وصف مدرب نادي مقرة عزيز عباس في حوار خاص لجريدة «الشعب» ولُوج عالم الإحتراف بالتسرع بالنظر إلى غياب الشروط اللازمة من أجل إنجاح هذا المشروع الكبير الذي يتطلب ملفا متكاملا من كل النواحي بداية من المنشآت، دفتر الشروط، توفر النوادي على الأموال أو قدراتها على أن تصبح شركات ذات أسهم، كما أكد أن الإحتراف هو ثقافة في حد ذاتها، وهذا ما جعلنا نفشل في هذه الخطوة رغم مرور 8 سنوات كاملة على إنطلاق المشروع.
❊ الشعب: كيف تصف 8 سنوات من دخولنا عالم الإحتراف؟
❊❊ عزيز عباس: الإحتراف في الجزائر يبقى مجرد حبر على ورق رغم مرور 8 سنوات على إنطلاق المشروع، لأننا لم نلمس أي تغيير في الميدان باستثناء المبالغ الخيالية للاعبين، حيث لا يوجد فرق بين النوادي المحترفة والهاوية سوى في فرص المشاركة ضمن المنافسات الخارجية العقود، عدا ذلك الأوضاع نفسها بين الطرفين ولم نشاهد أي تغيير في كل الجوانب ما يعني أننا لم نتمكن من تجسيد الإحتراف على أرض الواقع، أي بمفهوم آخر فشلنا بصفة كبيرة في تطبيق البرنامج الذي يتطلب دفتر شروط متكامل، أي ضرورة توفر عدة معطيات نحن الآن لازلنا نفتقدها في الجزائر.
❊ ما هي الشّروط التي يجب أن تتوفّر لكي ننجح في الإحتراف؟
❊❊ لكي نتمكن من النجاح يجب أن تتوفر شروط عديدة، في مقدمتها المنشآت الرياضية على غرار الملاعب المجهزة بالتقنيات الحديثة التي تواكب التطور الحاصل في كل دول العالم، مراكز التكوين لأن النوادي المحترفة في الجزائر كلها لا تملك ملاعب خاصة بها ولا تركز على التكوين رغم أن هذا الأخير هو أساس النجاح، والذي من خلاله تستطيع إمتلاك لاعبين في المستوى العالي ويلعبون على المدى البعيد والأكثر من ذلك النوادي لا تملك ملاعب من أجل التدريبات وكذا تكوين الحكام والمدربين إضافة إلى عدة نقاط أخرى.
❊ فيما تتمثّل هذه النّقاط التي تساهم في تجسيد الإحتراف؟
❊❊ الأمور الأساسية غير متوفرة لأن الإحتراف هو ذهنيات وثقافة قبل أي شيء آخر، لكن في الجزائر المفهوم خاطئ والجميع يعتقد أن هذا المشروع هو عبارة عن أموال فقط بدليل المبالغ المالية الكبيرة التي تصرف دون تحقيق أي نتيجة من طرف النوادي الكبرى التي لا تملك ملعبا خاصا بها على غرار مولودية الجزائر التي تعتبر عميدة الأندية، مع تهميش الفرق التي تعتبر مدارس في التكوين على غرار أولمبي العناصر، رائد القبة، نصر حسين داي، جمعية وهران، إتحاد الحراش ما يعني أن المعادلة عكسية التركيز على الأموال وإهمال التكوين.
❊ كيف ترى مستقبل الاحتراف؟
❊❊ الدولة أخذت على عاتقها دعم المشروع لعدة سنوات من أجل مساعدة الأندية من الناحية المادية حتى تتأقلم مع الوضع الجديد، إلا أنه وبعد مرور 8 سنوات لم نلمس أي تغيير أو تحرك من طرف المسؤولين على الفرق باستثناء الصرف اللاعقلاني للأموال الطائلة، وذلك راجع لغياب أهل الكرة في أغلب الأحيان وعدم تكوين الإطارات قبل دخول مجال الإحتراف جعلنا نصل لهذه النتيجة أي فشل كبير في بلوغ الهدف المسطر لأن المسؤولين تسرعوا في إتخاذ القرار وكان عليهم أن يبدأوا ببعض الفرق التي تتمكن من تجسيد دفتر الشروط وليس عيب أن تكون الإنطلاقة بأربعة نوادي ثم يتم التعميم بصفة تدريجية.
❊ ما هي الحلول اللاّزمة من أجل التّدارك؟
❊❊ أكيد هناك حلول حيث كان من الأجدر الدخول بعدد قليل من الأندية، وبهذا نقلّل الضغط على النوادي الأخرى التي لا تستطيع تحمل الشروط المفروضة في هذا المجال خاصة في الجانب المادي ما يجعلها تعاني من العجز والمديونية، مثلما نشاهد في نهاية كل موسم نجد لاعبين في لجنة النزاعات من أجل المطالبة بمستحقاتهم لأن الأموال التي تقدمها البلدية والولاية غير كافية في ظل غياب ممولين خواص ما يجعل الأمور تسير بطريقة غير منظمة، ما يتوجب على المسؤولين في الإتحادية والرابطة إعادة النظر في كل التفاصيل لتصحيح الوضع والعودة إلى الطريق الصحيح بتوفير كل الشروط اللازمة وفقا لإستراتيجية مدروسة بإشراك كل الفاعليين وأهل الكرة.
❊ هل ينجح المشروع في السّنوات القادمة؟
❊❊ إذا تمّ توفير المنشآت ودفتر الشروط وعدم التساهل مع الأندية مثلما هو عليه الحال الآن والتركيز على التكوين أكيد سننجح مستقبلا، لأن الأندية يجب أن تمتلك ملاعب مجهزة ومتحف خاص بها ومحل لبيع المنتجات الخاصة بها كل هذه الأمور لها علاقة مباشرة مع الإحتراف الحقيقي، والإعتماد على أبناء الكرة مثلما يحدث الآن في شبيبة القبائل بعودة أبنائها تمكن النادي من الخروج من الدوامة والآن أصبح يحقق نتائج إيجابية، شبيبة الساورة هي الأخرى في الطريق الصحيح رفقة إتحاد العاصمة ، وفاق سطيف لأن الإحتراف يتطلب ملفا واسعا جدية و صرامة.