مرّت سنوات على دخول الجزائر عالم الاحتراف في مجال كرة القدم، لكن لحد الآن الأمور مازالت تراود مكانها بخصوص العديد من النقاط خاصة تطبيق ما جاء في دفتر الشروط للوصول إلى مرحلة الاحتراف الحقيقي.
من إجل الوصول إلى الاحتراف الحقيقي كان من الواجب على الاندية تطبيق دفتر الشروط الذي ينص على عدة نقاط لم تتوفر لحد الان لدى جل الاندية، وهو ما يجعل الاحتراف الموجود حبرا على ورق فقط ومقولة يتغنى بها مسؤولو الاندية.
من بين الأمور التي لم تتحقق لحد الآن لدى جل الاندية هو امتلاكها لملعب رئيسي ومركز للتحضيرات، وهي الشرط الذي يبقى صعب المنال في ظل تزاحم الاندية على الملاعب الموجودة.
وفي العاصمة مثلا نجد ملعب 20 أوت يتقاسمه ناديا شباب بلوزداد ونصر حسين داي، ونفس الامر ينطبق على ملعب بولوغين الذي يتقاسمه اتحاد العاصمة ونادي بارادو، ضف الى ذلك افتقار هذه الاندية لمراكز للتحضير، حيث تضطر للتحضير في الملاعب الجوارية او على الملاعب الرئيسية.
وحتى عندما يتعلق الامر باجراء تربصات تحضيرية تقوم هذه الاندية بالسفر الى الخارج من أجل إجراء التحضيرات بالنظر الى افتقادها الى مراكز للتحضير تضمن لها التحضير الجيد للمواجهات التي تنتظرها.
ويبقى العامل الأخر الذي لم يتحقق لحد الآن هو مراكز التكوين، حيث يطالب دفتر الشروط الاندية بضرورة بناء مراكز تكوين خاصة بتكوين اللاعبين من الاصناف الصغرى الى غاية الفريق الاول، ونرى أن خطوات أولى بدأت بها بعض الأندية.
كما يتطلّب امتلاك مركز تكوين أيضا تواجد مؤطرين مؤهلين للقيام بهذه المهمة، وهو الأمر الذي لا يتوفر لدى جل الاندية التي تمنح هذا المنصب لبعض المدربين الذين لا يفقهون شيئا في التكوين.
من جهة يستوجب على الاندية التحول من جمعيات رياضية الى شركات، وهو الامر الذي سيمنعها من الحصول على الدعم المالي الذي تتحصل عليها الجمعيات من طرف الهيئات الوصية، إلا أن هذا الامر لم يتحقق لحد الآن.
وتنتظر معظم الأندية مساعدة السلطات العمومية عند انطلاق كل موسم من أجل الايفاء بالتزاماتها اتجاه اللاعبين والمسيرين والجهاز الفني، وهو الامر الذي يؤكد أن هذه النقطة لم تتحقق على ارض الواقع.
ويتطلب من الاندية عند التحول من جمعيات رياضية الى شركات ضرورة البحث عن مصادر تمويل جديدة بعيدة عن دعم الدولة من خلال عقود اشهارية او تمويلية متوسطة او بعيدة المدى تضمن للنادي الاستقلالية المالية.
وتتحول المكاسب المالية التي تتحصل عليها الاندية من خلال العقود الاشهارية أو التمويلية حسب دفتر الشروط الى تحسين واجهة الفريق من حيث التكوين، وأيضا تحسين مستوى الهياكل التي يتوفر عليها على غرار الملعب أو مركز التحضير قبل التفكير في التعاقد مع اللاعبين.
مؤشّرات إيجابية وجب تثمينها
من بين المؤشرات الايجابية التي وجب تثمينها هو توفر بعض النقاط التي تحققت على أرضية الميدان عكس ما كان عليه في السابق على غرار تسقيف الاجور والتعامل عن طريق البنوك.
ويشترط دفتر الشروط على الاندية تسقيف الاجور، حيث لا يجب أن يتعدى اللاعب الاعلى أجرا الـ 500 مليون سنتيم، وهو الامر الذي يتوفر الان على مستوى الاندية بما أنه لا يوجد لاعب في البطولة يتعدى أجره هذا الرقم.
كما أن دفتر الشروط يشترط على الاندية التعامل مع اللاعبين عن طريق البنوك من خلال صب مستحقاتهم المالية في ارصدة معروفة على مستوى مختلف البنوك، وهو الامر الذي تقوم به الان معظم الاندية.
وكانت الاندية في السابق تتعامل مع اللاعبين بعيدا عن اعين الرقابة من خلال منحهم الاموال دون مبرر قانوني من خلال رصيد بنكي، وهو الذي جعل سيولة مالية كبيرة خارج أعين الرقابة، لكن الامور الآن اختلفت عما كانت في السابق.
ونفس الأمر ينطبق الان على مستوى الاجور التي تم تسقيفها بطريقة لاإرادية إن صح القول بما أن الازمة المالية التي ضربت جل الاندية انعكست على الاجور الشهرية للاعبين التي لم تتجاوز السقف المحدد في دفتر الشروط.