أكّد اللاعب الدولي السابق بلال زواني في حوار لـ «الشعب»، أن تغيير المدربين في البطولة أصبح أمرا عاديا بالنظر الى غياب استراتيجية واضحة لدى الاندية على المديين المتوسط والبعيد، وبحثها عن النتائج الآنية يجعل من المدرب الضحية الاولى.
ووصف زواني المدرب الجزائري بأنه ضحية منظومة كروية بعيدة كل البعد عن الاحتراف بدليل ذهاب مدرب النصرية دزيري رغم العمل الكبير الذي يقوم به، والذي انعكس ايجابا على نتائج الفريق.
❊ الشعب: كيف تقرأ قيام 12 فريقا من الرابطة الأولى بتغيير المدرّبين منذ انطلاق البطولة؟
❊❊ بلال زواني: الرقم كبير ويمكن القول أن جل الأندية غيّرت المدربين منذ انطلاق البطولة علما أن مرحلة الذهاب لم تنتهي بعد وتبقى اندية شبيبة القبائل، اتحاد العاصمة، شبيبة الساورة ووفاق سطيف تصنع الاستثناء بالحفاظ على المدرب الرئيسي منذ انطلاق البطولة لكن حتى هذه الاندية قد تقوم بهذه الخطوة قبل نهاية الموسم بالنظر الى عدة عوامل أهمها حسب رأيي هو غياب استراتيجية واضحة لدى الاندية التي تبحث عن النتائج الآنية، ولا تملك نظرة مستقبلية للفريق في البطولة والاهداف التي يجب تسطيرها على المدى القريب، المتوسط والبعيد وهو الاشكال علما أن الاحتراف الحقيقي يشترط هذه الأمور، فالاستقرار الفني من العوامل المهمة للاحتراف، وهو الامر الذي نلاحظه مثلا لدى الاندية الاوروبية التي قلما تقوم بتغيير المدرب بعد انطلاق الموسم ما عدا حالات شاذة عكس الاغلبية التي تضع ثقتها في المدرب حتى في حال سوء النتائج لكن من الصعب الوصول الى هذا المستوى.
❊ من يتحمّل المسؤولية رؤساء الأندية أم المدرّبين أم المنظومة بأكملها؟
❊❊ بصراحة المسؤول الأول عن هذه الوضعية هم المسؤولون أو بالأحرى رؤساء الاندية لأنهم هم من يقومون بالتفاوض مع المدرب بعد اختياره والعمل معه والتخلي عنه بعد هزيمة أو اثنين، وهو الامر الذي يؤكد العجر الكبير في التسيير لدى اغلب رؤساء الاندية ما عدا البعض. وهنا أضرب مثالا برئيس وفاق سطيف حسان حمار، الذي قام بمساندة المدرب في الفترات الصعبة وخلال العهدة التي ترأس فيها الفريق لم يشهد الوفاق قدوم مدربين كثر، والاستقرار هو الميزة التي يعرفها هذا الفريق، أما البقية فعند سوء النتائج الضحية الاولى هو المدرب وهناك العديد من رؤساء الاندية من يحتكمون الى الشارع وتحت ضغط الانصار يقومون بتغيير المدرب، وهو الامر الذي يعكس نقص مستواهم في مجال التسيير فالمسير الناجح يتحمل مسؤولية اختياره لأن المدرب لا يمضي في أي فريق بمحض إرادته، ولكن بناءً على اختيار من رئيس الفريق. وهنا يمكن طرح سؤال حول المعايير التي يلجأ إليها رؤساء الاندية لاختيار المدربين، والتي تبقى بعيدة كل البعد عن الجانب الرياضي ويتم فيها الاحتكام لعوامل أخرى.
❊ هناك من يرى أنّ المدرّب ضحيّة المنظومة هل تشاطر هذه الفكرة؟
❊❊ إلى حد كبير لكن هنا أتكلّم عن المدربين الدين يتركون بصمة في الأندية التي يعملون فيها، ولا يقومون بالتجوال بين مختلف الاندية للربح المادي، وأضرب مثالا بالمدرب بلال دزيري الذي قام بعمل كبير في نصر حسين داي لكنه دفع الثمن لأن النتائج كانت سيئة في مباراة أو اثنين علما أن الفريق قد يمر بفترة فراغ، وهنا يجب الوقوف الى جانب المدرب واللاعبين، ولا يجب ترك تحميل المدرب وحده مسؤولية سوء النتائج لأنه جزء من المنظومة، وهناك عوامل أخرى قد تنعكس على نتائج الفريق كالتحكيم أو عدم جاهزية العناصر المهمة في الفريق وغيرها من العوامل التي يجب وضعها في الحسبان.
❊ هل تعتقد أنّ قانون منح كل فريق إجازتين فقط في الموسم قرار صائب؟
❊❊ هذا القرار لم ينعكس على الأندية بالعكس الأمور زادت عن حدها، وكأن الأندية تتحدى الاتحادية والرابطة بالقول إننا لن نعترف بهذا القانون، وإلا كيف تفسر قيام 12 فريقا منذ انطلاق الموسم بتغيير المدربين، لهذا فهذا القانون حسب رأيي غير منطقي ولن يكون له أثر إيجابي على التغييرات الفنية في الأندية بالعكس أعتقد أن الأمور ستزداد حدة في الفترة المقبلة، وهو ما يجعل الاتحادية والرابطة في ورطة لأنها ستكون مضطرّة لتطبيق القانون، ولا أستطيع تخيل إنهاء كل الأندية الموسم بدون مدرب بعد استنزاف الاجازات المتاحة في هذا المجال.