في إطار إحياء سهرات الشهر الفضيل، نظّمت الجمعية الوطنية تراث «جزايرنا» وبالتعاون مع المتحف الوطني الباردو وتزامنا مع اليوم الوطني للفنان قعدة تراثية أعادت الحاضرين إلى قعدات الزمن الجميل، زمن «لمة» الأهل والأحباب وسهرات الفال والألغاز والبوقالات، وتم خلالها تكريم موهبة فنية صاعدة.
أشارت فايزة رياش رئيسة جمعية «تراث جزايرنا « في تصريح لـ «الشعب»، أن «متعة رمضان لا تكتمل في الجزائر عادة إلا بلقاء العائلة وتقاسم بركات هذا الشهر معا»، وقد كانت لسهرة «تراث زمان في قعدة رمضان نكهة خاصة بتزامنها مع إحياء الجزائر لليوم الوطني للفنان».
وتضيف رياش: «الجمعية الوطنية تراث جزايرنا تشجّع كل المواهب إذ لكل منّا طريقته في الترويج للموروث الثقافي، فكانت الالتفاتة بالمناسبة لتشجيع الطفلة صارة بدعيدة صاحبة 16 عاما صاحبة موهبة الرسم على الزجاج، والتي حضرت القعدة بلباس شاوي تقليدي أصيل مزين بحلي الفضة الأوراسية». ما يميز فن صارة هو «اهتمامها بكل ما هو تقليدي أصيل، إذ تحمل أعمالها الفنية صور الحلي والألبسة التقليدية الجزائرية وهي محاولة منها للترويج لجمال تقاليدنا الوطنية».
وقد قامت الجمعية خلال السهرة الرمضانية التي ميزها تقليد البوقالة والألغاز وحضور الكثيرين من المشاركين باللباس التقليدي، بتكريم المبدعة الفتية صارة، الى جانب الفنان عبد الغاني منير من متحف الفنون والتقاليد الشعبية والسيدة جميلة صاحبي التي تساهم في الحفاظ على موروث البوقالة.
للإشارة، تقول رئيسة الجمعية إن سهرة «تراث زمان في قعدة رمضان» هي السهرة الثانية من نوعها التي تنظّمها الجمعية خلال الشهر الفضيل في إطار نشاطاتها للتواصل مع المواطن الجزائري، ولاستذكار عاداتنا وتقاليدينا الجميلة التي كان يصنعها سحر القعدة والبوقالة والفال، وقصائد الملحون.
وقد شهدت السهرة الى جانب البوقالة والفال، إلقاء بعض من قصائد الملحون من مثل قصيدة «القهوة ولاتاي» تقديم بعض من الألغاز من التراث القديم وطقوس الحنة مع كلام ملحون يشبه كثيرا موال «أشويق»، والذي يرافق عادة الحنة للعروسة.