عشّاق العميد القدامى يتذكّرون لحد الآن صاحب اليسرى السحرية على الرواق الأيسر لدفاع المولودية العاصمية، إنه محمد عزوز الذي صال وجال في الملاعب بتقنياته وذكائه في «قراءة اللعب» لصالح زملائه والفريق ككل، حيث كان لسنوات طويلة لاعبا أساسيا وساهم بنسبة معتبرة في التتويجات العديدة لأصحاب الزي الأحمر والأخضر.
عزوز الذي «أمتع» الأنصار الذين يعطون أهمية للعب الجميل من خلال «احتكاره» للرواق الأيسر في الدفاع، وكان يتغلب على مهاجمي الفريق المنافس بالذكاء والتمركز الجيد، وفي تنسيق تام مع العناصر الأخرى التي تشكل الخط الخلفي للمولودية على غرار زنير، محيوز، جمعة، عمروس صادق...
ويحوز محمد عزوز على عدد كبير من الألقاب التي نالها مع العميد، حيث تمكّن من التتويج بلقب البطولة الوطنية 5 مرات، كأس الجمهورية مرتين، الكأس المغاربية مرة واحدة، وكأس افريقيا للأندية البطلة مرة واحدة..مما يعني أنه من ضمن اللاعبين الذين كتبوا تاريخ المولودية بأحرف من ذهب في السبعينيات من القرن الماضي الى جانب لاعبين مميّزين على غرار بتروني، باشي، المرحوم دراوي، زنير، كاوة، أيت موهوب، بوسري...
ويمكن القول أن عزوز امتاز على مر السنين في تشكيلة المولودية باختصاصه في تنفيذ ضربات الجزاء، حيث كان يتقن هذه العملية بتركيز كبير وذكاء في رمي الكرة في مكان أمام القائم الأيمن والأيسر التي يصعب على أي حارس الوصول اليها،
وكم من مرة ساهم في عودة المولودية في أوقات صعبة بفضل اتقانه لتنفيذ ضربة الجزاء وسجل عدة أهداف في مشاركات فريقه في كأس إفريقيا، إلى جانب الروح الرياضية العالية التي كان يعرف بها في كل الملاعب.
ومحمد عزوز من مواليد 8 سبتمبر 1950 بالعاصمة، بدأ مشواره الكروي في الأصناف الصغرى بفريق اتحاد سوسطارة بالعاصمة، قبل أن يتنقل الى المولودية بعد أن تم اكتشاف إمكانياته الكبيرة، ويروي قدامى أنصار العميد أن عزوز بدأ مسيرته الناجحة مع الفريق في عام 1971 وتألق بصفة تدريجية وأصبح أساسيا، خاصة بعد أن تعرض المدافع الأيسر للمولودية شيخ في احدى المقابلات، وتعوّد الجمهور على فنيات والعمل الكبير لعزوز في دفاع المولودية التي بقي وفيا لها لمدة 11 سنة كاملة، حيث أنهى مشواره بها عام 1982 وكان سنه 32 سنة، وترك الفرصة للاعبين الشبان.
وتحوّل عزوز بعد ذلك الى عالم التدريب في الفئات الصغرى أين قدم نصائح للشبان من خلال مهاراته المعترف بها وخبرته الطويلة في الميادين.
وبالرغم من تألقه في المولودية، إلا أن عزوز لم يتم استدعاءه للمنتخب الوطني الأول.
