايجاد الحلول أو لدى إحساسهم بضغط الأنصار والمسيرين، الذين كثيرا ما يكونوا من الأسباب الأولية التي تجعل المدرب «يفقد» التركيز الضروري لمواصلة عمله في ظروف مناسبة.
لكن التغييرات تضر كثيرا في استقرار العمل الفني بالنظر لما يحدث لفريق دفاع تاجنانت الذي وصل الى حد الآن الى مدربه الثالث بعد استقدام بوغرارة الذي عوّض بوهلال، هذا الأخير الذي كان المدرب الثاني بعد إقالة المدرب التونسي الدو، ويمكن القول أن دفاع تاجنانت كان في الموسم الماضي قد حطّم الرقم القياسي في عدد المدربين خلال موسم واحد، وبالتالي، فإن كرة القدم الجزائرية تسير في رواق غير منطقي من الناحية الفنية، حيث لم تتمكن لحد الآن من وضع خطة بعيدة المدى لدى أغلب الأندية، باعتماد فلسفة ترتكز على التكوين ومنح الفرصة للشبان الذين بامكانهم اللعب معا لمدة طويلة.
فالمدرب ليس لديه «عصى سحرية» تمكنه من إيجاد «التوليفة» الضرورية في أقصر مدة ممكنة، وإيجاد الحلول لكل المشاكل التقنية دون تسجيل أية هزيمة، خاصة أنه لا يشارك في أغلب الأحيان في عملية الانتدابات.
ويرى أغلب المتتبّعين أن الضغط سيزداد أكثر خلال الجولات القادمة، لا سيما في مرحلة العودة التي تكون فيها كل نقطة من ذهب، الأمر الذي يرفع درجة الضغط أكثر بكثير على المدربين الذين يشرفون على الأندية التي تلعب على اللقب أو من أجل تجنب السقوط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024