رفعت التحدي بموافقتها على قيادة المنتخب الوطني لكرة القدم السيدات خلال نهائيات أمم أفريقيا التي ستجري وقائعها بغانا بداية من الـ 17 نوفمبر، الدولية الجزائرية السابقة راضية فرتول أكدت في حوار لـ «الشعب» أنها على دراية تامة بالمهمة التي تنتظرها على رأس المجموعة وأن المأمورية لن تكون سهلة، لكنها مستعدة لتقديم كل ما لديها لتشريف الألوان الوطنية، معبرة عن أملها في تطور الكرة النسوية الجزائرية في السنوات القادمة من خلال الإعتماد على التكوين القاعدي الذي يعد أهم عامل للارتقاء لمصاف الدول الأفريقية.
«الشعب»: كيف تجري التحضيرات للبطولة الأفريقية بغانا؟
«راضية فرتول»: قبل الحديث عن أجواء التحضيرات يجب أن يعرف الجميع الظروف التي مر بها المنتخب الوطني لأنه بعد رحيل المدرب السابق عز الدين شيح الذي أشرف على العارضة الفنية منذ سنة 1999 إلى غاية الـ 10 جوان الماضي عندما حققت المجموعة التأهل للموعد القاري في شهر رمضان على حساب الفريق الإثيوبي، ومنذ هذه الفترة وإلى غاية الـ 30 أوت وهو تاريخ الذي تم تعييني على رأس التشكيلة بقيت اللاعبات من دون تحضيرات لمدة ثلاثة أشهر، وهذا ما أثر على الجانب البدني، إضافة إلى ذلك البطولة الوطنية إنطلقت متأخرة كثيرا وهذا ما يعني أن الأمور صعبة جدا حتى نعيد التوازن للمجموعة في ظرف قصير جدا ولن نتنقل لغانا في ثوب الضحية، بل سنلعب كل حظوظنا بحول الله.
.: ما هي الإستراتيجية المنتهجة لتدارك التأخر؟
أول تربص مع المجموعة كان بتيكجدة من 1 إلى 15 سبتمبر ركزت خلاله على التحضير البدني بصفة عامة مع اللاعبات، إضافة إلى العمل النفسي الذي يعد مهم لهن بعدما تم تغيير المدرب الذي تمكن من تحقيق التأهل معهن لأنهن تعوّدن على طريقته في اللعب، ولكن كان لي الشرف بتواجدي بالقرب من اللاعبات بحكم أنني لاعبة دولية سابقة ثم مدربة وطنية مساعدة لشيح عز الدين من 2007 و2009، ودربت ضمن البطولة الوطنية، كما كنت من المكتب الفديرالي وكنت أتنقل مع الوفد في خرجاته ما سمح لي بالبقاء قريبة من الفريق وكل هذه المعطيات خدمتني كثيرا لأنني أعرف كل صغيرة وكبيرة عن التشكيلة الحالية ، بعدها كان هناك تربصا ثانيا من 18 إلى 23 سبتمبر بسيدي موسى واصلنا في العمل البدني ودخلنا تدريجيا في العمل التكتيكي ودخلنا في معسكر ثالث ببني مسوس لمدة 9 أيام، اقترحنا على الإتحادية بضرورة لعب لقاءين بعدها جاءتنا فرصة لكي نلعب لقائين وديين مع المغرب بين 15 و23 أكتوبر.
.: هل مواجهة المغرب كافية للتحضير لبطولة كبيرة؟
تنقلنا للمغرب بـ 23 لاعبة أعطيت الفرصة لـ 20 لاعبة من بينهم حارستين من أصل ثلاثة ما سمح لنا بأخذ فكرة عامة عن طريقة اللعب في مختلف المناصب، وفي نفس الوقت خدمتنا كثيرا بدنيا وتمكنا من رفع المستوى بدليل أننا إنهزمنا في المباراة الأولى لكن فيما بعد تداركنا الوضع وقمنا بتصحيح بعض الأخطاء في اللقاء الثاني وكانت رد فعل إيجابية رغم نقص المجموعة من خدمات 5 لاعبات أساسيات، وهذا ما يعني أن تربص المغرب كان جد مهم بالنسبة لنا من كل النواحي وركزنا على مواصلة العمل في الجزائر، وسنختم بتربص أخير بالعاصمة الإفوارية أبيجان من 4 إلى 14 نوفمبر لأن هذا البلد لديه نفس المناخ الموجود في غانا ما سيساعد اللاعبات على التأقلم مع الأجواء بعيدا عن الضغط، وسأعمل على خلق تجانس بين الخطوط الثلاث في الأيام القادمة أي قبل بداية المنافسة الرسمية التي ستكون أول مواجهة ضد البلد المنظم أي غانا في 17 من الشهر الجاري.
