ارتبط اسم فريق رائد القبة في الماضي بكل مركز بأنها مدرسة حقيقية لكرة القدم الجزائرية، حيث كان التكوين في مقدمة اهتمامات مسيري هذا الفريق الذي تخرج منه العديد من «النجوم»، الذين ساروا بشكل موفق ضمن ناديهم وكذا الفريق الوطني، ومن بينهم محمد قاسي سعيد «وسط الميدان الذي لا يتعب».
أعطى قاسي سعيد طابعا خاصا لدور لاعب وسط ميدان محوري، بفضل نشاطه المكثف وعمله لصالح الفريق من خلال تمركزه الجيد وقدرته على «كسر» هجومات المنافس، وفي نفس الوقت التقاط الكرة بذكاء وتحويلها الى هجوم خطير بمساعدة لاعبي الهجوم.
تألّق محمد قاسي سعيد، وهو الشقيق الأكبر لكمال قاسي سعيد المدير الرياضي لمولودية الجزائر حاليا، ضمن فريق رائد القبة وكان من ضمن اللاعبين الذين ساهموا في اللقب الوحيد لحد الآن الذي ناله الفريق في موسم 1981 – 1982.
لياقته البدنية المعتبرة والعزيمة الكبيرة التي كان يلعب بها جعلته من ضمن أحسن اللاعبين الجزائريين في منصبه لفترة طويلة.
محمد قاسي سعيد من مواليد 2 ماي 1958، بدأ مشواره برائد القبة عام 1978 حيث تم الاعتماد عليه في منصب وسط الميدان، أين جلب الأنظار بشكل كبير كون الفعالية كانت ظاهرة في لعبه، مما أهّله للالتحاق بالفريق الوطني في عام 1980، رغم المنافسة الكبيرة التي كانت آنذاك بوجود عدد معتبر من اللاعبين المميّزين في مناصب وسط الميدان على غرار محيوز، بن شيخ، بوقادوم، سليماني....
تألّق قاسي سعيد شكل كبير في الفريق الوطني، وشارك في معظم المقابلات بالرغم من غيابه عن مونديال 1982 بإسبانيا.
وخاض وسط ميدان رائد القبة 46 مباراة مع الفريق الوطني من 1980 الى غاية 1988، حيث شارك في نهائيات كأس افريقيا 1984 و1986 بقيادة خالف محيي الدين وسعدان على التوالي.
والكل يتذكر الهدف البارع الذي سجله في تصفيات مونديال 1986 أمام المنتخب التونسي في ملعب المنزه بعد مباراة تاريخية لعبها الفريق الوطني، وفاز بها بنتيجة عريضة 4 – 1.
كما أن قاسي سعيد لعب مونديالا مميّزا بالمكسيك عام 1986، حيث كان من ضمن اللاعبين الذين أعطوا الكثير في هذه الدورة كونه لعب 3 مقابلات أمام إيرلندا الشمالية، البرازيل وإسبانيا.
ولعب قاسي سعيد تقريبا طيلة مشواره في رائد القبة، ما عدا موسم واحد أين تحول الى فريق اتحاد عنابة في موسم 1986 – 1987.
وللإشارة، فإنّ اللاعب السابق لـ «الخضر» تحوّل إلى عالم التحليل الرياضي بمشاركاته المتواصلة في الحصص الرياضية ضمن القنوات التلفزيونية.