خلف التدفق الكبير للعائلات على أروقة دار الثقافة بولاية الشلف لحضور لوحات موزايكية ضمن مشاهد ثقافية بطعم السهرات الرمضانية التي أحيتها كوكبة من الفنانين والفرق المسرحية والإنشادية والموسيقية المحلية منها والعاملة ضمن التبادل بين الولايات.
الإقبال الكبير صنعته مظاهر الفرجة الذي وفّرته الفرق الفنية التي برمجتها مديرية دار الثقافة ضمن أطباق متنوعة شدّت إليها مئات العائلات والشباب الذواق للطابع الشعبي والحوزي والأندلسي والإنشاد الديني ونشاط الركح المسرحي ضمن فرق من داخل الولاية وخارجها، الأمر الذي فسح مجال التنوع في الطبوع التي شهدها هذا الجميل والرائع بهندسته الإبداعية وتصاميم زخرفته التي شدّت الحضور على مدار الأيام المنصرمة، يقول الجمهور العريض الذي حجّ إلى دار الثقافة بأعداد كبيرة، يقول عنها المتتبّعون للمشهد الثقافي أنها بوّابة الإنطلاقة للقائمين على تسيير أنشطة ذات الهيكل الذي عرف، حسب تصريح مديره جيلالي دحماني سهرات فنية راقية في الطابع الشعبي من تنشيط الفنانين طاهر شاوش وجمال مغاريا وخليفة برابحة. أما في ما يتعلق بالطرب الأندلسي الذي استقطب هوالآخر جمهورا غفيرا وعائلات فاق عددها كل التوقعات داخل الوسط الشلفي، خاصة مع وصلات جمعية العثمانية للطرب الأندلسي وأوتار تنس والفن الأصيل والأغنية الصحراوية لفرقة السلام لمدينة الأغواط بقيادة برحال رياض، والملحمة الفنية الغنائية التي رتّبت نشاطها بالتنسيق مع دار الثقافة بالشلف والديوان لوطني للثقافة والإعلام.
ولم يتوقّف هذا التنوع المتميّز الذي حرّك لواعج الفن الأصيل، وسكب نفحات إبداعية حالمة تارة وموقظة لشعور التوهج الذي عاشته العائلات في سهرات رمضانية لم تخل من جانب آخر من المشاهد المسرحية التي استقطبت هي الأخرى العائلات والشباب والكهول، الذين عاشوا لحظات مسرحية كان أبطالها فرقة التعاونية الثقافية والفنية لجمعية أصدقاء الفن في عملها «سي الهاني» وفرقة الجمعية الولائية الثقافية «نسمات فنية» و»الحكيم التأنه» لجمعية مسرح الشلف وعمل فني متميز للمسرح الجهوي بمعسكر مع لوحة أخرى «لمذكرات ما غز» من عنابة التي عرضت تحت عيون أكثر من 600 عائلة رفقة السلطات الولائية والمحلية ومسؤولي الثقافة والمثقفين، الذين عبّروا عن تجاوبهم الكبير مع محطات هذا العمل الناجح.
ومن جانب آخر، كان لحضور فرق الإنشاد الدينية فضاءات استقطبت جمهورا ذوّاقا ردّد مقاطع ألهبته لتفجر القاعة بأصوات شجية راقت الجميع، يقول الحاضرون داخل القاعة التي اكتست حلة خاصة خلال هذه الأجواء الفنية والإبداعية الذي تلألأت في فرق الأصالة للإنشاد الديني وأنغام الشلف وجمعية عرابي.
هذا وكلّلت هذه السّهرات بحضور كبير ليلة تكريم الفنان في يومه الوطني بوجود عبد الله بن منصور والي الشلف، الذي استهدف عائلات كل من المرحوم علي ملوكي والمرحوم عبد الحفيظ حرشوش والفنان المرحوم جمال سحواج ونصر الدين مداحي، والذين كانوا متميّزين ونبراسا لعطاءات الفن الراقي بالولاية. هذا وقد ثمّن الجمهور الكبير الذي تردّد على هذا الهيكل الجميل جهود مدير الثقافة وإدارة القطاع على هذا التواجد المميز في هذا الشهر الكريم. دامت الأفراح الثقافية التي من شأنها أن تقعد لتقاليد ثقافية على طول السنة.