.: ماذا ينقصنا حتى نتمكن من تكوين فريق قوي ينافس على المراكز الأولى؟
شاركنا في أربعة نهائيات من قبل والعوامل معروفة دون الحديث عن أدغال أفريقيا والمناخ أي بصفة عامة الرياضيين ذكور أوإناث الأفريقيين لهم صفات بدنية طبيعية يمتازون بها، لكن التكوين هو المشكل بالنسبة لكرة القدم النسوية في الجزائر لأنه لم يكن بصفة مدروسة بدليل أن الجيل الأول الذي أنتمي له أنا بدأنا في سن متقدم أي 18 و19 سنة، ولم يسبقه عمل، الجيل الثاني بدأ في سن 15 سنة و 16 سنة ومثلما هو معروف التكوين يكون في سن 7 إلى 9 سنوات، وهذا ما كان ينقصنا لأننا لم نمر ببعض المراحل رغم أهميتها، صحيح تمكنا من تحقيق التأهل أربع مرات لكن يجب أن يكون عمل قاعدي بداية من المدرسة التي تعد أساس النجاح بدليل تواجد نقص كبير بالنسبة للاعبات وسط الميدان ولكن في السنوات القادمة أعتقد أن الأمور ستتغير من خلال تجسيد مشروع التكوين الذي صادقت عليه الإتحادية قبل 8 أشهر من الآن.
ما هي الأمور التي يتضمنها هذا المشروع؟
البرنامج الذي قمنا بإقتراحه على رئيس الإتحادية وأعضاء المكتب التنفيذي يهدف إلى رفع من مستوى الكرة النسوية من خلال إنتهاج مدارس خاصة بالكرة النسوية في الفئة العمرية التي تتراوح أعمارها بين 6 و11 سنة لكي نسمح لهن بالمرور في كل المراحل وتمت المصادقة قبل 8 أشهر من الآن، وحاليا لدينا 55 فريق فقط والإتحادية تحمل على عاتقها كل التكاليف لكن هذا غير كافي وأتمنى أن يكون في السنوات القادمة تطور خاصة في ما يتعلق بحراس المرمى، أتمنى أن تنشأ النوادي المحترفة على الأقل 16 فريقا الناشط في القسم الأول فرع خاص بالجانب النسوي مثلما هو عليه الحال في فرنسا وإسبانيا حتى يكون لدينا جيل في المستقبل قادر على تشريف الجزائر ومسايرة التطور الذي تشهده بعض الدول الأفريقيا على غرار كل من نيجيريا وجنوب أفريقيا بدليل أنهما يشاركان في كأس العالم.
كيف تتطلعين لمراكز التكوين التي تنجزها الإتحادية مستقبلا؟
التكوين لن يكون على المدى القصير هناك عمل كبير من طرف المسؤولين وستكون هناك وثبة حقيقية في المستقبل لأن المراكز جد مهمة وعلينا أن نركز على الجهات الأربعة التي تعرف نشاط كبير في كرة القدم النسوية والأمر يتعلق بكل من العاصمة، ورقلة، قسنطينة، وهران، وللإشارة فإنها المرة الأولى التي يدخل فيها ثلاث منتخبات في تربص في نفس الفترة والأمر يتعلق بالفريق أ و أقل من 20 سنة، إضافة إلى اللاعبات أقل من 17 سنة بعد العملية الإنتقائية التي قمنا بها في الرابطات الجهوية الأربع قبل أسبوعين.