أثنى محمد مخازني في حوار لـ «الشعب» على الخطوة التي ستقوم بها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بانشاء 4 مراكز للتكوين في انتظار تجسيد مشاريع اخرى في نفس المجال و تمنى مخازني الاستمرارية في هذا المنوال .
اكد مخازني ان نجاح مراكز التكوين مرتبط بالأساس بعدة عوامل أهمها ان يكون التأطير محلي اي الاعتماد على مدربين محليين في عملية التنقيب عن المواهب الصاعدة قبل ضمها الى هذه المراكز . لم يفوت مخازني الفرصة ليؤكد ان البيئة على مستوى الاندية يجب ان تتغير نحو الاحسن لضمان الاستمرارية في تطور مستوى اللاعب من مراكز التكوين الى الميدان و هو الامر المتوفر في الأندية .
(الشعب): هل ترى قيام الفاف بإنشاء 4 مراكز تكوين أمر ايجابي أم سلبي ؟
مخازني – بحسب رأيي فهو أمر ايجابي للكرة الجزائرية لأن التكوين هو السبيل الوحيد للنجاح و ضمان الوفرة في المواهب و العناصر القادرة على الرفع من مستوى الكرة الجزائرية في المستقبل، و كما تعلمون فالاندية هي التي يجب ان تقوم بهذا الامر و بالنظر الى انها لا تقوم به فقد اخذت الاتحادية على عاتقها هذا الامر، خاصة انها تملك الامكانيات و كان عليها انتهاج سياسة ملء الفراغ في هذا المجال و لا يجب نسيان أننا نجحنا في هذا الامر في السابق مع الاتحادية السابقة التي كانت تشرف على اكاديمية الفاف التي سمحت ببروز عدة لاعبين مميزين هم الآن ينشطون في افضل الاندية الجزائرية وهناك حتى من احترف في الخارج على غرار فرحات و درفلو، لكن الامر المهم و الذي سيضمن نجاح هذا المشروع هو الاستمرارية و بدونها لن يكون هناك أي نتائج ايجابية خاصة اننا شهدنا على تكسير المشروع السابق رغم نجاحه أي أكاديمية الفاف .. لكن للاسف الامور عادت الى نقطة الصفر من جديد و نجاح هذه التجارب سواء فيما يخص مراكز التكوين التي ستقوم بانشائها بعض الاندية في الفترة المقبلة فالنجاح مرتبط بالاستمرارية لان التكوين امر ليس آني اي يحدث بين ليلة وضحاها لكن يتطلب وقتا من اجل قطف الثمار التي انا متاكد انها ستكون جـيدة و في المستوى بالنظر الى توفر المواهب رغم انني اتمنى ان يتم انشاء مركز اخر في التكوين في الوسط لان الخامة موجودة في منطقة الوسط ولا ادري لماذا حدد الامر في انشاء مركزين في الشرق و الغرب فقط .
هل أنت مع الاعتماد على مدربين أجانب في عملية التنقيب على المواهب ؟
هنا اختلف معك و مع من اتخذ هذا القرار ان حصل فعلا لانه سيكون خطأ كبير فمن يقوم بالتنقيب عن المواهب يجب ان يكون محلي يعرف الجغرافيا و التاريخ و يدرك ما هي نقاط قوة و ضعف كل لاعب قبل انضمامه الى مراكز التكوين.. و في حالة حدوث العكس خطأ كبير و سيكون له اثر سلبي فيما بعد على طريقة التكوين في حد ذاتها فلكل منطقة صفات و مزايا معينة عكس المنطقة الاخرى .
هناك من يرى ان هذا المشروع فاشل لسببين هما غياب بيئة صحية في الأندية تسمح بالتطور الفني لهاته الفئة من اللاعبين بعد خروجها من مراكز التكوين ؟
بالطبع لنجاح مشروع مراكز التكوين هناك شروط اهمها مرافقة هذا المشروع من طرف الاندية من خلال توفير الظروف الملائمة لبروز اللاعبين من الناحية الفنية بعد انتقالهم من الحياة النظرية الى الحياة العملية و الاحتكاك بالواقع من خلال لعب المباريات و الانضمام لاندية لديها اهداف رياضية يجب تطبيقها و غياب بيئة صحية تساهم في بروز هذه الفئة من اللاعبين سيضرب بمصداقية هذه المراكز لانها ستكون تحت المجهر و في حال فشل مجموعة من اللاعبين خرجت من هذه المراكز سيحكم على هذه الاخيرة بالفشل رغم انها غير مسؤولة عما يحدث في الاندية .. أما المعيار الجغرافي في عملية الاختيار الاولي يجب ان تراعى و هنا لا اشاطر رئيس الفاف عندما يقول ان هذه المراكز وطنية و ليست جهوية اي يمكن ان نأتي بطفل موهوب من عنابة و نقوم بتكوينه في تلمسان و هو خطأ كبير لأن هذا الطفل من الناحية النفسية لديه احتياجات لن يكون بمقدوره تلبيتها بحكم بعده عن العائلة و تكوينه في هذه البيئة لن يكون له اثر ايجابي عليه بالعكس سيكون له اثر سلبي .