بنبرة عشقه الكبير للكرة المستديرة وبخبرة السنين التي قضاها في واحد من أعرق الأندية الجزائرية وأكثرها حصدا للألقاب الوطنية والقارية «شبيبة القبائل»، محفوظ بوقادوم الذي ترك بصماته في المنتخب الوطني أبى إلاّ أن يفتح قلبه ويتحدث إلينا بصراحته، فكان لنا معه هذا الحوار.
❊الشعب: كيف يلوح لك الاحتراف الكروي على مستوى الأندية؟
❊❊ محفوظ بوقادوم: تمنينا كلاعبين دوليين وعارفين لأسرار الكرة المستديرة وما تحتاجه، هو أن يبدأ الاحتراف مع 4 إلى 5 فرق ذات الإمكانيات المقبولة على اتحاد الجزائر، شبيبة القبائل، وفاق سطيف، مولودية الجزائر، مولودية وهران وآخرين...
❊ هل من توضيح أكثر؟
❊❊ اليوم كما يشاهد الخاص والعام والعارفين للكرة وغير العارفين لها، فهو يشير بذهنيات بعيدة عن الكرة لا تفهم من كلمة الاحتراف إلا الاسم وهذا هو الغلط الذي أدى بالاحتراف إلى عديد المشاكل، وعلاجه يتطلب مجهودات لإنقاذه والعودة به إلى المسار الصحيح.
❊ أين الحل في نظرك؟
❊❊ إذا أردنا أن نعود إلى أيام الكرة الجميلة والفرجة، هو وضع النقاط على الحروف في تسيير الأندية المحترفة وتقنين شروط تخدم الفريق وتنهض بالاحتراف الذي جاء ببنود لكنها لم تطبق.
❊ ألا ترى بأن هناك أمور أخرى بمعنى أن تساهم في إخراج الاحتراف إلى برّ الأمان؟
❊❊ يجب أن يقوم مسؤولو الفرق بواجباتهم جيدا وهو القيام بخلق مراكز للتكوين الذي يشمل كل الفئات من المدرسة إلى هرم الفريق الأول، وتكون المتابعة الميدانية من طرف مختصين في التكوين ويعرفون كيف يصلون بالتكوين إلى ما هو أفضل، والخروج بنخبة وطنية واعدة يمكن أن تستفيد منها النخب الوطنية برمتها.وكما نلاحظ جميعا بأن التكوين غائب من بيت الأندية، الشيء الذي يصعب كثيرا على النهوض بالاحتراف، والدليل أن المنتخب الوطني الأول يفتقد للاعبين المحليين، ولذلك حان الوقت للبحث عن الوصفة الطبية الناجعة لجعل الاحتراف محطة عبور لما هو أفضل وأنجح للكرة في الجزائر.
❊ وماذا في زمنكم عندما كنت لاعبا؟
❊❊ يعتبر زماننا بالفترة الذهبية ومليء بالنتائج، حيث كان الإصلاح الرياضي محطة للاحتراف، وخرج من رحمه نجوم كثيرون، والدليل أن نجوم ذلك الزمان وصلوا إلى حصد الميداليات الذهبية (الألعاب المتوسطية «1975» - والألعاب الإفريقية «1978» والكأس الإفريقية «1990» والوصول عن جدارة واستحقاق إلى نهائيات كأس العالم «1982 – 1986» بخيخون ومكسيكو)، وأغلب اللاعبين كانوا ينشطون في البطولة المحلية، معنى هذا أن المسؤولين في ذلك الزمان كانوا من العارفين لما قيمة العمل من أجل مصلحة الكرة المستديرة وما هي «الميكانيزمات» التي تليق بها.
❊ واليوم، كيف ترى التّسيير؟
❊❊ هناك فرق تسير بطريقة جيدة وبعقلانية ولها طموحات كبيرة في تطبيق الاحتراف، على غرار شبيبة القبائل، اتحاد الجزائر، مولودية الجزائر، وفاق سطيف ومولودية وهران، وبدأت هذه الفرق حاليا تفكر في تكوين مراكز للتكوين وهذا بشيء إيجابي وأصبحت نموذجا يهتدى به. أما باقي الفرق فلديها مشاكل في التسيير، فما على رؤسائها أن يتفطنوا، خاصة في مجال تطوير الكرة، ولذلك يجب عليهم وضع خريطة عمل للنهوض بفرقهم إلى المستوى الأعلى، ويبحثون عن التدعيم المناسب لنجاح مهمتهم قبل فوات الأوان.
❊ ظاهرة العنف عادت إلى ملاعبنا، ماذا يقول بوقادوم ؟
❊❊ كلمة العنف هي في حد ذاتها غير محبّبة في أي مجتمع، ولذلك فإن هذه الظاهرة التي نشاهدها هنا وهناك لها أسبابها، خاصة إذا كان اللاعبون فوق الميدان لا يقدمون مردودا أحسن، يضاف إليها قرارات بعض الحكام العشوائية، دون أن ننسى غياب التكوين البيداغوجي في بيت الأندية قبل وبعد المباريات.
❊ ما هو الحل في نظركم؟
❊❊ الحل يكمن في معالجة هذا الوضع عن طريق اللقاءات الدورية مع الشباب، خاصة المجتمع المدني وهذا قصد رفع شعار لا للعنف، خاصة وأن دور الأندية ورؤسائهم لهم دور كبير في تكوين لجان مثلما كان في الثمانينات والتسعينات، وإعطائها الإمكانيات اللازمة حتى تقوم بدورها في توعية الشباب، بهذا يكون رد الفعل إيجابي وعودة الطمأنينة إلى ملاعبنا مثل السنوات الماضية التي كان المناصر فيها يعرف ما له وما عليه.
❊ كيف ترى مستقبل الخضر؟
❊❊ أعتقد أن بلماضي وجد في بداية عمله التوليفة المناسبة، والتي تجمع كوكبة مناسبة لتخطي عقبة ما تبقى من التصفيات القارية للوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا 2019، وهذا كله مؤشر إيجابي لنجاح الكرة الجزائرية.
❊ بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟
❊❊ أشكركم على هذا اللقاء المتميز، كما أتمنى فقط من رؤساء الأندية أن يتحلوا بالمسؤولية لتكوين فرق في أعلى مستوى، لأن كل الظروف مواتية لهم وللجيل المتواجد بين أيديهم حتى يكون خير خلف لخير سلف.